اليوم أصافح اعدائي

اليوم سامد يدي لاعدائي فانا لهم مدين بكثير مما صادفته وألاقيه من نجاح فاللهم احفظهم وابقيهم ذخرا قريبين مني وان كان قربي منهم يزيدهم حسرة بصراحة لايمكن لانسان ان يظل بلا اعداء الا اذا كان سيئ الحظ مستقبله ضبابي غير واضح فالاعداء هم وقود نار التحدي .. على الاقل تجد فيهم من يحرك قلمك بحرف وتاجر مثلي ودع حرفة الحرف ما احوجه لاعداء يستطيع ان يوظف حرفا انيقا لا يهاجم بشتائم منحطة كما يفعلون ولا يرميهم بشرارات الحقد الذي يحملون ولا بالضغائن والمكائد كما يصلني عنهم وانما بقولة صغيرة ماثورة : موتوا بغيظكم لماذا هذا السلوك ؟ لسبب بسيط ان الكبار ليس من عادتهم أن يهاجموا واذا هوجموا لا يردون حتى عند فصيلة الحيوان الذين ماقرأوا ولا عرفوا مدنية ولا بحثوا في ثقافة فالصغير فيهم هو الذي يهاجم الكبير انظر الكلاب الصغيرة مثلا كيف تظل تحوم حول ماهو اكبر منها واضخم محاولة التحدي بالنباح لا لشيء الا درءا لبطش وخوف من الكبير تمنيت لو كان اعدائي من ذوي الاصول الشرفاء لاكبرتهم احتراما لاصولهم ولَصَادقتُهم ولكن يبدو ان الزمان مال الى كل خسيس لئيم دنئء حتى ماعاد يسمح لك باختيار صديق وانما صار عدوك هو من يختارك حسب اهيمتك ووصوليته فالحاسد الحاقد بدل ان ينفق اعواما في التقاط كلمات من مرمدات اعقاب الحروف يتفرغ لشتم انسان كبير محاولا ان يتقاسم جهده فيشهر به طمعا في اثارة الانتباه اليه عساه يتسلق الفضاءات بكلمات تجعله يطفو على السطح حتى وانه لا يملك من الكلمات الا معادا ومكرورا .. انه بهذا يتسوق اسمك وحين يبلغ مرتبة التسوق يكون قد لوث قلمه مقابل تلميع قلمك ...يفقد صوابه ويبدأ في النزول الى الدرك هنا يسقط في مستنقع منازلتك حيث قدته الى الخزي الاكبر دون ان تجاريه بقلم او تهاجمه بسوء ألفاظه وهنا سيعرف كل لبيب قرا لكم : أنك ما جاريت احمقا وجاهلا يحضرني هنا قول شاعر عبقري عظيم ادرك ان النجاح فعل عدائي فبعد ان خبر كل انواع الدسائس من خصومه امتنع عن مجاراتهم وفيهم قال: “وأتعبُ من ناداكَ مَن لا تجيبُه وأغيظُ من عاداك من لا تُشاكل” اما ابن المعتز فترك لنا نصيحة للاعتزاز “اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله “فالحسد داءٌ منصفٌ، يفعل في الحاسد أكثر مِن فِعله في المحسود”. ,واكد الطب الحديث أن المشاعر السلبيّة، كالعدائيّة، والضغينة والكيد، يمكن أن يكون لها تأثيرٌ تراكمي في الجسم، بمرور الوقت، قد يوصل البعض إلى ارتياد العيادات النفسيّة. فهي توذي أصحابها ويصبحون عُرضة للوقوع ضحايا لأمراض القلب والسكتات الدماغية. والذين لديهم شخصيات حاقدة وشرِّيرة، لا يُعمِّرون طويلاً، فوحدها الأحاسيس الجميلة، والنوايا الحسنة، تطيل الحياة. ذلك أنّ الحاقد، وهو يستشيط كيداً، ينسى أن يتمنى الخير لنفسه، لفرط انشغاله بتمني الشر لعدوه، لكونه، حسب الإمام على كرّم اللّه وجهه: “يرى زوال نعمتك نعمة عليه”، غير منتبهٍ لِمَا يلحقه بنفسه من ضررٍ. وهو ما ينطبق على نكتة تُروى ، عن محكوم عليهما بالإعدام، سُئلا، حسب العادة، عن أُمنيتيهما الأخيرتين، قبل إعدامهما. قال الأول : أريد رؤية أُمي وردَّ الثاني: أُريد أن لا يرى أُمه