لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لأنفضحت تلك الشمس التي خُبئت خلف خيوط الانتظار ،
لبانت حمرتها المشتعلة بالحنين وأحرقت كفوف العتاب
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لخرجت جيوش الضياع وتعثرت بقرب الوطن حتى تنهزم به / إليه
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لتحدثت الحقائب عن ثقل الوجع ، عن تلك الأنات
التي تكدست ، ومن أجل البقاء صمتت حتى أنخرست
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لتعرى حجم الشعور بالأتساع من أول وهج الـ لقيا ،
لتقافز فرحاً وبدأ ينشد أغاني الأطفال
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لانزلقت الذكريات الغافية بين أصابعي اليابسة ،
لأطلقت تلك الشهقات التي كانت تُسلي نفسها بها حينما كنت بعيداً
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لما ارتدت ملوحة الشفاه على أجيج المشاعر بصمت ،
لما كان الشروع بالنطق بهذا الطول / الحماقة
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لانعكست كل تلك الأكاذيب على مرآة الوضوح ،
لرأينا كل وجوه النداء ساطعة بها
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لمشطنا جدائل الجفاء المتشابكة بأسنة حادة ،
حتى تسقط من جذورها تماماً ، حتى لاتظهر من جديد بذات الكثافة والثقل
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لرأيت ذلك الاحتياج المختبئ بغطرسة ،
لرميت حبال صوتك وانتشلته رغماً
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لأفصحت لك روحي الجافة عن رغبتها
بسماع ضحكتك الخضراء بمدد لايتوقف
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لأيقظت كل تلك الأحاديث الغافية على فمك ،
لأبصرتها جيداً والتهمتها بجوع
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لأخبرتك عن طفلك الذي أنجبته في قلبي ، لأخبرتك كم
قبيلة تكاثرت من بعده تنتمي إليك ، لها ذات العروق ، ذات الوسامة ، وذات العناد
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لأخبرتك كم الخروج منك صعب ،
وكم الدخول إليك من جديد يحتفظ بذات الرشاقة مع زيادة الألم
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لأخبرتك أنك كنت كثيراً حتى في غيابك ،
كثيراً لدرجة أن ذاكرتي لاتتشعب إلا منك وفيك وحولك
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لأخبرتك أن الرقص من بعدك كان بارداً جداً ،
بارداً لدرجة أن الحضور أتو بصمت ، شاهدو بصمت ، ثم غادرو بصمت
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لصرخ عشقي بوجهك ، لأيقظ السكون في ملامحك ،
لنزع الخوف من أضلاعك ، لنفث العطر بسكون أنفاسك
لو أننا لم نلتقِ بكبرياء ! لكانت البادئة مروراً بالفاصلة انتهاءاً بتلك النقطة
يحملن ذات الجنون ، بذات الاستقامة ، وربما علواً علو !