#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
الغيرة القاتلة
تزوج فؤاد من دلال وعاشا مثل أي زوجين إلا أنهما لم يكونا على وفاق فقد كانت أفكارهما وطموحاتهما تختلف كل عن الآخر، ومع مر الأيام بدأت وجهات نظر كل منهما تختلف عن الآخر مما أدى إلى التباعد الفكري والنفسي إلى أن وصل الأمر بفؤاد أنه بدأ يفتش عن راحته لدى امرأة أخرى التقاها صدفة اسمها ميساء وفكر فؤاد بالزواج منها، وفاتح فؤاد ميساء، بأمر الزواج ولم يكن لديها أي مانع. وعقد القران واكتملت الفرحة لدى فؤاد وعاش برهة من الزمن سعيدا. ولكن الأمر لم يطل مع هذا الزواج السعيد وقد أخفى أمر زواجه الثاني عن زوجته الأولى دلال التي كان يبرر لها غيابه عن المنزل بانشغاله المستمر في مهمات وظيفية ليلية.
طلبت دلال ذات يوم من زوجها أن يصارحها بحقيقة غيابه المتواصل عن المنزل، فأخبرها أن سبب غيابه كثرة العمل المتواصل الذي يشغله دائما، ولكن دلال لم تصدقه وطلبت منه الإفصاح عن حقيقة هذا العمل فقال لها فؤاد: إذا لم تصدقي كلامي اسألي زميلي نزاراً هو أيضا مثلي أتناوب وإياه العمل، وخرج بعدها فؤاد من المنزل وهو غضبان. عندها سارعت دلال واتصلت بزوجة زميله نزار نعمة التي نفت بدورها أن يكون زوجها غاب عن المنزل ليلة واحدة منذ زواجهما. هنا ساور الشك دلال وأيقنت أن في الأمر سرا، وبالتعاون سرا مع صديقتها نعمة زوجة نزار استطاعت دلال أن تعرف أن هناك امرأة أخرى واستطاعت أيضا أن تحدد هوية غريمتها وتتعرف على اسمها وعنوانها. قررت دلال فيما بينها وبين نفسها أن تتخلص من ضرتها ميساء وفكرت في الخطة مليا واختمرت في ذهنها تماما وعزمت على التنفيذ. لم يدر فؤاد أن زوجته دلال قد اكتشفت أمر زواجه من ميساء فاستمر على ما هو عليه من اختلاق الأعذار لغيابه عن المنزل. وفي أحد الأيام جاء فؤاد إلى منزل زوجته الثانية ميساء ووضع المفتاح في الباب وأذهله أن الذي فتح الباب أحد رجال الشرطة، دخل فؤاد المنزل بخطى وئيدة ونظرات زائغة وقد امتلأ المكان برجال المباحث والطبيب الشرعي، وهو حيران لا يدري ما الذي جرى إلى أن استقرت عيناه على زوجته ميساء في أحد أركان الصالون وهي تجيب بصوت متهدج على بعض الأسئلة التي يوجهها إليها قاضي التحقيق، ونادى قاضي التحقيق على فؤاد وكشف (الشرشف) عن زوجته دلال الملقاة جانبا وسأله: أهذه زوجتك يا فؤاد؟ هز فؤاد رأسه دون أن ينبس بأي كلمة، لقد صعقته المفاجأة .. ليس موت زوجته دلال فحسب وإنما وجودها في منزل ميساء!! ولكن ما الذي حدث؟ كيف أصبحت القاتلة قتيلة، لقد جاءت دلال للانتقام من ميساء فماتت دلال وعاشت ميساء كيف حدث ذلك؟!! عندما أعدت دلال الخطة للانتقام من ميساء طلبت من صديقتها نعمة أن ترافقها في زيارة إلى ميساء ولكن دون أن تطلعها على حقيقة ما نوت واكتفت بالقول أنها سوف تطلب من ميساء أن تترك لها زوجها فؤاد لأنها أحق به منها لعلها تقبل طلبها، وذهبت دلال ونعمة لزيارة ميساء ولكن دون أن تدري دلال بأن ميساء تعرفها حق المعرفة، فاستقبلتهما ميساء مرحبة وأجلستهما في الصالون ثم استأذنت منهما لتحضير القهوة ثم عادت تحمل فناجين القهوة إليهما، وقبل أن تجلس ميساء طلبت منها دلال أن تحضر لها كأسا من الماء الدافىء لأنها لا تستطيع أن تشرب الماء البارد لالتهاب بلعومها، وضعت ميساء الصينية على الطاولة وعادت إل المطبخ لتحضر كأس الماء، هنا أسرعت دلال ووضعت شيئا ما في فنجان قهوة ميساء. عادت ميساء تحمل كأس الماء الدافئ ولكنها قالت لهما: لنجلس في غرفة الجلوس لأنها مشمسة ودافئة، ولم تترك لهما فرصة الاختيار وأسرعت في لملمة فناجين القهوة إلى الصينية ونهضت متقدمة الجميع، وكانت عينا دلال على فنجان القهوة المسموم بلهفة زائدة إلا أنها أخطأت هذه المتابعة حين أبدلت ميساء فنجان القهوة بحركة رشيقة لم تنتبه إليها دلال، وقدمت لها ذات الفنجان الذي وضعت فيه السم وشربت دلال السم الذي كانت أعدت لميساء، وصار القاتل مقتولا والجزاء من جنس العمل، لقد أدركت ميساء أن زيارة دلال إليها وهي متنكرة تحمل في طياتها أمرا معينا وما طلبت كأس الماء إلا لإشغالها خارج الغرفة وإفساح المجال لتصرف ما من دلال، إلا أن ميساء كانت تنظر من ثقب الباب فرأت كل شيء ووجهت التهمة إلى ميساء بجرم قتل ضرتها دلال.(1) لقد صدق من قال: من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، لقد اشتعلت نار الغيرة بقلب دلال وأججها الشيطان حتى انتهت بمأساة دامية، ولو أن دلالاً صبرت بما كتب لها ربها لكان خيرا لها ولكن نار الغيرة وضعف الإيمان يؤديان إلى عمى القلب ومن ثم يرتكب الإنسان أعمالا تنتهي به إلى الهاوية وهذا ما حدث. قال الله تعالى: "وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ".(2)
|
04-26-2016, 03:44 PM | #2 | |
نائب الاداره
|
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا روعه مواضيعك لكـ خالص احترامي |
|
|
04-28-2016, 04:16 PM | #3 | |
مشرف قسم
|
ي جمال انتقائك
و ي تميز عطائك جميل جدا ما تصفحته هنا رائع حد الثمل استمر فبانتظار المزيد من العطاء الجميل لك كل باقات الجوري |
|
|
04-29-2016, 01:57 PM | #4 | |
المشرفات
|
آنتقآء وطرح جميل جدآ
فَ سلمت تلك آلآنآمل آلمخمليه لِ مآجلبت من جمآل فرح يع ـآنق روحك يَ نقآء ..!~ |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|