أخلاق أهل البيت

* روى أن سيدنا على بن الحسين المعروف بن زين العابدين مرَّ على رجلٍ فأهانه

وأساءإليه.فغضب الناس له وهَمّوا بضرب الرجل فكفهم سيدناعلى ونهاهم عن إيذائه

ثم أقبل على الرجل وقال له يوبخه ويقرعه:ياأخى إنى لأكثر ماتقول ومالم تعرفه من

عيوبى أكثر مماعرفته.فإن كنت محتاجاً إلى ذكرها ذكرتها لك فخجل الرجل وندم على

ماكان منه ثم اعتذرإليه،فلم يدعه زين العابدين يمشى حتى أعطاه الف دينار فخجل الرجل

من عطائه وتعجب لمقابلة الإساءة بالإحسان وقال :إنى لأشهد أنك لمن بيت النبوة والله

أعلم حيث يجعل رسالته....

* وأعجب من ذلك ماروى عن أميرالمؤمنين المأمون من محاسنه ومناقبه أنه كان جالسا

فى شرفة من شرفات قصره وكان الجوحاراوالقيظ لافحا وبينما هوكذلك إذ رأى رجلاً يكتب

على حائط القصرشيئا لايدرى ماهوفأمرشرطياً أن ينظرماكتب وأن يأتيه به فلما ذهب وجده

كتب هذين البيتين:

ياقصرُعشَّشَ فيك الشومُ واللـومُ


فمتى تعشش فى أركانك البـــومُ

***

يوماًتعشش فيك اليوم من فرحٍ

أكون أول من ينعـاك مرغــــوم



فقبض عليه الشرطى ونقل إلى أمير المؤمنين ماكتبه من الشعرفلماأبلغ أميرالمؤمنين

بذلك أدناه من مجلسه وقال له:ماالذى حملك على ماصنعت ولماذاكتبت هذين البيتين

وأنت تعرف معناهما؟فقال:ياأمير المؤمنين إن قصرك يحتوى من النعيم مايضيق به العدُّ

وأنه ليفيض بالبذخ والترف وقدمررتُ عليه وأنا جوعان مُجْهَد لاأجد طعاما آكله و لامثواً

أستريح فيه فقلت فى نفسى:لوكان هذاالقصرخرباً لَبِعْتُ منه شيئا وتقويت به وتذكرت قول

العباس بن الأحنف:

إذالم يكن للمرء فى دولةٍ إمرئ


نعيـــــمٌ ولاحظَّ تمنى زوالهــــا

***

وماذاك من بُغْضٍ لهــــاغيرأنه


يُرجى سواهافهويَهْوَى انتقالها


فطأطأالمامون رأسه وقال:صدقت ياهذا وإنك لعلى حق فيماصنعت ثم أَمَرَله بمالٍ كثيروأطعمه وأحسن إليه

وقال له:لك مثل ماأخذت كل عام طالما هذاالقصر عامرا بأهله ثم انشدهذين البيتين

إذاكنت فى أمرٍفَكُنْ فيه مُحْسِنَاً


فعمَّا قليل ٍأنت ماضى وتاركه

***

فكم دحت الأيام أرباب دولــــة


وقدملكواأضعاف ماأنت مالكه