ألا تعجبون مثلما أعجب ؟! قمة التطرف

..قمة التطرف.. كم أستغرب عندما أواجه في حياتي شخصيات مميزة إلى درجة أني لا أظن أني سأشاهد أمثالهم، هم أشخاص بلغوا من التطرف المنتهى ... فواحدة بلغت بها الكآبة واجترار الأحزان حداً يجعلني لا أجيب على اتصالها لعلمي بالمآسي التي سأسمعها.... وأخرى بلغت من الكذب ما لا أستطيع تمحيص كذبها من صدقها، ولا أستطيع نقل أي خبرٍ عنها خشية أن يكون كذباً ... وأخرى بلغت من البرانويا حداً يجعلها تظن أن كل - وأعني كل دون استثناء- شخص يتآمر عليها ويحيك لها المؤامرات، فإن رأتني أحدث فلانة –التي تكرهها- فأنا أضع الخطة للإيقاع بها ... وأخرى بلغت من الطيبة حد السذاجة، فلا أستطيع ذكر الحوادث التي استغفلها فيها الناس وهضموا حقوقها ... وأخرى لا أستطيع وصف شر لسانها سوى بأنها ككرة من الشوك أو لنقل من الخناجر تدميك متى اقتربت منها، لذا فالكل يتجنبها... .. ابتداع الأكاذيب ونقلها .. أعجب كثيراً عندما يتناقل الناس أخبار ومعلومات لا يمكن للعاقل أن يصدقها، وبخاصة ما يقع في الانترنت فهي تزخر بإشاعات وأكاذيب... ما أسهل أن يطلق أحدهم إشاعة أو يبتدع كذبة في محفل من الناس ... وما أصعب أن تجدي بينهم من يُكذبه ويكشف زيف هذا الخبر إن بدأت الإشاعة أو الكذبة من شخص كذاب فهذا معقول ولكن أن يقولها أو ينقلها من أحسبه من الصادقين فهذا مالا أعقله ... .. منى إن تحققت تكن أحسن المنى .. وإلا فقد عشنا بها زمناً رغداً .. كم أتمنى أشارك في عمل تطوعي لبث البهجة في قلوب أُثقلت بالأسى ... أشخاص يتمنون الأنس أو الصحبة ...وآخرين يتمنون العيش بكفاف ... وأطفال لا يستطيعون أخذ حقوقهم ... وكبار سن هجرهم ذويهم حتى وإن كانوا معهم في نفس المنزل ... ليتني أتحرر من القيود .... قيود تحول دون فعل ما أتمنى... .. طهر .. إذا تساوت لديك المشاعر كلها، فالحزن كالفرح، والرغبة كعدمها، والغضب كالسكون، ...وغيرها، وإذا تساوت الأوضاع كلها فالغنى كالفقر، والقوة كالضعف، والشهرة كالغمر، والمرض كالصحة، ... وغيرها، عندها فقط اعلمي أنك شخص مميز ... فإن أضفت إلى ذلك تعلق نفسك بالله وحده فاعلمي أنك سَمَوتِ، وأنك على الطريق الذي ستكون بعده خطواتكِ لتزكية النفس وتطهيرها... ويبقى الثبات على الطريق توفيق من الله كما كانت معرفتك للطريق توفيق من الله ... .. تزكية النفس .. كلنا يريد أن يكون الشخص الصالح الطيب الكريم صاحب النخوة ... إلى غيرها من الصفات الحميدة ولكن قليل أولئك الذين يجاهدون أنفسهم مرة تلو الأخرى لتصبح مراداتهم واقع، قليل هم الذين لا ينقطع حوارهم الداخلي مع أنفسهم فيلزمونها بما تكره، ألا ترون أن أغلب الناس يبقون على جبلّتهم التي طبعوا عليها منذ صغرهم، ومن يتغير فذلك مرّده إلى صدمة كبيرة زلزلت كيانه أجبرته على تغيير طباعه وليس من تلقاء نفسه ... .. خيال .. دائماً ما يسرح خيالي إلى عالم آخر أعيشه ... واليوم بعد أن رأيت عمال يعملون تحت الشمس اللاهبة وعليهم ثياب مقطّعة تشكي حالها من القذارة، تخيلت نفسي لو أني ولدت لأبوين فقراء وعشت في بيئةٍ فقيرة وكبُرت وأنا لا أجد ما تنعم به غيري من الفتيات، وسألت هل ستكون نفسي قانعة؟ هل كدحي وراء لقمة العيش سيجعلني ألعن الحياة التي لم تعطني ما أريد؟ هل ستتغير أساليبي ونهجي؟