المؤمن اذا اطاع الله فهو فوق الملائكة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، ,وبعد
المؤمن التقي يسموا فوق الملائكه


أيها الأخوة الكرام، ينبغي أن نعلم علم اليقين أن هذا الإنسان هو المخلوق الأول لقوله تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾
[ سورة الأحزاب: 72 ]
لكن هذا الإنسان حينما يؤدي الأمانة التي كلف بها يفوق الملائكة المقربين، رُكِّب الملَك من عقل بلا شهوة، وركِّب الحيوان من شهوة بلا عقل، وركِّب الإنسان من كليهما، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾
[ سورة البينة: 7 ]
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾
[ سورة البينة: 7 ]
فبين أن يكون المؤمن فوق الملائكة وبين أن يصبح غير المؤمن دون الحيوان؟!
﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾
[ سورة الفرقان: 44]
من يتبع منهج الله عز وجل يرقى و يسمو إلى أعلى عليين :

أيها الأخوة الكرام، متى يرقى الإنسان ويرقى، يسمو الإنسان ويسمو، يرتفع ويرتفع متى؟ إذا اتبع منهج الله، والدليل: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
[ سورة الأحزاب: 71 ]
ماذا في القرآن الكريم حول هذا الموضوع؟ يقول الله عز وجل، وأقول لكم بشفافية: علامة إيمانك أنك إذا تلوت آية كهذه الآية ومثل هذه الآيات تزيد عن مئتين وثمانين آية:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾
[ سورة البقرة: 153]
علامة إيمانك أن تشعر بكل خلية في جسمك، وبكل قطرة في دمك، أنك معني بهذه الآية، علامة إيمانك:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾
[ سورة البقرة: 153]
لأن الله عز وجل خاطب الكفار بأصول الدين:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾
[ سورة البقرة: 21]
هذه أصول، فإذا خاطب المؤمنين وقد آمنوا بالله خالقاً، ومربياً، ومسيراً، آمنوا بأسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى، إذا خاطب الله المؤمنين يخاطبهم بفروع الشريعة، لذلك:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ ﴾