#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]() ![]() حينَ رأيتُك تَبكَي للمَرة الأوَلَى ، قَررت ان اكتُبك ، لأبكَيكَ دهرَا ، ولَو عَلمت انَك تَقرأ كتاَبتَي لأعتَزلتُ الكَتابه ، ![]() ، صمَتُ ، و صَمت ، وصمَت ، واشَياء كَثيرَه لا تَصلح للكَلام ، واشَياء يُبكَيك جَدالَها او الصمَت عنَها ، كـ عَينَاك مثلاً واشَياء اخَرى ، الصَمت من طقَوسها الواَجبه ، كالبكَاء علَى جُثمَان المَاضَي المُتعفن لَماذَا الصَمت ؟ لأنَ الحَديث مُستَهلك ورَخيص وشَاق ايضَاً ، لأن الصَمَت يَصلُبك في ذاكَرتي ولا يُصاَدرك إليَهم ، لأن الصَمت عَنك فَضيلَه ، والحَديث عَنك غَير عَفيف ، ومُبتذل لأنَ حُنجرتَي تآكَلت مُذ غَابت الاجَابات ، وجَف الكَلام ، ، ثَمة كَثيرُ مَن الحُزن فِي صوَت اُنثى لا تَصلحُ للحُب ، كَان حُبكَ مرآتَها التَي لَم تَكذب ، وخَيبتَها الأولَى ، وقَوتها الأوَلى ، و عنَفوانَها الأسَبق ونَذورهَا / آمَالٌ شَاهَقه ، لا تَطالهَا يَدُها القصيره ، وجَدتك في كُل الاشَياء المُتبعَثره حوَلي ، وجَدتُك في الموسيَقى والحديث وحَتى الأحَلام وحَينمَا تخَلصت منَها جمَيعها ، وجَدتك مُتشبثاً في كَفي يا داَءً لا يُستَئصل عَن بضعَي ، كيفَ انت ؟! ، رأَيتُك تَبكَي نَسيَاني ، تَلم حَقائبَك المخَذوله ، وبَعضاً من احاديثنَا الرثه ، وتَقطع اخَر تذكَرة للَسفَر ، تُثير تَلك الأنُثَى ذهوَلك بهامَتها التَي لَم تنحَني ، وكَفها التَي لَم ترتَجف في حَضَرة غيابكَ تُديرُ لك ظهرَها عامَان ، لتُكتبَكَ سرَاً ، وتَبكَيكَ دهرَاً ، وفِي يمَينَها حكَايا كَثيرَه ، وعلَى الرَصيَف تَساَؤلات يقطعَها الشَك والمَقاعد التَي كَانت تُشاركَني بك قد تحَدب ظهرُها في انتَظار الآتي و ذاكَرتي تضَج بِك ، تُنازعَني عَلى نفَسي ، وانتَ منَي ، فأفضُ الاشَتباَك واعَقد مَعها هُدنَة لـ تأجَيل الحَديث الذَي لا ينتَهي بَك فتخوَن عَهدَها، وتركَل قلَبي حَين يُذكَر اُسَمك ، وتُشهَر بلقَطاتَك التَي توَهَمت نسيَانها وتُخبئ لك صورَة تَضَعُها في مُنتصف عيني ، لتُشاَرك وجَوههَم ، وتجَاورَهم حَين اتحَدث مَعهم ، عَامان لَم تطَلع علَينا الشَمس ، مُذ غَفت قُبلتَك على وجَعي وتأخَرت الحَياه ، مُذ اصَبح الشَتاء فيها كثيفَاً ، واللَيل اطَبق جنَاحَه علَينا حتَى استَراح ، عَامَان ، لَم يَكُن طعَم الحَلوى كمَا كَان من قَبل والنَوم اصَبحَ نَزالاً فِي سَاحَة الأحَلام التَي تسوَقك إلَيَّ تباَعَاً فأصََحو بملَيء عاَطفتَي وحنَيني إليَك ، عَامان ، وركنٌ قاَحل فِي داَخلي لَم يَذق المَطر ، ومَدينَة معمَوره آلَت للَسقوط ، هَل جَربتَ اَن تَهرب مَن نَفسك ؟ ! تَلك مَعركَة لا يخَوضَها الا الأبطَال من الضعَفَاء ، اُهرب مَاشئت من الحَياة والحُب والنَاس والحَظ التَعيس ، فَتلك شؤون صغَيرَه ، لا تَدعَو للَقلق ، ولَكَن ان تَهرب مَن نفَسك ، ذَلَك يعنَي انَك انَا ، لا تَخشَى فِي الحَياة شئياً سوَاَها ، تَقتُل الحُب في مَهدَه رضَيعَاً بجَنونَها ، ثَم تحَضن برَاءته ابد الدهَر تُنَازع المَاضَي عَن نَفسَها ، وتغَار علَيها ، كَـ غَيرَة رجَل عَلى اَهل بيَتَه تمَقت الاقتَراب والالتصَاق والاسَئلة ، تُحب نُبل الغُرباء ، وصَمت الغُربَاء ، وغَموض الغَرباء تَبحَث فِي الجَوار عَن قلبَها الضَائع فلا تجَده ، تُكثف البَحث في حَقيبة جارَتها و جَيب صديقتها ولا تجَده تكَتب الرسَائل للمجَهولين ، و تلَقيها للَبحر تُخاطب أهَل السمَاء كثيراً ، وتُطيل النظر الى هناك حيث يسمَعها الله .. الله فقط ، واللَهِ مادَق النسَيان إلَيَّ باباً الا وجَدَهُ مُحكَمَ الإغلاَق اقرَأ الحُب في صُحفي واوراقي ، واذوق مرَارتَهُ في قهوتَي وأُطوقه كالعِقد المُذهّب في عُنقَي ، فكَيفَ انسَاك ؟! كَيف صَدقتَ كِذبتي الضَعيفه ، وانَتَ من علَمنَي كَيفَ اكَذب ، كَيف لَم استَطع استَرداد قَلبي مَنك ، وانَا التَي تسَرق منَك قُبلات كَثيره في غَفوتِك كَيف لَي ان اُمَارس الامَومَه مع المَاضَي وانا التَي لا تُحَسن اسكَات الصَبيه الثرثارين ، كَيف تُحسن احتَلالي ، وقَد مَر عامَان منُذ عَهد التحَرير مَنك ، ولَم اتحَرر حتَى من اورَاق حَلواك الفارغه ياوجَعي الضَائع ، عَلمنَي ألّا اشتَاق
![]()
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|