صارحوني بااخطائي ولكن من غير وقاحه

صارحوني بأخطائي ولكن من غير وقاحه !!

من الطبيعي أن كل إنسان يرغب بمعرفة رأي الآخرين به لأن بعض الآراء البناءة من شأنها تطور من الشخص
وبعض الانتقادات تكون نافعه للمرء ليعدل بعض سلوكياته الخاطئه..
من الصعب أن يرى الشخص نفسه عيوبه فلذلك قد يطلب من الاشخاص حوله أن يذكروا مزاياه وأن ينتقدوه ببعض التصرفات

الخاطئه التي لا يعلم بها .. بقوله لهم
( صارحوني)

ولكـــن!!
هناك من استغل الصراحه للتجريح بالآخرين وذكر مساؤهم التي ربما ليست موجوده بالشخص
ولكن قد يعبر عن رأيه ويسرد بعض التفاصيل الغير جيده مما تؤذي مشاعر المصرح له..

هذه ه الوقاحه التي تكمن في طريقة الكلام وليس المضمون..
هذا النوع مذموم ومرفوض لتسببها العدوات والبغضاء ومع ذلك نجد أن بعض الناس قد فهموا الصراحه بهذه الطريقه
بأن يذكروا المساويء فقط دون مساعدته في تعديلها ..وايضا تكون بأسلوب غير لبق مما تجعل الطرف المقابل يشعر بالألم والقسوة ..

أم الصراحه التي نجد بها الراحه هي التي تنبه الشخص لنقطة ما او خطأ ارتكبه بأسلوب محبب الى النفس
وأن يخبره بنظرة الناس له وتنبيهه لتصحيح تصرف ما ينتقده به الآخرون..
ويجب ان تكون الصراحه لها هدفا ساميا مترفعا عن أي مصلحه ذاتيه وان تذكر الانتقادات البناءة التي
تساعد المصرح له على كشف بعض التصرفات الخاطئة لديه وتعديلها..
وأيضا يجب ان لا تستغل الصراحه لتسجيل نقاط ضعف الطرف المقابل..
فالصريح لابد أن يقول الحق ولا يجامل المصرح له وبالوقت ذاته لابد أن يختار العبارات المناسبه حتى يتقبلها
الطرف المقابل بكل اريحيه..

حتى نميز الفرق بين الصراحة ووالوقاحه سأذكر مثالا بسيطا على ذلكـ:
مثلا لو أن هناك تلميذه مستواها الدراسي جدا ضعيف بهذه الحاله لابد من المعلمه ان تصارحها لتنبهها وتتدارك الموقف
تأتي إليها وتقول لها:
ربما لا تزالين تحتاجين الكثير لتصبحي طالبه متميزه وناجحه..هذا لا يمنع انك جيده
ولكن يجب ان تحاولي لكي تكوني أفضل مما أنتي عليه الآن ..
((هذه هي الصراحه التي تحصل بها الراحه ))
أما الوقاحه بأن يكون العكس تماما تأتي المعلمه الى التلميذه وتصارحها بهذا الأسلوب:
أنت سيئة جدا ..مستواك ليس مستوى طالبة وصلت الى هذه المرحلة من الدراسه..يجدر بك ان تجتهدي أكثر
والا ابقي في البيت أفضل..

هذا هو الفرق الصحيح بين الوقاحه ووالصراحه في كلا الحالتين المعلمه قالت الحقيقه ولكن في قولها الأول
كانت توجه التلميذه بصراحه وبأسلوب لبق كي تدفعها الى النجاح وهذا هو الهدف..
أما في القول الثاني فكانت توجه التلميذه بوقاحه مما قد يسبب لها إحباطا ويجرح شعورها وبالتالي قد يدفعها الى الفشل..

لذا عند مصارحتنا لاحد ما لابد أن نراعي مشاعر الاشخاص من حولنا ونتذكر دائما ان الصراحه قد تجلب الراحه للمصرح لهم
وتنبيههم ع تصرفاتهم الخاطئة ومادامت بعيده كل البعد عن التجريح وذكر المساويء باسلوب غير جيد
مما تنقلب هذه الصراحه الى وقاحه ..