يا أيّها التاريخ أعرفُ من أكونْ

قلبي المدينة ، والعراق ، وقاسيونْ
يا أيّها التاريخ أعرفُ من أكونْ

أنا “أحمديٌّ” ، لم أزلْ بعبائتي
أتوسّد النّعلين ، أشرعتُ السكونْ

كل القوافل أرسلت ورّادها :
بشرى ، لقينا فيه مقبرة الظنونْ

علّقتُني بالله ، حتى لم أعدْ
أخشى سواه ، وحسبيَ الظنّ الحنونْ

نوّختُ هذي المرجفاتِ إلى دمي
أسرجتُ إيماني ليندهش المجونْ

سرّانِ في وجهي المخضّب ثورةً
قد أشعلا في الروح من فوقٍ ودونْ

” خِضْري ” يعلّمني ، ويعبر صابرًا
ولموسويّة قلبيَ العبء المصونْ

تتأرجح الأحكام في أفكارها
يتأرّج الإيمان في كنف الشجونْ

تهمي المرايا بالتخاذل ، ويحها
ما أدركتْ : ” يا ليت قومي يعلمونْ ” !

قلبي المدينة ، والعراق ، وقاسيونْ
يا أيّها التاريخ أعرفُ من أكونْ

عزمي يدافعني إليّ ، ويجتني
منّي الحميّا والظعينة والهتونْ

ثوّرتُ في ضلعي ، ومن حولي ، فمنْ
بالله يدرك كيف تمتنع الغصونْ ؟!