|
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]() ![]()
أؤمن دوماً بِ أن الثقة موقفٌ و ليستْ صفةً ذاتيةً متأصِّلَةً في الموثوقِ به
فالثقة التي فيه و جرِّبناها إنما هي تصرُّفٌ راقٍ نبيلٌ في موقف من مواقف الحياة و لأجل هذا كانت الأمثال الدارجة تحملُ شيئاً مقرِّراً لهذا المعنى، كالمثَلِ المشهور ” من مأمَنِهِ يُؤْتَى الحَذِرُ “ و ” احذرْ عدوَّك مرة واحذرْ صديقَك ألفَ مرَّة “ و ” احذرْ نفسَك التي بين جنْبَيْك “ و لم يُتْرَك هذا على إطلاقِهِ بل أتوا بأمثالٍ مقيِّداتٍ كـ ” حرِّص الناسَ و لا تخوِّنْهم “ و الأمثال دروس الحياة المضمونة إذا فُهِمَتْ فهماً صحيحاً. كل ذلك يبعثُ إلينا برسالةٍ كبيرة و هي أن نكون أشدَّ ما نكون حّذَراً من تلك الأشياءَ التي نجد فيها أمْناً كبيراً و نطمئن إليها اطمئناناً عظيماً و أول ذلك كله أن نحذرَ أنفسنا في رؤيتها و تقييمها لتلك الأشياء قبل أن تُصْدِرَ حُكماً عليها و في قراراتنا التي تحكُمُ مسيرة حياتنا و علاقاتنا ذلك الحذر لا يضطرنا إلى اتهام الناس بل يجعلنا نضعهم في مكانهم المناسب لهم و الإنسانُ يُوضَع حيث وضَع نفسه فإنْ وضَعها في موضِعٌ تُحمَد عليه حُمِدَ و إن وضعها في موضِعٍ تُذمُّ به ذُمَّ و ليس على أحد لومٌ في أحكام تترتَّبُ على ذلك. الحذرُ ليس صفةً سلبية و ليست عيباً في الإنسان بل هي عين الاحتياط في سلامة الأمور و إنما العيبُ و الخطأ في النتيجة السلوكية التي يُوظَّف فيها الحذَر فمن يتخذ الحذَرَ لأجلِ أن يجعل الناس كلهم مخطئون و كلَّهم متهمون فلا يتواصل معهم و لا يأمَنهم هذا إنسان هو في نفسه يعيش تلك الأشياء فيرميها على غيره ليبرأَ هو من وصمتها على حكْم المثلِ الآخر ” رَمَتْني بدائها و اَنْسَلَّتْ “ إذن لأجل أن تسلم الحياة علينا أن نكون حَذِرين في مواضعِ الخَطْوِ فيها و أن تحيَّن فُرَصَ الصوابِ في التعامل مع الحياة و لنحْذرْ مآمِننا
![]()
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|