لأجل هذا خلقنا الله

إن الله تعالى لم يخلق الخلقَ عبثاً ، ولا أهملهم سُداً
جل ربي وعلى أن يعمل العبث فهو حكيم بل أحكم الحاكمين كان كنزاً قبل أن يخلق الخلق فلما أراد أن يُعرف خلق الخلق لكي يُعرف ، فبدأ بخلق نور سيد الخلق وخاتم الرسل ليكون أول العارفين بالله وخير العابدين له فكان هو العقل الذي قال له بك أُثيب وبك أُعاقب أي بمن ترقى بفكره ليصل إلى معرفتك وينهل من علمك فذلك يستحق مني الثواب وهو من الآمنين غداً من العذاب والمفلحين بنعيمٍ مقيمٍ في جنات فيها ملا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هانئاً برضواني ومستقراً في رحمتي ، أما من حاد عنك ومال إلى غيرك وجحد رسالتك وأغضبني فيك مقتدياً بأولياء الشيطان وسائراً في طريق المهالك وتاركاً من بهم تصفو نفسه وتسمو روحه ومن أمرتك بالتبليغ في شأنهم وجعلت إتمام رسالتك بإمامتهم وإكمال الدين بالولاء لهم والإهتداء بهديهم وبالتبري من أعداهم الضالين المضلين
نعم إن الله بذلك ولأجل ذلك خلقنا لنكون عباداً متمسكين بدستوره وحبله المتين وصراطه القويم كتاب الله وعترته الطيبين الطاهرين
ولم يتركنا متخبطين وعن جادة الحق حائدين وبالهوى عاملين وعما فيه صلاحنا تاركين لنهوى غداً في عذاب الجحيم بلا حجة ولا برهان ، وهل من عدل الله أن يتركنا تائهين وللشيطان عابدين وعن طاعته مبتعدين، جل جلال الله عن ذلك فهو لايعمل العبث وهذا من العبث ، لذا أرسل لنا أتم العقول وأزها الأنوار ليُبشرنا بنعيم الله ويُرشدنا إلى العمل بما فيه مرضاته محذراً لنا من غضب الله والذي به نستحق عذابه والخلود في حر نيرانه موصياً لنا بخلفاء من بعده جعلهم الله هداة مهديين وللدين مُظهرين وعن الجهل والضلال مُعبدين ، ولكتاب الله مُفسرين ولما يحوي من كنوز مُبينين فهم وكتاب الله مُتقارنين وعن بعضهما غير مُفترقين حتى يردا على الله الحوض ليشفعا لمن اهتدى بهما ويُؤذن أحدهما باللعن على الظالمين



نعم أنهم إثنا عشرمصباحاً من مصابيح الأنوار ومشكاة الأعمال أولهم أمير المؤمنين وخاتمهم حجة الله على العالمين الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويُزكي العقول لتكون مهيأة للحياة الكريمة والعيش الرغيد في جنة الله على أرضه بعد أن يُبيد أهل الضلال ويُزيل الإستكبار ويمحو الفساد ويُبير الظالمين لتُخرج الأرض كنوزها وتسعد البشرية بالأمن الذي حُرموا منه أحقاباً من السنين
فنحمد الله أن جعلنا ممن يقتدي بالصالحين ولأولياءه مبايعين وبخاتمهم مؤتمين لنموت على خير دين ونخلد في جنات النعيم