حوار أدبي تربوي

ما واجب أدبائنا تجاه الطفل المسلم في هذا العصر؟!
ولِمَ كان الأديب الإسلامي أرقى أديب عرفته البشرية؟ وهل هناك أدب إسلامي دون دعوة أو دعوة دون أدب حقيقي؟
هذا الأسئلة وغيرها طرحتها " شهد الفتيات" على الأديبة الإسلامية: خولة العناني "أم حسّان الحلو" في لقاء مفتوح في العاصمة الأردنية من خلال حوار أدبيّ تربويّ... ).
س1: هل لك أن تحدثينا عن البداية، بداية الحروف المضيئة، واللّغة الحانية؟
ج1: بداية كان اكتشافاً مبكراً لموهبة أدبية كانت توجهها معلمة الغة العربية، وأنا في المرحلة المتوسطة، تلك المعلمة القديرة التي فوجئت بتخصصي الدراسي وأنا على مقاعد الجامعة، وعندما تخرجت وعملت معلمة فيزياء للمرحلة الثانوية علمت يقيناً أن الأجيال التي أمامي تحتاج إلى توجيه تربوي أضعاف احتياجها لعلم الفيزياء، فدونت لهن رسائل توجيهية بعد أن ضرب الفراق جدرانا بيني وبينهن، ثم تطورت كتاباتي بفضل الله الذي أنعم عليّ بنعم جليلة، إضافة إلى حب القراءة والتدوين.
س2: (في قصص خولة العناني تبرز القيم الإسلامية، على حساب الوهج الفنّي كما يقولون. ما ردّك على هذا القول؟
ج2: ـ كقارئة لا يهمني الوهج الفني، إذ أنه يشتت أفكاري أحياناً، وقد يصل بي الأمر إلى الخوف من تصنيف ما يمكن إلغاؤه من القول، على أنّه ضرب من اللغو المذموم شرعاً، ثم إنني أحب الوصول إلى غايتي عبر خطوط مُستقيمة، وقد يكون لدراستي أكبر الأثر على تلك الرؤية، فما أكتب وما يكتبه أي إنسان ليس بعيداً عن قراءاته، وبالمناسبة فإن معظم قراءاتي ما يكتبه الأدباء الدعاة، فما أقرأ وما أكتب هو من مشكاة أدب الدعوة، فأنا لا أؤمن بأدب دون دعوة، ولا بدعوة دون أدب.
س3: زعم بعضهم أنّ نهاية روايتك: "عفاف" نهاية قسرية تفتقد إلى الإقناع. ما رأيك بذلك؟! وهل لنا أنْ نستعرض تلك النهاية؟!
ج3: يا أخي "عفاف" منذ البداية كانت تدور في فلك غير فلك الدكتور: سراج، إذا لم تبد إعجابها بحركاته الصبيانية قيد أنملة، ولم يقنعها فكرياً بواحدة من أفكاره الغريبة، فمن الطبيعي جداً أن تنسجم مع شخص أتي من خارج دائرته، أما الدكتور سراج فعندما بحث في دقائق ذاته، وجذوره المتشعبة في أرض وطنه، وقضاء أفكاره، وجدها مثالاً للقيم وللفكر الذي يؤمن بالحقائق المطلقة، لكن الوقت لم يسعفه ليعيش في ذلك سلوكاً عملياً، ولأن عفاف بتألقها وندرتها ورونقها، لم تكن لتقف على قائمة الانتظار، فقد أقلعت طائرتها، وذهب الذهب من بين يدي الدكتور سراج، وكيف لا تكون هذه النهاية منطقية، وقد أقلعت طائرة عفاف حين تسكع قارب الدكتور سراج، وأذكر هنا ما قاله لي أستاذي، وعمي الأديب الإسلامي المعروف أحمد عناني، إذ قال: أجمل ما في قصة عفاف يا بنتي خاتمتها، فهذه خاتمة موفقة جداً، وهذه شهادة أعتز بها.
س4: مجموعتك القصصية: "قوارب وأمواج" ما الذي تضيفه إلى القصّة الإسلامية؟!
ج4: كما في البحر هي الحياة، أمواج عاتية وأخرى هادئة، قوارب ناجية وأخرى غارقة، تقلبات تجعل عالي الأمور سافلها، والقيم التي يعتقدها الإنسان هي قواربه التي تزيده بؤساً في بعض الأحيان، أو تحمله إلى مرافئ دافئة في أحيان أخرى، وفي رحلته منذ البداية يصدق عليه قوله - سبحانه -: ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)) فالبعد عن المنهج الإسلامي كان سبباً في تعاسة الصغير والكبير، الطالب والأستاذ، وقد فهمت أستاذتي بلقيس إدريس، والمدرسة في كلية البنات في المدينة المنورة، لقد فهمت ما أرمي إليه غاية الفهم، فقدمت إلى الجزء الثاني من قوارب وأمواج، وقد اقترحت تعديل العنوان إلى: قارب وأمواج، قائلة: قارب النجاة واحد، وأمواج الغواية متعددة.
ومن خلال أسئلتك السابقة أفهم أن للنقاد أثراً ما في التوجيه، فأنا احترم رأي النقاد الذي يتحدث عن بصيرة لا عن هوى، والمسافة جد شاسعة بين التوجيه والتجريح، وسأضرب لسيادتك مثلاً: فقد عرضت قصة "أطياف" قبل طباعتها على الأديب الإسلامي المعروف الدكتور: عبد الباسط بدر، فقام بدراستها مشكوراً، وكتب لي توجيهات، وعبارات أضاءت سيرتي الأدبية، فله مني جزيل الشكر وعظيم التقدير، وقد قام بقراءتها ودراستها أيضاً أحد الأدباء المشهورين فقال كلاماً غريباً معظمه اتهامات، والعجب يا أخي أن كثيراً من ناقدي الأدب لديهم جرأة لا تعرف الأدب، وقد فاجأني نقرٌ جاءني عبر رسالة يقول صاحبها أن هذه الأديبة تقرأ الجرائد، ثم تصوغ قصصها!! تعجبت، وقلت ليتني كذلك فهذا شرف لا أدعيه في زمن تسطر فيه بطولات عظيمة على أرض أولى القبلتين، ألا ليتني أستطيع صياغة قصص أبطالنا العظماء، وهنيئاً لمن يستطيع ذلك، وله مني ألف تحية قلبية.
س5: كتابك: "أخطاء تربّوية شائعة" ما الذي يطرحه في ظل ما نعيشه من سلبيات تربويّة معاصرة؟
ج5: كتاب أخطاء تربوية شائعة000التربية العشوائية، تربية المد والجزر التي أراها، والله أعلم هي بعض أسباب غثائية الأمة، كانت هي موضوع الكتاب، لكن البحث لم يكتمل، لأن الكتيب طبع دون إذن مني، فقد أرسلت مسودة محاضرة ألقيتها في جمعية طيبة الخيرية في المدينة المنورة عام 1414هـ، وأذكر أن الكاتبة الكويتية الأخت: طيبة اليحيي هي التي طلبت منها حمل هذه الوريقات، وعرضها على دار حواء، لأخذ رأيهم فيها فقط، ولإتمام الموضوع، وفوجئت عندما قدمت لي هذه الوريقات هدّية على شكل كتيب، المهم، غثائية الأمة قضية تهمني جداً، واعلم أن الأمهات المسلمات أنفسهن هن أكثر الناس بعداً عن إدراك فنون، وأدوات التربية الإسلامية.
س6: لك اهتمام خاص بالطفل المسلم، ماذا قدّمت في سبيل النهوض ببراعم الطفولة؟
ج6: قدمت للطفل المسلم، بل لكنز أمتنا المخبوء سلسلة كتب البيان في تعليم قراءة وكتابة لغة القرآن، في أربعة أجزاء، هذه المجموعة كانت تدويناً لتجارب تعليمية دامت حوالي ثماني سنوات طبقت على نطاق ضيق، ثم طلبنّ مني أخوات لي في ديار الغربة بعمل شيء يحفظ لهن، ولأسرهن هويتهن الإسلامية، وأذكر عبارة إحداهن وهي تقول لي: الصورة مكررة في ديار المسلمين، إذ يذهب الرجال للعمل والجهاد، وتترك الأجيال أمانة في أعناق النساء، اللواتي يبحثن عن توجيه. ثم إني ـ ولله الحمد ـ ما زلت أقود دراسات تربوية ودورات عن الحياة الأسرية، وحياة الشباب خاصة، وعن تربية الطفل، وذلك منذ حوالي عشر سنوات، قدمت جزءاً منها في مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في المدينة المنورة، والجزء الآخر أقوم بعرضه في عمّان ولله الحمد، وأسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يوفقني لإخراج ذلك في كتب تربوية.
س7: ماذا ترين في الأديب الإسلامي اليوم؟! وماذا ينبغي عليه أنْ يحقق من خلال انتسابه لرابطة الأدب الإسلامي العالمية؟!
ج7: الأديب الإسلامي هو أرقى أديب عرفته البشرية، آمل أن يلتفت إلى الماضي، فينتقي من أدب السابقين ما يرتقي بإنسانية القادمين، آمل أن يلتفت إلى المناهج الدراسية التي تصوغ ذوق وعقل الجيل، وآمل أن يلملم شتات عطاء الإسلاميين المبعثر، ويصنع منه قوة فاعلة تثبت ذاتها أمام الدراسة الجامعية، إذ أتمنى أن أرى مسافات أكاديمية للأدب الإسلامي، معروضة أمام ناظري طالبي الدراسات، فإن كان بالأمس يسبح ضد التيار، فهو اليوم يجب أن يكون موجهاً للتيار، وغداً قائداً لهذا التيار، وأقول لكل أديب مسلم: مضى عهد النوم يا أخي!..

 

يسلمو على الطرح القيم
بارك الله فيكى
وبنتظار جديدك القادم
تحياتى اليكى
فاادى

يعطيككَ العافيه لَا حرمنا مننَ إبداعككَ ..
بَ إنتظار جديدككَ المتميز وَ تواجدككَ المتألق ..
لَ روحككَ أطيب الورد وَ أكاليل الزهر ..

سلمت اناملك ع الطرح الراقي
راق لي طرحك
ربي يعطيكى الف عافيه
في انتظار كل جديد بكل شوق
ودى الكِ

طرح رآئع
يعطيكك آلف عآفيةة على آلآنتقآء آلمميز
بإنتظآر جديدكك القـآدم
تقديري