وكَانَ يَفُوحُ مِن عِطرِ دَلَالِك...
وهَاهُوَ اليَومَ وَقَد تَحَقَّقَ بَعدَمَا
تَنَاءَيْتِ عَنِّي ..
وقَطَعتِ وِدِّي وَأحبَالَ وِصَالِك ...
قَد كَانَ قَلبِي يَكسُوهُ الغُبَارَ وخُيُوطَ العَنْكَبُوتَ
ومُلقَي كَأيِّ شَئٍ مُهمَلٍ..
لَيسَ لَهُ مِن مَالِك ...
فَإِذَاكِ مِن خَلفِ الأفُقِ البَعِيدِ كَوَمضَةٍ
تأتِينَ نَحوِي وتُدخِلِينِي مَجَالِك ؟؟...
فَتُبَدِّدِينَ ظَلمَاءَ نَفسِي وقَلبِي
وتُزِيحِينَ عَنهُمَا..
لَيلٌ بَهِيمٍ حَالِك ؟؟...
وتَلَاقَينَا..
وفَاضَ البَوحُ حَنِيناً وشَوقاً
فَنُلتُ مِنهُ بِقَدرِ مَا قَد نَالك ...
وكُنتُ..
كَألفِ قَيسٍ لَو تُقَاسُ مَشَاعِرِي
فَنَهَلتِ مِنهَا..
حَتى تَخَدَّرَتْ أوْصَالِك ...
وشَرِبنَا مِن كَأسِ الغَرَامِ حَتَّى ثَمِلنَا
فغَدَونَا لَانَدرِي ..
أيْنَاهُ يَمِينِي مِن شَمَالِك ...
وتَخَطيْنَا حَدَّ الزَّمَانِ والمَكَانِ سَوِيّاً
فَدَانَتْ لَنَا الأرضَ أمصَاراً ومَمَالِك ...
وصِرتُ أُبَاهِي بِكِ المِهَادَ قَاطِبَةً
وأسِيرُ زَهواً أننِي..
قَد ظَفِرتُ وِصَالِك...
لَكِنّ دَلَالِكِ قَد فَاقَ القَدرَ مِنِّي
بِالرَّغمِ أنِّي قَد حَذَّرتُكِ مِن ذَلِك ...
فَكَرَامَتِي دَوْماً هِيَ فَوقَ حُبِّي
وكَرَامَتُكِ أيضاً..
هِيَ عِندِي كَذَلِك ...
فَلِمَاذَا حَبِيَبتِي كُلَّمَا..
مَهَّدتُ دَرباً لِنَسلُكُهُ
سَارَعتِ أنتِ..
لِتُوصِدِينَ مَسَالِك ؟؟...
فَهَلَّا أجَبتِ ياشَهبَاءُ تَسَاؤُلِي
مِثلَمَا أنَا..
عَلَى الرَّحبِ أُجِيبُ سُؤَالِك ؟؟...
لِمَا ألَحَظُ دَائِماً أنّ عُيُونَكِ
تُطلِقُ سِهَامَهَا عَلَي قُلُوبِ الظَّامِئِينَ
ولَا تَتَوَقَّفُ يَوماً عَنِ القَذفِ نِبَالِك !؟...
وتَبلُغُ مِنكِ النَشوَةُ أوْجُهَا
كُلَّمَا..
تَعَلَّقَت القُلُوبُ بِطَرفِ شَالِك !؟...
وكَمِ إعتَذَرتِ..
وَوَعَدتِ بَأنّ ذَلِكَ لَن يَكُونُ
وأنّ سِهَامَ هَوَاهُم يَوماً لَن تَنَالِك ...
فَهَل أَثمَلُكِ إِعجَابُ البَعضِ مِنهُم
وهَل غَدَوتِ..
مَغرُورَةً بِجَمَالِك ؟؟...
وإذَا كَانَ ذَلِكَ وَاقِعاً لَاأُنكِرُهُ
فَلِمَا..
لَاتُزِيدُهُ حُسناً خِصَالِك ؟؟...
ألَا تَعلَمِينَ حَبِيبَتِي
أنّ جَمَالَ الشِّيَمِ مَن يَبقَى..
بَينَمَا الجَمَالُ يَنضُو..
ومَعَ الأيَّامِ هَالِك ؟؟....