التحذيرمن الإعجاب بالنفس والغرور

كان قيس بن عاصم من حكماءالإسلام ومن جُلساءرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إلى

جانب ذلك سيداًمن سادات قومه وعظيماًمن عُظماءعشيرته ،وكان من صلاحه وتقواه يتعهد

أولاده بالخيرويُنَشِّئهم على الخُلق الحسن ويحبب إليهم كل أدبٍ عظيم ويجَمِّلُ فى أعينهم كل

سلوك قويم،كماكان ينهاهم عن الأخلاق المرزولة والخصال البغيضة ،أبْصَرَإبناًمن أبنائه يوماً

يزهوبنفسه ويختال فى مشيته فلم يعجبه ذلك وقال له:يابنى لاتذهب بنفسك هكذا ولاتتطاول

على الناس وقِفْ بنفسك عندحَدِّهاواقدرهاقدرها ولايغرنك الشيطان بأمك وأبيك،أماأمك فقد

اشتريتهابمائة درهم وأماأبوك فلاأكثرالله فى المسلمين من أمثاله ،واعلم يابنى أن أولك نطفةً

مذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت بين هذين تحمل العذرة،فاستقامت أخلاقه وطابت نفسه وترك

العُجْبَ والغرور.