ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

 


الإهداءات



 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-20-2013, 01:44 PM
:: الإدارة ::
ضى القمر غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~




لوني المفضل Crimson
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 فترة الأقامة : 4711 يوم
 أخر زيارة : 12-25-2021 (02:59 AM)
 المشاركات : 41,480 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي فضائل حسن الخلق



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



فضائل حسن الخلق


وهو : خلق فاضل عظيم النفع .


أساسه : الصبر ،والحلم ، والرغبة في مكارم الأخلاق .


وآثاره : العفو ، والصفح عن المسيئين ، وإيصال المنافع

إلى الخلق أجمعين .


فهــو : احتمال الجنايات ، والعــفو عـــن الزلات ، ومقابلة

السيئات بالحسنات .



وقد جمع الله ذلك في آية واحدة وهي قوله { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ

بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } الأعراف199

أي خذ مـا عفا وصفا لك من أخلاق الناس ، واغتنم ماحصل

منها ، وغض النظر عما تعذر تحصيله منهم ، وعن نقصها

وكدرها ، ومعنــى ذلك : أن تشكر الناس على ما جاء منهم

من الخير والإحسان ، ومـــا سمحت بـه طباعهم من الخلق

الطيب ، ولا تطلب منهم، ولا تطالبهم بما زاد عما حصل ،

ولو كان لازماً لهم ، فإنك بذلك تستريح وتريحهم .


أمـا من كان يريد من الناس أن يكونوا كاملين مكملين لكــل

مــا يجــب ويستحب ، وإذا أخلوا بشيء مــن ذلك عاتبهم ،

وأهدر ما جاء منهم من الخير والإحسان ، فهو عن حسن

الخلق بمعزل ، ولا يزال معهم في نزاع ولجاج وعتاب .


وإنمـــا الحازم مــن يوطن نفسه علــــى تقصير المقصرين ،

ونقصان الناقصين ، وقـد أرشد النبي صلى الله عليه وسلــم

إلــى هـــذا الخلق الفاضل في معاملة الزوج لزوجته فقــال :

" لا يفرك مؤمن مؤمنة : إن كره منها خلقا ، رضي منهـــا

آخـر " (1) ، فأمــر بالإغضاء عما فيها من العيوب ، وأن

يكون نظره إلى مــــا فيها من المحاسن والمنافع ، ويجعل

هذا شفيعا لهذا ، لأنه بذلك تدوم الزوجية ، وتتم الصحبة

الطيبة والصفاء ، ويقل النزاع والخصام .


وقس على هــذا الذي ذكره صلى الله علـيـه وســلم : جميـــع

المعاملات والحقوق ، فالمعاملة بيـــن الـوالدين وأولادهم إذا

كانت على هذا الوصف، حصل البر وأديت الحقوق، إذا وطن

الوالد نفسه على شكر ما حصل من ولده من البر ولو قليلاً،

وعفا عن تقصيره ، ازداد البر ، وحصل للوالدين راحة .

فرحم الله من أعان أولاده على بره .


وكذلك الأولاد عليهم القيام ببر والديهم ،وأن يوطنوا أنفسهم

عـلى مــا ينـــالهم من الوالدين من سوء الخلق وشراسته ،

وسيئ الأقوال والأفعال التـي تصدر منهم ، ليوطنوا أنفسهم

على احتمالها ، وأن يشكروهم على ما نالهم منهم من

الإحسان ، مهما كان .


فهذا من البر والصلة التي لا يوفق لها إلا ذو حظ عظيم .


وكذلك حقوق الأصحاب ، والجيران ، والمعاملين ، ينبغي أن

يسلك معهم هذا المسلك : القناعة بما جاء منهم ، وتحمل

ما لا يوافق الإنسان من قول أوفعل أو معاملة ، فبذلك

تدوم الصحبة وتقوى .

أما من كان إذا جاءه من أصحابه، أو معامليه ونحوهم سيئة

واحدة ، أهدر بها ما سبقها من المحاسن ، فهـــذا من أعظم

الحمق ، وقلة الوفاء ، وعدم الإنصاف . ومن كان بهذا

الوصف فهو أبعد الناس من حسن الخلق .


والمقصود: أن المعاملة بين المختلطين والمرتبطين بحق من

الحقوق : إذا بنيت على قوله { خُذِ الْعَفْوَ } فوطن نفسه على

أخذ المنافع ، والصفح عن ضدها ، أوصلت صاحبها إلـى كل

خير وسلم بها من شرور كثيرة . وإذا بنيت على الاستقصاء

وطلب جميع الحق مستوفى ، حصل النقص والخلل .


وقــوله تعـالى { وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } أي : إذا جهل أحد

عليك بقول ، أو فعل ، فأعرض عن مقابلته بجهله ، وقابله

بما تقابله به إذا كان محسنا فتكسب السلامة والأجر ،

وحسن الذكر ، والاتصاف بمكارم الأخلاق وأعاليها .


وكل من عصى الله أو قصر في حقه أو تعدى على أحد ، فهو

جاهل سواء كان متعمدًا أو غير متعمد . وذلك أن العلم الذي

يعمل الإنسان به هو العلم النافع ، والذي لا يعمل به جهل

وضلال. وقد تعوذ صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع .


وأما قوله تعالى في هذه الآيــة : { وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ } أي ليكن

أمرك لغيرك موصوفا بوصفين :



أحدهما : أن يكون برفق وحكمة ، وأقرب طريق يوصل إلى

هذا المقصود ، وذلك يختلف باختلاف العرف .


والثــاني : ليكن مأمورك الذي تأمر به من الأمور المحبوبة

شرعًا وعرفا ، وهــو الأمر بالواجبات ، والمستحبات مـــن

العقائد والأخلاق، والأعمـال المتعلقة بحقوق الله ، وحقوق

خلقه. فمن قام بهذه الأمور، فقد اتصف بحسن الخلق . ...

وأعظم ما يدخل الناس الجنة: تقوى الله وحسن الخلق. ...


حسن الخلق ، ومكارم الأخلاق تحبب العبد إلــى أعدائه ،

وسوء الخلق ينفر عنه أولاده وأصدقاءه .


ومــن مـــزايا حســن الخلـق : أن صاحبه يتمكن من إرضاء

الناس على اختلاف طبقاتهم ، كل من جالسه وخالطه أحبه،

لايمله الجليس . ...


صاحب الخلق الحسن ، يسهل عليه إدراك المطالب ، وتلين

له برفقه وتحببه إلى الخلق المصاعب .



كم فات سيئ الأخلاق من مطلوب ، وكم جلب عليه الحمق

من شر مرهوب !


كل أحد يود الاتصاف بحسن الخلق ، لما يشاهده من ثمراته

الجليلة ، ولكن لا يدركه إلا أهل الهمم العالية النبيلة .


اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق ، وجنبنا مساوئها .



كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد والفنون


المتنوعة الفاخرة(ص72) للشيخ عبدالرحمن السعدي (بتصرف)

....


(1) أخرجه مسلم في صحيحه ( ك الرضاع ، ب الوصية بالنساء

ص 775 / ح 1469 ) من حديث أبي هريرة .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الموضوع الأصلي : فضائل حسن الخلق     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : ضى القمر



 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap 


الساعة الآن 10:15 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010