قوم صنعهم الإسلام على عينه وغذَّاهم بلبانه

جاءفى كتاب الحلية لأبى نعيم رضى الله عنه أن رجلاًراًعلى عهدرسول الله صلى الله عليه وسلم

وكان مع فقره تقياًصالحاًحريصاعلى صلاة الجماعة خلف رسول الله- وكان يملك ثوباًبالياًقديماًوكان

يرقعه من حينٍ إلى حين حتى أصبح لايتحمل ترقيعاً،فانقطع عن صلاة الجماعة خلف رسول الله،فسألته

زوجته عن سبب تخليه عن المسجدفأخبرهاأنه يستحيى من ثوبه.فقالت له الزوجة وكانت صالحة أيضاً

خذثوبى فصلى به.ففعل فكان إذافرغ من صلاته أسرع إلى منزله لتتمكن زوجته من صلاة الوقت فى

حينه.وظل على ذلك أياماً وافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنه أصحابه فقالواله:يارسول

الله إنه يصلى فى الصف الأخير،فإذافرغت من صلاتك أسرع إلى العودة دون أن يكلم أحداًمنــا.فقـال

النبى:علىَّ به فأحضروه إلى مجلس رسول الله يعلووجهه الخجل ويكسوه الاستخزاء.فسأله النبى عن

أسباب غيبته عن مجلسه فقال:يارسول الله إن أحب شئ إلىَّ أن أصلى خلفك.ولكن ليس لى ثوب أصلى

فيه وقدأخذت زوجتى منهافاناأحضربه الجماعة خلفك.فإذافرغت أسرعت فى عودتى لكى تدرك الزوجة

الوقت قبل خروجه.فلماسمع الرسول مته قوله رقَّ له وأمرله بثوب.فأخذه وعادبه إلى منزله.فلمارأت

زوجته الثوب معه سألته:من أين لك هذاالثوب؟فحدثهاحديثه وأعلمهاأن هذاثوب رسول الله فأغضبهاقوله

وقالت له:يرحمك الله أَوَتشكوربك لرسوله؟

فهؤلاءقوم صنعهم الإسلام على عينه وغذَّاهم بلبانه وجعل منهم ملائكة أبراريمشون على الأرض

وهم بشر يأكلون ويشربون.