داعبْني بِـ هدُوء وبعثرْني بِـ جنُونْ

يا رفيقَ الهَوى ومُنيَة الفؤادْ
منْ أرضي جئتُكَ ألبي الميعَاد
نادَاني طيفُك ولاحَ لي بِـ الأفُقْ
نُورٌ ساطعٌ بارقٌ وهاجْ
أتيتُكَ بَعضي يُسابقُ بَعضي
ومنْ ينَالُ السّبقَ يكُونُ لهُ الإنشَادْ
لا أسمعُ سوَى نقرُ كَعبي
ودقّاتُ قلبي المُتلهفَة على الميعَادْ
ها قدْ وصلتُ إليكَ وتراءيتَ لي
نُوركَ واضحٌ يا ضيائي ونورَ كوكبي
ها أنذا أقتربُ منكَ وخفقَاتي تُسابقُني
وأحاولُ تهدئة ثورَة جنُوني
خُطواتي بدأتْ تتعثّرْ
ربّاه كيفَ أصلُ إليكَ
وكيفَ أناشدُ جنُوني بِـ جنُونكَ
وكيفَ أصنعُ لهُما خطأ لا يَعُودُ دونكَ
ويُصبحُ اللّقاءُ أسطُورة زمَاني وزمَانُكَ
وأعُودُ بكَ لِـ عَالمي
حتّى وإنْ اتّهمتني العيُونْ بِـ مُنكراً يُحرّمُ وجُودكَ
اقتَربْ منّي داعبْ خصلاتِ شعري
تَغزّلْ بي افتِني كَـ عاشقٍ مجنُونِ
قُلْ أنّ عينَاي تأسرُكَ
وأنّ شعري يُلهمُكَ
داعبْني بِـ هدُوء وبعثرْني بِـ جنُونْ
وعرّفْ حلمكَ علَى منَامي
أسكنْ كليهِما بِـ رأسي
خُذني إليكَ كَـ طفلَةٍ صغيرَة
أغمُرني كُلّي وأدفيء أضلُعي
دثّرْ حُزني وأبعدْ شحُوبي
قُلْ إنّي فاتنتُكَ وقاتلتُكَ
أتلذّذُ بِـ سمَاعِ هذا منكَ
بكَ أكتملُ وتكتَملُ أنوثتي
بكَ أنضُجُ أكثرَ وأكثَرْ
ويتمرّدُ كبريَائي ويزدَادُ فَخري
أتيتُكَ يا حَبيبي والحيرَةُ بِـ رُفقتي
قدمٌ يتقدّمْ والآخرُ يعُودُ لِـ الورَاء
لكنّي لنْ أبَالي فقَطْ ما يهُمني أنتَ
معكَ تكُونُ بدايتي وبكَ أنتَهي
سنكُونُ لِـ العشقِ أسطُورةً
يحكيهَا الكَبيرُ قبلَ الصّغيرِ
سأكُونُ لكَ الطّفلةُ المُدلّلة
والأمّ الحنُون والحَبيبَة المُخلصَة
والعَشيقَةُ لحظَة الحَاجة
سأكُونُ كلّ شيءٍ فِـ لتكُنْ لي كلّ شيءٍ
|
|