#1
|
|||||||||
|
|||||||||
حَدِيْثُ الكاسَاتِ الفَارغَةِ
يُقَالُ بِـ أَنَّ الْمُدُنَ الْفَاْرِغَةَ هِيَ الأَقْرَبُ لـِ الْعَطَشِ !
وَلَكّنِنِيْ لاَ اُحَبِّذُ أَنْ أَزُجَّ بِ إِلْتِفَاتٍ لـِ زَاوِيَةٍ لَسْتُ عَلَى قَنَاعَةٍ بـِ ثَبَاتِهَا ! وَلـِ أنَّنِيْ مُمْتَلِئَةٌ بِهِ وبِهِمْ , وَبِـ بِضْعِ خَيْبَاتٍ .. فَقَدْ عَتَّقْتُ ذَاْكَ الجَبِيْنُ , حَتَّىْ اِنْصَلّتْ مِنْهُ آخِرَ قَطَرَاتِ الّلِقَاءْ ! وَعُدْتُ لـِ اُفْرِغُنِيْ مِنْ بَرَاثِنِ الـ جُنُوْنِ فـَ أَشْقَتْنِيْ ذَرَّاتُ الـ كِيْمَاوِيّ الـْ ضَاجَعَتْ شُعَبِيْ الهَوَائِيّةَ حَدَّ الإخْتِنَاقْ ! وَمَدَدْتْ كَفَّيّ لـِ سَاقَيّ , أَنِ اِنْهَضِيْ ! وَلـِ أنَّنِيْ اُشْفِقُ عَلَيَّ مِنِّيْ , وَمِنْ فَرْطِ جُمُوْحِيْ .. فَقَدْ أقَمْتَنِيْ ظِلٌ لاَيَنْتَمِيْ إِلاَّ لـِ زُجَاجَةٍ فَارِغَة , وَلَسْتُ أعْنِيهَا تِلْكَ المَدِينَة فـَ الزُّجَاجَةُ لاَتُشْطَبُ مَعَالِمُهَا إلاّ فَوْضَىْ تِلْكَ المُدُنُ الفَارِغَة ! وَسَكَبْتُنِيْ فِيْ ثَغْرِ تِلْكَ الزُّجَاجَةِ , بِ هُدُوءْ ! مُذُ اِعْتِكَافِهِ فِيْ رُوْحِيْ كَـ بَقِيَّةِ الأشْيَاءِ , مَا انْفَكّتْ الرُّوْحُ تُرْسِلُ لـِ كَاسَاتِ القَهْوَةِ الفَارِغَةِ مَوْجَاتٌ مَطّاطِيّةٌ مِنْ شَيءٍ أجْهَلَهُ , وتَجْهَلهُ أكثَرَ الخَلَايَا قُرْبًا مِنَ الـ مُخِّ .. رُبّمَا كَانَ سُكّرٌ مُتَهَدِّجٌ , وَرُبّمَا كَانَ لاشَيءْ ! وَلـِ أَنّنِيْ أَمْقُتُ حَدِيْثَ الكاسَاتِ الفَارِغَة , فـَ أنَا جَيِّدَةٌ إِلَىْ حَدٍّ مَا فِيْ اِبْتِلاعِ لِسَانِيْ ! وَلـِ أنَّنِيْ كُنْتُ أَحْلُمُ بـِ زَمَنٍ أكْبَرُ مِنْ كُلِّ هَذِهِ الأزْمَانُ , لَمْ يَتَسَنّى لـِ مَلَامِحْ الوَقْتِ أنْ تُطْعِمُنِيْ مِمَّا اُرِيْدُ فـَ اِقْتَلعْتُ جَذْوَةَ الحُلُمِ , وشَطَبْتُ الـ لَيْتَ مِنْ خَارِطَةِ أَحْلامِيْ ! وَكُنْتُ أَجِدُّ فِيْ نَسْجِ مِعْطَفٍ رَمَادِيٍّ يَسْتُرُ عَوْرَةَ وَجَعِيْ فـَ جَاءَ الشّتَاءُ لـِ يُجَمّدَ خُيُوطاً اَمْضَيْتُ دَهْرًا اَجْمَعُهَا فـَ انْفَرَطَ نَظْمُ مِعْطَفِيْ ! وَلـِ أنّنِيْ كُنْتُ أخَشَىْ تَجَاعِيدَ بُنِيّةَ الّلونِ صَنَعَهَا سَيّدِيْ الفَقْرَ عَلَىْ مُحيّا لَمْ يَبْلُغَ حَتّى العِشْرُونَ عَامًا فـَ قَدْ حَطَّمْتُ مِرْآتِيْ , فـَ كُلُّ مَنْ حَوْلِيْ لايُجِيدُونَ سِوَى الـ نِفَاقْ ! هَكَذَا تَوَالَتْ الصّفَعَاتُ ! وَمَعَ كُلّ صَفْعَةٍ كُنْتُ اُشْعِلُ الحَطَبَ وَاُحَادِثُ بَعْضَ كاسَاتٍ فَارغَةٍ اَمْقُتُهَا ! وَأتَدَثَّرُ بـِ الفَرَاغِ عَلَىْ صَوْتِ فَيْرُوز لـِ أَغْفُوْ وَ ... أَفْتَقِدُ كُلِّيْ !
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|