#1
|
|||||||||
|
|||||||||
طفولة مسحوقة
طفولة مسحوقة ( 1 )
طفلة من ظروف الفقر وزمن عسر لقمة العيش , مات والدها وتركها فهي أكبر إخوانها لم تتجاوز سن الزهور , تحلم كمثيلاتها باليسير من العيش في برائة وطمأنينة , لكن الزمن قد اختطف منها تلك الأحلام التي استكثرتها عليها الحياة القاسية , فالأم طريحة الفراش وتحتاج إلى دواء لتسكين حالتها الميؤوس من شفائها , كان الأب يتكفل بعلاجها رغم عسر الحال , وها هي اليوم هذه الشابة قد زاد آلمها من حال أمها لسقيمة , تاهت أفكار الفتاة وهي تحاول ترتيب كلمات حتى تجد حلا لإقناع أمها بالمساعدة , والذي سيكون صعبا خصوصا وأن عمرها لا يتجاوز 16 عاما , لكن الأمر قد نجح بعد إلحاح شديد .. فكرت أمينة أن تطرق أبوابا علها تجد الإستجابة والقبول , وبعد عناء من البحث أرشدتها إحدى الجارات إلى بيت الحاج سعيد , عمدة البلدة التي تقطنها , وقفت أمام باب المزرعة المترامية الأطرااف , والتي جمعت كل أصناف الاشجار المثمرة , وكأنها جنة من عالم الأحلام , تجري بينها سواقي المياه العذبة , ما إن رآها البواب حتى همّ بطردها لأن شكلها لا يختلف عن المتسولين والمشردين , استعطفته بدموعها قبل كلمااتها , فرق لحالها ووعدها أن يكلم صاحبة الصرح أمينة زوجة العمدة . فعلا حالفها الحظ هذه المرة فوجدت نفسها من شغالات القصر , رغم نحالة جسمها وصغر سنها فقد كانت الحماسة تشع من وجهها الدائري الرقيق الملامح , تحسّن حالها وبدأت توفر الأساسيات البسيطة لأسرتها , وهاهي الحياة تدب في جسدها , شيئا فشيئا امتلأ الجسد وبدأ يصرخ بأنوثة كانت قبلا منطفئة بالفقر والعوز , وبدا نور وجنتيها يزدهر فأصبحت تلفت الأنظاار , وبينما هي فرحة أن تبسّم لها القدر , لم تكن تعلم أن نفسه القدر سيغتصب منها فرحتها في لحظاات كان الشيطان حاضرا , إنه ابن العمدة , شاب في 23 من عمره , ابن أمه وأبيه المدلل , متهور غير مسؤول , تعود على امتلاك كل ما هو موجود في القصر , واعتقد أن هذه الفتاة الطاهرة من باقي ممتلكاته ..........
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|