![]() |
|
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]() ![]()
عادات وتقاليد الاحتفال بالمولد النبوي في مصر مظاهر وانطباعات مصرية عادات وتقاليد الاحتفال بالمولد في مصر مظاهر وانطباعات مصرية عروسة المولد احتفالات الشعب المصري بالمولد النبوي عادات وتقاليد الاحتفال بالمولد النبوي في مصر مظاهر وانطباعات مصرية
![]() ![]() عادات ومظاهر الاحتفال في الشعب المصري في صدر الاسلام , كان الإحتفال بالمناسبات الدينية قاصراً على تلاوة القرآن والإكثار من أعمال البر, وعندما إتسعت الدولة الإسلامية, وخالط المسلمون الفرس والرومان, كان عليهم أن يسايروا أساليب الحضارة في تلك الممالك والبلاد التي فتحوها, فقلدوهم في عاداتهم التي لا تتعارض مع الأخلاق العربية الكريمة ولا ينهي عنها الدين الحنيف.. وكانت البادرة من الامويين ثم تبعهم العباسيون الذين يعدوا قدوة في إرساء قواعد أبهة الملك.. وهم أول من احتفل بمولد النبي, وقد اشتهر عن (مظفر الدين) صاحب اربل في العصر العباسي: عنايته الفائقة بالاحتفالات الدينية, التي كانت تبلغ أبهتها في الإحتفال بمولد رسولنا الكريم, ثم حذا حذوه السلطان (أبوحمو موسى) صاحب تلمسان بالمغرب. وعبر مختلف عصور الدول الإسلامية, عرفت مصر عدداً كبيراً من الأعياد والاحتفالات, التي إرتبطت بعقائد المصريين ودياناتهم, فقد كان لكل من المسلمين والنصارى واليهود أعيادهم ومواسمهم, التي إتخذت الإحتفالات بها ـ مظاهرة محددة ـ إرتبطت بعادات وتقاليد الشعب المصري. ![]() ففي عصر الدولة الفاطمية, التي نشأت حاملة لواء زعامة الإسلام والخلافة ـ في ظروف سياسية ودينية خاصة ـ كان الفاطميون حريصين على إعادة صياغة عقل الشعب وروحه وحياته العامة والخاصة, وفقا لتوجهاتهم ورسومهم, فنرى الحياة الإجتماعية المصرية في ذلك العصر, إتخذت مظاهر تألقت بألوان من البذخ والترف والفخامة, قل أن نجدها في عصر آخر من عصور مصر الإسلامية. وكانت هذه الحياة ـ مرآة للدولة الفاطمية ـ طبعت بمنهاجها السياسي والديني والفكري, وعلى الرغم من تحفظ الشعب المصري في مشايعة الدولة الجديدة في غاياتها المذهبية, فقد إستمتع بالفيض الفاطي وروعته في مواكب الخلافة, ورسومها الباهرة, ومآدبها الشهيرة, وعطاياها المأثورة, ومازال كثير من آثار تلك الرسوم والاحتفالات في أعيادنا وتقاليدنا الدينية المعاصرة. وقد إنتهت إلينا صور ومشاهد للمواكب الإحتفالية والمواسم الفاطمية, بأقلام مؤرخين معاصرين لذلك الزمان منهم: إبن زولاق والمسبحي وابن الطوير وابن المأمون, وكان الإحتفال بالمولد النبوي من أبرز مشاهد الخلافة الفاطمية, ![]() فيذكر المؤرخ العلامة (المقريزي) عن إبن المأمون: (.. واستهل ربيع الأول, ونبدأ بما شرف به الشهر المذكور, وهو ذكر مولد سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم, لثلاث عشرة منه, اطلق ما هو برسم الصدقات من مال النجاوي خاصة ستة آلاف درهم, ومن الأصناف من دار الفطرة أربعون صينية, ومن الخزائن برسم المتولين والسدنة للمشاهد الشريفة بين الجبل والقرافة, التي فيها أعضاء آل رسول الله صلى الله عليه وسلم, سكر ولوز وعسل وشيرج لكل مشهد, وما يتولى تفرقته سنا الملك ابن ميسر أربعمائة رطل حلاوة وألف رطل خبز). ![]() مآدب الفاطمية وكانت المآدب الفاطمية والأسمطة الرسمية والشعبية, من الأحداث الشهيرة في ذلك العصر, كما كان الخلفاء الفاطميون يشهدون هذه الاحتفالات والأعياد بإحدى المناظر الملكية, ويحتشد العامة لمشاهدة الخليفة عند ظهوره بالمنظره. أو لرؤية موكب قاضي القضاه, والانعامات والهدايا تشمل كل الأمراء وأرباب الرتب وأصحاب الدواوين وأرباب السيوف والأقلام, والخطباء والقراء وسدنة المشاهد والأضرحة. وقد أشارالمقريزي إلى خمسة موالد أخرى, كان الفاطميون حريصون على الإحتفاء بها, هي: مولد الإمام الحسين (5 ربيع الأول) ومولد السيدة فاطمة الزهراء (20 جمادي الاخرة) ومولد الإمام علي (13 رجب) ومولد الإمام الحسن (15 رمضان) ![]() وفي عصر الدولة الايوبية, أبطلت كل مظاهر الاحتفالات الدينية, فقد كان السلطان صلاح الدين يوسف يهدف إلى توطيد أركان دولته, لمواجهة ما يتهددها من أخطار خارجية وإقتلاع المذهب الشيعي, بمحو كافة الظواهر الإجتماعية التي ميزت العصر الفاطمي. ![]() ![]() وفي أوائل عصر سلاطين المماليك, إتخذ الإحتفال بمولد النبي من العظمة والابهار, ما يتناسب مع ما شهده المجتمع المصري من رفاهية, وكان السلاطين حريصين على مشاركة رعاياهم الاحتفال بهذه المناسبة.. ويروي (السخاوي) ما شهده في عهد الظاهر برقوق, عندما حضر الاحتفال الرسمي بالقلعة, فيقول: (.. فرأيت ما هالني, وأظن ما أنفق في تلك الليلة على القراء الحاضرين وغيرهم نحو عشرة آلاف مثقاف من الذهب العين, ما بين خلع ومطعوم ومشروب وغير ذلك, بحيث لم ينزل واحد منهم إلا بنحو عشرين خلعة من السلطان والأمراء). ![]() وتميز عصر السلطان الاشرف قايتباي, بما لم يسبقه إليه أحد من السلاطين, حيث أمر بصنع خيمة عظيمة (جاءت من عجائب الدنيا)!.. وقد أبدع (إبن إياس) في وصفها وتخليد ذكرها, فيقول في ربيع الأول سنة 229 هـ: ( وفي يوم الإثنين حادي عشرة, عمل السلطان (الأشرف قانصوه الغوري) المولد الشريف النبوي على العادة ونصب الخيمة العظيمة التي صنعها الأشرف قايتباي, قيل أن مصروفها ستة وثلاثون ألف دينار, وهذه الخيمة كهيئة قاعة وفيها ثلاثة لواوين, وهذه الخيمة لا ينصبها إلا ثلاثمائة رجل منالنواتيه, فنصبها بالحوس, وفي وسطها قبة على أربعة أعمدة عالية, لم يعمل في الدنيا قط لها نظير, وهي من قماش ملون, ونصب الشربدارية في الحوش أحواض جلد ممتلئة بالماء الحلو, وعلقوا شوكات بالكيزان الفاخرة, وزينوا بالأواني الصيني والطاسات النحاس, وأوسعوا في زينة الشرابخاناه أكثر من كل سنة, ثم جلس السلطان في الخيمة, وحضر الاتابكي سودون العجمي وسائر الأمراء من المقدمين, وحضر القضاة الأربعة, وأعيان الناس من المباشرين على العادة, ثم حضر قراء البلد قاطبة والوعاظ على العادة, ثم مد السلطان السماط الحافل وأوسع في أمره, وكان ذلك اليوم مشهوداً وأبهج مما تقدم من الموالد الماضية). ![]() وفي صباح يوم المولد, يوزع السلطان كميات من القمح على الزوايا والربط, ويترقب عامة الناس الإحتفال بالمولد النبوي (فيعملون الولائم لذلك ويزيدون في العبرات ويعتنون بقراءة مولده الكريم) كذلك إعتاد كثير من الناس إحياء الذكرى الكريمة في منازلهم, وتطرف بعضهم في الإحتفال, فأتوا بالمغاني وآلات الطرب وتسابقوا في اللعب بالدف والشباب, ويصدح القوالون بالقصائد والمدائح النبوية, فإذا ما إنتهى الإنشاد, تقام حلقات الذكر, في حين تطل النساء من المشربيات وأسطح المنازل لمشاهدة وقائع الاحتفالات, كذلك كانت تقام داخل المنازل إحتفالات نسائية بهذه المناسبة, حيث تلتف النساء حول إحدى الواعظات أو المتفقهات في الدين لسماع حديثها. ![]() العثمانيون يحتلفون ثم تبدلت الأحول في مصر العثمانية, وتواضع الإحتفال بمولد النبي, فيتحسر ابن إياس على ما كان من بهجة الأيام السالفة, فيقول عن أحداث سنة 329: (وفي يوم الجمعة حادي عشر ربيع الأول, كانت ليلة المولد النبوي, فلم يشعر به أحد من الناس, وبطل ما كان يعمل في ليلة المولد من إجتماع القضاة الأربعة والأمراء بالحوش السلطاني, والأسمطة التي كانت تعمل في ذلك اليوم, وما كان يحصل للمقرئين من الشقق والانعام, فبطل ذلك جميعة, وأشيع أن ابن عثمان لما طلع إلى القلعة وعرض الحواصل التي بها, فرأي خيمة المولد فباعها للمغاربة بأربعمائة دينار, فقطعوها قطعاً وأباعوها للناس ستائر وسفر, وكانت هذه الخيمة من جملة عجائب الدنيا, لم يعمل في الدنيا مثلها قط!.. وكانت كهيئة القاعة ولها أربعة لواوين فوقهم قبة بقمريات والكل من قماش, وكان فيها تقاصيص عجيبة وصنايع غريبة.. وكانت من جملة شعائر المملكة فاتباعت بأبخس الأثمان, ولم يعرف ابن عثمان قيمتها, وفقدتها الملوك من بعده, فحصل منه الضرر الشامل, وهذا من جملة مساوئه التي فعلها بمصر)!. ![]() ويعود إبن إياس إلى التذكير بما كان يعمل في موالد السلطان الغوري, وهو يؤرخ لأحداث ربيع الأول من عام 429 هـ, فيقول (فكان يصرف على سماط المولد فوق عشرة آلاف دينار, وكان يحضر عنده في تلك الخيمة العظيمة, التي لم بقى يسمح الزمان بمثلها أبدا, القضاة الأربعة ومن الأمراء المقدمين أربعة وعشرون أميراً مقدم ألف, غير بقية الأمراء والعسكر وهم بالشاش والقماش, فأين ذلك النظام العظيم, كيف ذهبت أوقاته ?.. فيا أسفي على تلك الأيام كأنها كانت منامات)!. ![]() ويرحل بنا المؤرخ العظيم (عبدالرحمن الجبرتي) إلى زمن الحملة الفرنسية, يوم تقلد الشيخ خليل البكري نقابة الأشراف, في يوم الجمعة, الخامس من ربيع الأول لسنة 1213 هـ وفيه (سأل صارى عسكر عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم, فاعتذر الشيخ البكري بتعطيل الأمور وتوقف الأحوال, فلم يقبل وقال لابد من ذلك, وأعطى له ثلاثمائة ريال فرنساوية معاونة, وأمر بتعليق التعاليق وأحبال وقناديل, واجتمع الفرنساوية يوم المولد ولعبوا ميادينهم وضربوا طبولهم ودبادبهم, وأسرل الطبلخانة الكبيرة إلى بيت الشيخ البكري, واستمروا يضربونها بطول النهار والليل بالبركة تحت داره, وهي عبارة عن طبلات كبيرة مثل طبلات النوبة التركية وعدة آلات ومزامير مختلفة الأصوات مطربة, وعملوا في الليل حراقة نفوط مختلفة وسواريخ تصعد في الهواء..). ![]() وفي واقع الأمر أن حرص نابليون على إظهار إحترامه لعقيدة المصريين وشعائرهم وتقاليدهم كان جزءا من (التوظيف السياسي) للعنصر الديني من أجل إستمالة المصريين, فعقب هذا الاحتفال بيومين, كتب بونابرت إلى الجنرال مارمو يطلب منه زيارة الشيخ البكري بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي, وأشار إلى انه يجتمع برؤساء الدين في القاهرة, كما أرسل إلى الجنرال كليبر بالاسكندرية نسخة من (Courrier de L'Egypte) العدد الأول, الذي تضمن مقالاً عن الاحتفال بالمولد, ليقوم بترجمته وطبعه. ![]() يتبع
الموضوع الأصلي :
عادات وتقاليد الاحتفال بالمولد النبوي في مصر مظاهر وانطباعات مصرية
-||-
المصدر :
منتديات حبة حب
-||-
الكاتب :
Hala we bas
![]()
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|