اترحلين عنى

أرسل جسد صلاتي الهادئه اليك حيث تسكن عمق الساحل تقرع أقداح حرم سمائك المنخفضه وسحب كثيره كسلى ومطر تشرين المتساقط زخات الى مالا نهاية يغفو الطحلب على الضفاف والارض تحصد جلدها لاخفاء خلجات شفاهها ومحاولتها عناق هدى السكينه أرسم عالمك المقصوص من أهداب الخرائط أراكِ ترسين في كف مرفئك تقرئيني إغواء ذوبان آيات قبله تتكثف على مرايا الماء يامن ناديتني غنيتني روميه العينين سألتني مره من أيقظك يافتنه التاريخ من جوف سحره وجنونه من نواميس دروبه وفصوله زهرة آس ونواريس محاريب قلاعه كنت قد واعدتك سراً أن نقتل عويل الليل آآه الآه وفي هسهسه ظلام ظلك ذاتي تفتش في عينيك عن ذاتي أتذكر حاولنا أن ندس جمره في حلوقنا ونبلعها كحبه سكر تتدلى مشنوقه في حلق السماء لنهرب من زحمه الأنفاس المعلبه من مساحيق أقاصي المدينه الشاحبه والطيور المعذبه نقيس المسافات في رحم السنين ونستقل قطار الغسق نبحث عن النور في غياهب النفق أتيت اليكِ وكنتِ هناك تنتظريني في فراغ المحطه مستقيمتاً على الكرسي الاسود كعقرب الساعه السادسه أخبرتِني أن أرتدي معطف المطر لرحله بدون موعد بدون تذاكر سفر فقط قطار منفي في تابوت النسيان لايعرف القطبان ولا اسماء المسافرين يحتضر الغروب من أنفاق العبور وعندما أشرق جبين الموعد . . . . . . . ليست ملاكاً فاجئتني سؤالك: اتعرفين الى أين الى أين الطريق وكإرتطام الوجه بالوجه والصوت بالصوت غامت أزمان اللحظه لأكتشف عندها فقط أننا نفخات مجهوله في رئه الريح نرصد الوقت ليركض لشارع قديم ليقتفى أثر الوهم يرصد منزلاً كنا نعده للسفر المهاب دقيقه فقدت بل دقيقتان بل زمناً يتفتق بحثا عن حضن الاوطان وأنا وأنتِ مازلنا هنا داخل ضباب المحطه تصطادنا إيقاعات المطر المحتضره ننصت لشباك البلل تخترق معاطف صمتنا فقط أنا وأنت كطيور مهاجره بلا حقائب خرافه تثقب السماء تلبس قبعه حمراء وقتها أدركنا أننا الوحيدين في هذا العالم نجهل أين وجهتنا والكأس واقف مخمور ونحن ندور فالغيوم تنتظر أرض العينين لتنتحر والسفن تبحر بالربان الميت الى شمس الشمال وأسراب السنونو تبحث عن فم الارض حتى خيوط النمل تعرف وجهتها وتترك أثارها على الرمل الابيض أخبريني زوايا ابتسامتك الثمله بمراره الفطام أننا أجبن مسافرين عرفتهما المطارات وشاخت وعود تمزقنا غياب المحطات نلبس ملابس السفر ولانسافر نحزم أمتعه الموج ولا نغرق نكتب المكاتيب ولا نرسلها هكذا نحن ظل ركوع مشطور . . . .