الحب والحرب

محزنٌ يا حبيبي أنْ نتذوّب بكلّ هذه المشاعر والشّعائر...
ولا يرفعون لنا في بلداننا أعلاماً تُزركَش بقلوب حب.... ♥ ♥ ♥
. قانيةٌ هذه الألوان كالدّم...مخيفة نازفة...


شرّيرةٌ هذه السّيوف والنّسور والنّجوم...التي تقِف فوق أعلامِ بلادنا...
إنّها وحوشٌ ضارية...تقتل أحرارنا...ثمّ تفرك كفوفها وترفع حاجبيها وتلعق شفاهها...
هذي النّسور...والنّجوم والسّيوف..تقتلنا ثم تنشد نشيداً وطنياً على جنائزنا وتلتحفنا...

هذه النسور والنجوم والسيوف يا حبيبي...أسماك قرش...وحيتانٌ متوحّشة...
تلتهم أطفالاً ونساءً وشبابا...

لو يعرفون يا حبيبي أننا نلتحف كل ليلة ؛؛؛علماً على قياسنا...
لو يعرفون أننا نريد إسقاط الظلم الجائر...
كل العالم يعرف...أن هذا العام وهذه الأشهر؛؛؛؛مقدارها خمسين عاماً...
من رحلة الجَوْر والطغيان....

يا حبيبي...لا تفقدني عمايَ...وتجعلني أبصر أكثر...
فزرقاء اليمامة تعِبَتْ...وكل العالم يعرف...
كل العالم يعرف...أنّ هذا الدّم السائل...لا يُقاس بمخبار...
وأنّ الذين خرجوا إلى الموت هم أنبياء هذا العصر...
ماذا نفعلُ يا حبيبي..إذْ يقتلون كلامنا الفضّة...ويعتقلون سكوتنا الذّهب...
كل العالم يعرف...أنّ هذا الدّم هو (الراعي الذي يداعب ثقوب الناي)..
ليقود المسير

يا حبيبي...لماذا لا يلوّحون بحبنا في الأفق...وحواسنا التي فقدوها..
تعيد للإنسانية ناموسها...
هناك موتى في البلاد...
هناكَ أنثى غسلَتْ خلخالها بالدّم...
هناكَ طفلٌ ذابَ كشمعة وهبَت مع رحيلها عطرها ثمّ غنّتْ...
هناكَ يا حبيبي أمهاتٌ ثكلتنا...
هناكَ مظلومٌ وظالم..
مقتولٌ وقاتل..مسجونٌ وسجّان...
ثمّة فرسان مغدورين..ثمّة أ ُسَرٌ تهدّمت...
وبيوتٌ لمْ يبْقَ فيها سوى شخصٌ واحدٌ يُهروِل وحيداً ويبكي...

محزِنٌ يا حبيبي أنْ يكون لكَ ضَجَر الصامتين...
وقد قتلوا في هذا البلد/الوالدَ وما ولَد...
نحنُ نريد يا حبيبي أن يتركنا العلَمَ القادم -(النسر القادم والسيف القادم والنجم الثاقب)/العالم –
بخيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر. ...

نريد لكلماتنا أنْ لا تُهشّم/تهمّش....
أظنّكَ يا حبيبي تفهم حديثي...فنحنُ عاشقان وطنيان...
نادينا الأوطان شِعْراً..وشتمنا الطغيان...
تركْنا يدينا الدافئتين...وخرجنا في البرد نهتف...
لكننا يا حبيبي في بلادٍ لا تعانق زهورها حين تريد أنْ تثمِر...
تبقى الزهور فيها زهور...
وتبقى (النسور نسور..والسّيوف سيوف...والنّجوم نجوم)...

في أقرب وقت ممكن...
سأخبركَ يا حبيبي أنّ منْ أطلق كلماتنا في الحب...
سيطلق أسر كلماتنا في الحرب...عندما يعلم أنّ كلّ من قتلَ وأحنى قامة...
صار أقصر منها وصار قصره قبره...

سيطلقها عندما يوقن أنّ أسياد العَلَم/ العالم..لهم عملٌ إضافي إلى جانب الزّعامة...
هو القتل والسّفك...
لا تبرّر القتل يا حبيبي...سافر عن اللغوِ فيه...أو أسقطه...
فهذا السيّد الذي تريد إسقاطه ضيّعنا وأضاع البلاد...بتراكيب لغوية...


يا حبيبي سنكون يوماً أعلى من العلم...ودون البلدان...
ستكون خرائطنا بلا أنهُر...
ونحن الأنهر التي تجري من تحتها الجنّات...
نحن الأنهر التي تجري فيها دِمانا لتصبح الحياة القليلة...هائلة...

ليسَ محزن يا حبيبي أن لا يكون في مدائننا بحر..
تعال قل كلاماً جميلاًعميقاً...كي يعرفوا أنّ قلبكَ بحر...
وأنا على شطئه شجرة كاملة...تعطي البلاد روحها...لتكون بخير...

...هذي السيوف والنّسور والنّجوم...
تريد أنْ تصرعنا من أجل بعض هتاف...
هذي السيوف والنسور والنجوم..لا تنحني/تتنحّى...
تريدُ أن تموت ساقطة...ملفوفة بأحبالنا الصوتية...

يا حبيبي..
الآن قد أحببتكَ أكثر...
آلآنَ وقد أحببتني من قبل الوصول
نحن نقترب من الجهة المقابلة
*

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .