مَا بِتُ أعرفُكَ !

مَا بِتُ أعرفُكَ ! أتصفحُ مَلامِحَ طيفِكَ بِـ هلع ؛ فَـ ذا الـ يقِفُ أماميّ لا يَمِتُ بِـ صلةٍ لِرجُلٍ وَهبتهُ أياميّ بِـ زمنٍ مَضى / أوتارُ صوتِكَ تَعزِفُ أنغاماً أفشلُ في التَعرُفِ عليها / سِهامُ عَيناكَ تَقصِفُ بيّ أرضاً / أمطارُ خُذلاناتِكَ المُتكَرِرة بِسُرعةٍ مُقرِفةٍ تُصيبنيّ بِـ رشقَاتِ الموتِ / إهتمامُكَ المُبتَذلُ تَصنعاً يَكادُ يخنِقُ بِيّ كُل مَجرى دمْ / إيتِساماتُكَ البَلهاءَ وَ ردودُكَ السَطحيةُ حال مَا أُحدِثُكَ بِـ آمرٍ حتميّ يوصِلانَ ليّ رِسالةٌ فَحواها ” أنَ الـ أمامكِ لا يُشاطِركُ الإهتِمامَ حدَ أنهُ لا يَتكلفَ بِـ السماعِ لكِ ” فَـ أبتَسِمْ ؛ لا لِشيء سِوى أنيّ خُذِلتُ مُجَدداً / إنشغالاتُكَ بِـ أمورِ الفِراسةِ بِـ ملامِحَ النِساء تُثيرُ بِـ داخليّ رغبةٌ عَميقةٌ فيّ القَهقهةِ ؛ فَـ بينما أنتَ تظُننيّ بِـ غفوةٍ طويلة أنا أراكَ فِعلاً وَ أتجاهُلكَ /! يَ : صَديقيّ / حبيبيّ / كونيّ الأعظمَ / هالاتُ الآمانِ الـ أتشَبثُ بِها / آياتُ الطِمأنينةُ الـ أُرقيّ بِها نفسيّ / طارِدَ شياطِينَ خوفيّ / فرحتيّ الـ تَملِكَ زعامةُ الأمَ / أحضانُ الـ ومَقِ الـ تُثيرُ جنونيّ / أنا الـ يَسكُنَ جَسديّ / ! + هه؛ كُنتَ أقصِدُ الـ كُنتَ كُل ذا .. وَ أكَثر / ! أنا الآنُ : مَزقتُكَ مِنَ دفاتِر أياميّ / كَسرتُ كُل الأقلامِ الـ تهوى الكِتابةُ عنكَ / أقمتُ مَجزرة نفيّ لِكُلِ التفاصِيلُ الـ تُحِبكَ / بَصقتُ على جَبهةِ مُضغةٍ أحَبتكَ / وَأدتُ أغلِفةُ هَداياكَ / إبتَذلتُ كُل الـ طُرقِ الـ تُعيننيّ على مَحو ترسُباتِ صوتِكَ مِنَ أعماقيّ / قَصفتُ ظَهر الماضيّ بِـ الكَثير الكَثيرِ مِنَ اللعناتِ / فعلتُ كُل الـ يَجبْ أنَ يُفعل لِـ أمحوكَ ؛ لكِنيّ ما نَجحتَ وَ أنتَ مِا انمحَيتَ بعد / ! قُليّ بِـ ربكَ : ما الـ يتوجَبُ عليّ فِعلهُ بعدَ ! ما الدواءُ الـ يُصَرفَ لِـ إمرأةٍ مَخذولةٍ مِنَ رجُلِها الـ أزليّ / ! ما الدواءُ الـ يَملِكَ الصلاحَيةِ لِـ محو كُلِ التفاصِيلْ المُتعلِقةُ بِه / دونَ حاجتِها لِـ البُكاءِ وَ مُمارسَةِ النحَيبْ كَـ الصلواتِ الـ تُقامُ بِـ هدَفِ التَقرُبِ ! صِفَ ليّ دواءٌ يَملِكُ خاصِيةُ الـ إنتِشارُ بِداخليّ كَـ أنتَ / يَملِكُ القُدرةِ على الإلتِصاقَ بِـ قعرِ كُل إهتِمامَ لهُ بيّ علاقةٌ كَـ أنتَ / يَملِكُ الـ أحقيةُ بِـ إعادةِ تَشكيلَ قناعاتيّ وَ إدارةُ طيشيّ كما كُنتَ تفعلُ أنتَ /! صِفَ ليّ أيّ شيء يستَطيعُ فِعل كُل الـ كُنتَ تفعلْ أنتَ دونَ أنَ يسرِقَ مِنكَ شبه / ! قبل أنَ ترحلْ ! أعِدَ ليّ أحلاميّ عَذراءٌ مِنَ التلطُخِ بكَ / أعدْ ليّ إبتِساماتيّ القَديمةُ الـ لمَ تكُنَ أنتَ مُحرِضها / أعِدَ ليّ طيشيّ الـ هَذبتهُ / أعدَ ليّ طفولتيّ الـ شَددتَ على يَدِها وَ نضجتَ أمامَ عيناكَ / أعِدَ ليّ كُلأ الأشياءِ الـ كانتَ تَسكُننيّ قبلكَ / وَ أرحلَ ! وَ إياكَ انَ تلتَفِتَ لِـ نداءاتٍ فاسِدةٍ تُطالِبُكَ بِـ البقاءِ ! إرحَل وَ حسبْ / ! أتَملِكَ الـ قوةِ اللازِمَة لِـ أن تُلمْلِمَ بقاياكَ وَ ترحلَ !