حديث العاشقين قال فقلت

لا يحتاج الأمر بيننا إلى شرح , وشاءت الأقدار أن نلتقى .. فتسربت مشاعرنا دون أن ندركها , ودون كلام عينانا على عجل أدركتنا وأدركنا كم يفضح عينانا الشوق - وكم أنا بحضورك أبتهج , حين نخطف الأوقات لنلتقى وكم لى فى حشاك من شغف , ومن تباريح الهوى ومن حيث يأخذنا العشق على حين غرة فلا نأبه بأحد سوانا ولا ندرى من الوجود إلانا مال به الحب , حيث ريح الصبا بالنخل مالَ - ولهذا أحبكَ فقلت : - ولا أعرف سوى أنى أحببتكِ قالت : ومتى ..؟ ! فقلت: مذ رأيتكِ أول مرة ولا أعرف كيف ..؟ , ولا أدرى لمَ ..؟ ولو إنى عرفتك قبل عقود .. لأحببتكِ كما الآن , أو بعد عمرى لأحببتكِ كما أنتِ وكما أنا قالت - مستدركة نظرانى إليها - كلما سمعت صوتك فى ليلى بات نهارى أجملَ وكلما غادرتك .. إلى حيث أريد معى أخذتك حتى لو أنك تدعى أنك لا تريد فقلت : - ومن قال أنى لا أريدكِ بكل ما أنتِ عليه وما انتِ فيه منى ..؟! قالت : - أريدك بكل ما تحياه أنوثتى فيكَ , ومن أجلكَ فقلت : - لا تطيب لى حياتى بدونك ولا أعرف من أنا حتى تكونين , فحين تكونين من أنا ..؟ - أنا مرآتكِ .. فكيف فيها تريننى ..؟ تنهدت , وقالت : كلما أستفقت على ذاتى أراك , وكلما نمت وحيدة ذاتى .. أحضن طيفك فى سريرى وأراك تخطفنى من ذاتى إليك فلا يبرحنى منام حتى تصير يقظتى ومنامى ولا أهجس إلا بك .. فلا أدرك من أنا حتى أدرك من أنت لى .. - فما يخطر ببالك من الكلام فى حضرتى الآن .. فيك ؟ - يا شقيق الروح من جسدى فأدركتها بغنائها فىّ وأدركتنى حتى أخذتنا نشوة فما أدركنا للوقت وقتاً ولا مرت بنا الأيام , ولا مر دهراً سوى أننا كلما ألتقينا أزداد أحدنا من ثانيه ولا أحد يثنى أحداً سوى بالذى فيه من وجد فما بلغنا ذروة قالت : - لهذا أحببتك فقلت : ولهذا .. أحبكِ كما أنتِ , وكما ستكونين وكما سنكون معاً . وسأحب أيامى لأنها معك , وأحب ليالكِ لأنى أحلم بكِ فى ليلها . فلا يأخدنى وجد من النساء إلا معك ولا يغرينى من الأنوثة سوى أنوثتك ولا أجد ذاتى إلا حين نلتقى ولا أهجرها إلا حين تبتعدين قالت : ولهذا .. أحببتك أنا