المعاملة القاسية جريمة لا تغتفر

ضى القمر · #1 06-06-2014, 02:50 PM

المعاملة القاسية حقا انها جريمة لا تغتفر ابدا فهى تترك جروح فى ارواح البشر لا تستطيع كل مسكنات العالم ان تسكنها فتتحول مع الايام الى دمامل خبيثة تمتص الرحمة والتسامح من قلوب البشر فهل انتبهنا الى اسلوب تعاملنا مع غيرنا وهل حاسبنا انفسنا فى يوما على كلمة سليطة اخرجنها بقصد او بدون فجرحت هذا او تلك، وهى كلمة صغيرة كان لها مفعول السهم القاتل فما بالك بالافعال الجسميه .

اعتقد اننا حقا فى حاجة الي اعادة تقيم انفسنا واسلوبنا فدائما اليوم موجود لنعتذر ونتغير لكن غدا قد لا ينفع الاسف ولا يجدي الندم فأنت اليوم لا تنتظر من احد ان يقول لك كلمة طيبة لكنك غدا سوف تكون فى امس الحاجه الي ان تسمع مفرادت كلمة تبهجك وتدخل الى قلبك السرور، فقد قال تعالي {أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ. طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}(إبراهيم/24)الكلمة الطيبة لها مزايا عديدة فهي تقرب القلوب وتذهب حزنها وتمسح غضبها وتشعرنا عندما نسمعها أننا في سعادة وحبذا لو رافقتها ابتسامة صادقة.

فكما انت تتمني ان يشجيك اخر بكلمة حلوة تطربك وتطيب خاطرك فهذا الاخر هو ايضا مفتقد هذه الكلمة فلما لا تقولها له فتشرح قلبك وقلبه وتكسب حسنة عسي ان يقلدك ويغرد لك باجمل الكلمات ففى الغرب قد تعاقب اذا عاملت حيوان معاملة قاسية فما بالك بالبشر وهذا ما حدث بالفعل حينما و وجّهت السلطات الأميركية تهماً بمعاملة الحيوانات بشكل قاسٍ، لإمرأة في نيويورك عاشت مع 200 هرّة في منزلها وقالت مديرة مجموعة "داتشس كاوني" لحماية العنف ضد الحيوانات جويسي غاتري، إن 47 هرّة كانت أخذت من منزل روتزبرغر في فبراير الفائت بسبب قسوتها .وقالت غاتري إن المرأة تواجه 41 تهمة بسوء معاملة الحيوانات! قد تضحك من داخلك وانت تسمع هذا الخبر علما ان العنف ضد الحيوانات جريمة يعاقب عليها القانون اشد عقاب أم نحن العرب فقد تعدت قسوة القلوب مرحلة العنف ضد الحيوانات بل أصبحت صفة عادية قد لا تلفت أنظارنا فنحن يوميا نري القسوة والعنف ينهش لحوم بنى أوطننا امام أعينا ولا نستطيع فعل شىء سوى الانزعاج .

لقد ساهمنا جميعنا فى ولادت القسوة حينما اخرجنا الكلمات القاسية من أفواهنا وجعلنها تدمر مشاعر غيرنا حتى دون ان نشعر للحظة بتأنيب الضمير وتحولت القسوة من مجرد كلمات الى افعال على ارض الواقع عنف يقتنس الأرواح ويخلف الدمار دون ان يكترث حتى الى دماء الأطفال.

الغريب فى الأمر ان الغرب بلا دين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأمر بمكارم الأخلاق وقد صنعوا المعروف وسنوا للأخلاق قوانين تدعمها وتفرضها على ارض الواقع حتى اصبحت اسلوب حياة ، اما نحن المسلمون " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " الي اين؟!