#1
|
|||||||||
|
|||||||||
بشروا ولا تنفروا
![]() ![]() لقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشيراً لأتباعه، نذيراً لأعدائه، بل كانت مهمة الرسل لا تعدو هذين الوصفين:{وما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ }... (الأنعام:48)، (الكهف : 56)، وقد أمرالله في كتابه بتبشير المؤمنين والصابرين والمحسنين والمخبتين ..في آيات كثيرة. ونقصد بخلق التبشير :التخلق بالصفات التي تستدعي الاستئناس والارتياح والتحبب وبث الأمل في القلوب، والبعد عن أساليب ـ التنفيرـ ودواعي الانقباض .. حتى في التخويف من الله والترهيب من النار. وكان من أساليب تبشير رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يختار الوقت المناسب والقدر المناسب لأداء الموعظة والعلم كي لا ينفر الصحابة، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم ![]() ![]() ومن حكمته صلى الله أنه استعمل أساليب التبشير في إيقاظ الهمم والتنشيط للطاعة، ومن ذلك قوله ![]() ![]() ويحتاج الإنسان في حالات الاضطراب إلى التبشير بما يزيل عنه دواعي الاضطراب، فبعد نزول الوحي على رسول صلى الله عليه وسلم ذكر لخديجة رضي الله عنها ما جرى له، وأخبرها بخوفه على نفسه من هذه الظاهرة الجديدة، فبشرته بأن له من سابقة الخير ما يستبعد معها مكافأة بمكروه، فقالت ![]() ![]() وحتى في حالات الضعف البشري لم يكن رسول الله ليعنف أصحابه بفظاظة وغلظة، وهم الذين سمعوا بقدوم أبي عبيدة بجزية البحرين، فاجتمعوا على صلاة الفجر، وتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة، ففهم ماذا يريدون، قال ![]() والمؤمن محتاج في حال البلاء إلى من يكشف همه، ويبشره بما يسره، إما بفرج عاجل، أو بأجر آجل، ولقد وجد رسول صلى الله عليه وسلم أم العلاء مريضة فقال لها ![]() والمؤمن بشير في مواقف الأسى يسري عن الناس أحزانهم؛ بما يدخل البهجة إلى قلوبهم، ويبعد الكآبة عنهم، كتب زيد بن أرقم إلى أنس بن مالك زمن الحرة يعزيه فيمن قتل من ولده وقومه، فقال :أبشرك ببشرى من الله عز وجل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ![]() ولقد بشر الله المبايعين على الجهاد بما ادخر لهم من الأجر إن وفوا بالبيعة:{... فاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ }.. (التوبة: 111)، وبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الموحدين بالجنة جزاء التزامهم بكلمة التوحيد قولاً واعتقاداً وعملاً –رحمة من الله سبحانه - ![]() ![]() وفي توبة كعب بن مالك صورة عملية من صورالتعاطف الاجتماعي والتهنئة بقول التوبة، حيث ذهب إليه عدد من المبشرين، فناداه أحدهم قبل أن يصل إليه ![]() ![]() ![]() ومن لطيف ما ورد في هذه القصة رواية نقلها صاحب كتاب فتح الباري الإمام ابن حجر رحمه الله، تبين مدى حرص المجتمع الإسلامي على تبادل البشريات، يقول كعب ![]() ![]() وقد وعد الله الذين آمنوا وكانوا يتقون بأن:{لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخر ...}.. (يونس: 64)، ومن البشرى العاجلة في الحياة الدنيا، أن يلقى المسلم قبولاً حسناً من إخوانه، وأن تشكره على إحسانه، فذلك من التبشير، وقد روى مسلم في باب (إذا أثني على الصالح فهي بشرى ولا تضره) حديثاً جاء فيه :قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه ؟ قال ![]() وحاله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه التبشير، كما في قوله ![]() ![]() ومبنى هذا الخلق وأساسه أن يكون المسلم مصدراً للفأل الحسن والأمل الواسع، والعاقبة الخيرة، وألا يرى أخوه منه ما يكره. أفبعد كل هذه الإشارات يقبل أحدنا لنفسه أن يكون مصدر شؤم، ومظنة تخذيل، وإحباط أو تنفير، أو قتل للقدرات؟ أم نشيع البشرى، وننشر التفاؤل، ونحيي النفوس ونحرض على الخير، ونعين على المعروف، ونستنهض الهمم إلى أن يكون كل منا بشيراً لإخوانه يحيي فيهم الأمل ويدفعهم إلى مزيد من العمل؟.
![]()
|
![]() |
#2 | |
نائب الاداره
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|