#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]() الحمدلله الذى أنزل فى حق الوالدين قرآناًيتلى إلى يوم الدين وحثناعلى العناية بهماوالترفق معهما عندالكبروإظهارلين الجانب لهما وفضلهما بصفة عامة وفضل الأم بصفة خاصة ذلك لأن فضلها عظيم لأن مهمتهاللولد أشق من الوالدوأضخم،فهى أحق عليه من أبيه وأكثرحباًله منه وأسدتفانيا فى خدمته وأرحم من كل إنسان،لأنهاهى التى كابدت الحمل والولادة والرضاعة وكلها غصصٍ مريرة وآلام موجعة وتضحيات بالغة لايمكن أن يتجملها إنسان من أجل إنساتٍ اللهم إلا الأم من أجل ولدها،والسبب فى ذلك أن الله سبحانه وتعالى ربط على قلبها بقدرته وأمرهابعنايته وثبتهابقوته ،وأَهَلَهَا للقيام بذلك الواجب المقدس وهذاالحمل الجسيم ومع هذه العناية التى تظلهاوالعين التى ترعاهاوالسيطرة الكافية فى طبعهاوالعون الذى مدَّهاالله به عندالوضع .ومع ذلك كله قالت مريم البتول وهى تلدعيسى عليه السلام"ياليتنى مِتُّ قَبْلَ هذا وكُنْتُ نِسْياً منسياً". والأم حين ترضع ولهافإنهاتغذيه من مائهاوتهبه حشاشة قلبها،وتمنحه لباب حياتها وجوهروجودها ونورعينهاومخِّ عظامها،تهبه ذلك كله ونفسهاراضية مطمئنة وقلبها فرح مستبشروصدرهاواسع رحيب ووجهها متهلل ضحوك. ينام النجم وهى لاتنام،ويسكن الريح وهى لاتسكن،ويملُّ الجماد وهى لاتملّ وينقص البحروحنانها فى تفاعل وازدياد،ويمضى الليل متثاقلاًبطيئاًوهى لاتشعرمنه بِحَرٍّولابردٍ ولاتشكوطولاً ولاقِصَراً ولاتشتهى فيه راحةً ولانوماًولاتتمنى طعاماً ولاشراباً،تُطْعِمُ ولدها قبل أن تُطْعَم وتسقيه قبل أن تشرب وتُنيمه قبل ان تنام. إن طردهاالزوج لاتبكى إلاعليه وإن جفتهاالأيام لاتحن ُّإلاإليه،وإن هاجمتهاالخطوب لاتفكر إلافى نجاته وسلامته وحمايته من كل خطرٍ.وتحمله ليل نهاروكأنه حِليةٌ على صدرهاووسام على نحرها وسوارٌفى معصمها،لاتملُّ حَمله فى عملٍ ولافراغ ولاتستثقله فى شدةٍ ولارخاء ولاتضيق به فى صحةٍ أومرض ٍولاتسأم منه فى السراءوالضراء،وهوأعزُّعليهامن كل عزيزوأحب إليهامن كل حبيب. فإذاكبرالولدوكان فى عين أمه وردةً يانعة وريحانة زكية فى أنفها وفى فمهاأنشودة عذبة وتكبرمعه آمالها وتضاعف مع سِنه أحلامهاويقوى على الأيام رجاؤهاوكان أسعد يوم تنتظره وأصفى ساعة تتمناهاوأعزب أمنية تحلم بهاهو أن ترى ولدهازوجاًسعيداًورجلاًعتيداً. آنذاك تعتقدالأم أنهاقد أدت رسالتها وتحققت أمنيتها وأن السفينة التى كانت تصارع الموج وتغالب الريح قد وصلت بهاإلى شاطئ السلامة والنجاة. ولكن.....هل حقق الولدامل أمه فيه ؟وهل قدَّرجهودهانحوه؟وهل كافأهابمابذلته من مشقة وعناء؟ ليت شعرى هل وهبها الأبن قلبه كما وهبته؟وهل منحهاحبه كم منحته؟وهل خلع عليهاشيئا من السعادة بعدماأمدته بك نعيم الحياة؟ هل أخذالولدبرأى أمه فى بيته ؟وهل قدَّمهاعلى زوجته وولده؟وهل يعزُّهاويكرمها كماوهبته من عزة وكرم؟أم نسى ذلك كله فى حياته الجديدة ومع زوجته السعيدة وفى وسط أبنائه الأعزاء؟ الحق أقول ومن خلال مارأيت بعينى فى حياتى العملية أن كثيراً من الأبناءلاينظرون إلى الوراء ولايفكرون فى أيامهم الماضية ولافى تربيتهم القاسية ولافى حنان أمهم الذى طالماغذَّاهم وعطفها الذى كساهم إلا من رحم ربك. وأصبح الأبناءلايفكرون إلا فى زوجاتهم وأولادهم وسعادتهم وكلمة الزوجة عندهم هى النافذة . فهل يليق بالإبن الإنسان المسلم وقدأصبح رجلاً أن يقبرآمال أمه وأن يدفن أحلامهاوأن يخيب رجائها فيه؟ وليعلم الأبناء أنه إذاماتت الأم نادى منادٍ م قبل السماء:ماتت التى كنانكرمك من أجلها.ماتت التى كنا نكرمك من أجلها .ماتت التى كنا نكرمك من أجلها "رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذؤيتى.ربناوتقبل دعاء،ربنااغفرلى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب"
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|