#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]() ![]() ![]() فأر القرية و فأر المدينة (1ـ2) أصدقائي الصغار أنا فأر لا يخجل من الاعتراف بأنه حيوان بسيط، يعيش داخل جحر في الحقل، احتياجاتي ليست كبيرة، حيث إن القليل من بذور تباع الشمس أو سيقان القمح تكفي لتكون وجبة لذيذة لي. و في بعض الأحيان يترك المزارع بعضا من فتات الخبز والجبن من غدائه لأقتات به. عندما أعطش أشرب من مجرى المياه الفوار، حيث إن مياهه النقية الباردة هي ألذ مشروب في العالم. سوف أخبركم قصة رائعة حصلت لي: في يوم من الأيام زارني عمي من المدينة. الجميع في عائلتي يعلم أن العم فأر المدينة شخصية غنية و ناجحة جدا، و يعيش في منزل كبير في المدينة. وكان شرف لي أن أرافقه، و أطلب منه المبيت عندي في عطلة نهاية الأسبوع بعيدا عن أشغاله. و لكن لأكون صادقا معكم شعرت ببعض القلق حول الانطباع الذي سينتابه حول منزلي المتواضع و ذوقي البسيط. كان عمي لطيفا ومهذبا معي للغاية. عندما أخذته في جولة حول منزلي كان يردد "بساطة رائعة" وعندما قدمت له بعض الفتات من جبنة شيدر كوجبة عشاء هتف بصوت عال: "هذا ما كنت أرغب فيه بالتحديد شكرا لك ابن أخي العزيز لاهتمامك بي". و في الليل نام على فراشي المتواضع في السياج، و عندما سألته هل ارتاح في نومه؟ رد بقوله: "رائع, إن هواء القرية النقي يجعلك تشعر بالاسترخاء". في الواقع، كان عمي يمطرني بوابل من الثناء حول نمط الحياة في القرية؛ مما جعلني أتجرأ لسؤاله عما إذا كان يرغب في الانتقال إلى القرية. ضحك العم فأر المدينة وشعرت بأنني ربما تلفظت بكلام سخيف أو غير لبق. "يا ابن أخي العزيز" ,"القرية مكان جيد بالطبع، ولكن المدينة هي المكان الأفضل للعيش إذا أردت الاستمتاع بالمأكولات الشهية و المشروبات اللذيذة. أشكركم على حسن ضيافتكم، ولكني قد أموت إذا عشت حياتكم البسيطة مدة أطول من عطلة نهاية الأسبوع". تأثرت كثيرا بكلام عمي، و لم أستطع التوقف عن التفكير في سحر المدينة التي وصفها. و في الحلقة القادمة نكمل لكم الحكاية بإذن الله.
![]()
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|