هوايات الأبناء ليست مضيعة للوقت أو المال

الأسرة هى أول مدرسة ينتمى إليها الفرد ويتعلم فيها، وتتكون لبنات سماته الشخصية فى سنواته الأولى من خلال المناخ العام داخل الأسرة، وما يحدث فيها من تفاعلات بين أفرادها ، وما يجرى بها من ممارسات والديه.

ويشير الدكتور محمد أمين المفتى أستاذ المناهج واستراتيجيات التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس والعميد الأسبق للكلية إلى أن التفاعل الصحى الذى يقوم على أساس الحرية المحسوبة للسلوك وتشجيع إبداء الرأى وعدم كبته، والممارسات الديمقراطية التى تبتعد عن القسر والقهر والقمع وتسفيه الآراء تشكل المناخ العام الحافز على الإبداع.

وللأسرة واجبات ومسئوليات لاكتشاف الاستعداد للإبداع لدى أفرادها وغرس النبتة الإبداعية بهم ورعايتهم والعمل على تنمية هذه النبتة، وذلك من خلال ملاحظتهم أثناء ممارستهم لهواياتهم (رسم - موسيقى - كتابات نثرية أو شعرية - خطابة - تصوير - تمثيل -رياضة -....) وتشجيعهم والتعاون مع المتخصصين فى المدرسة لرعايتهم وتنمية السمات الإبداعية لديهم فى مجالات هواياتهم ومتابعتهم، و ضمان الدعم المادى والمعنوى لأعمالهم الإبداعية وحث أفراد الأسرة على زيارة المعارض والمتاحف الفنية وحضور الندوات الأدبية ، وقراءة سير المبدعين ودراسة مساقات تفكيرهم التى قادتهم إلى إنجازاتهم الإبداعية.

كما لا ينبغى أن تعتبر الأسرة أن ممارسة مثل هذه الهوايات مضيعة للوقت أو ترفا تعليميا لأنها أنشطة تربوية تتكامل مع الدراسة العلمية والأدبية لتحقيق النمو الشامل المتكامل المتوازن لأبنائهم، واكتشاف استعداداتهم للعملية الإبداعية، وهذا ما تدعو إليه التربية الحديثة.