#1
|
||||||||
|
||||||||
المجددون فى الإسلام
![]()
يقول شيخ الأمناء الأستاذ أمين الخولي في مقدمة كتابه :
" المجددون في الإسلام " تحت عنوان خطة وهدف انه أقام كتابه هذا علي أساس كتابي : " التنبئة بمن يبعث الله علي رأس كل مائة – لجلال الدين السيوطي " و " بغية المتقدمين ومنحة المجددين علي تحفة المهتدين للمراغي الجرجاوي " . وهما كتابان متكاملان مخطوطان بدار الكتب . الأول .. كتبه السيوطي في أوائل القرن العاشر عرض فيه للمجددين حتى عصره . والثاني .. كتبه المراغي في القرن الرابع عشر فأكمل ما بدأه السيوطي وعرض للمجددين في الإسلام إلي ما بعد عصر السيوطي . ويواصل شيخ الأمناء أمين الخولي شرح خطة الكتاب وهدفه من التجديد بقوله : " فكانت الخطة أن أقدم مخطوط السيوطي المسمي " التنبئة " ثم أكمله فيما بعد زمن السيوطي من كتاب المراغي " بغية المقتدين " مستهدفا بذلك هدفين : " أن أدون قول القدماء بعبارتهم في فكرة تجديد الدين علي رأس كل مائة وفقا للحديث المروي عن أبي هريرة عن النبي " صلي الله عليه وسلم " : " إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها " . والثاني أن أكمل هذه الصورة التاريخية بترجمة من سموهم من المجددين ترجمة تقصد إلي بيان أعمالهم وأفكارهم في التجديد خلال الأربعة عشر قرنا التي عاشها الإسلام حتى اليوم " . عمر بن عبد العزيز أول المجددين أما المجدد الدينى الأول فهو عمر بن عبد العزيز بن مروان الذي طالت ولايته علي مصر أكثر من عشرين عاما اشتهر خلالها بالعدل والزهد والتقوى والإيمان . وتنقسم حياة عمر إلي دورين : احدهما قبل الخلافة والولاية حيث حياته حياة ترف وتنعم ورفاهية ورغد – حتى ليقدم علي المدينة ومتاعه محمولة علي خمسين حملا لشدة ترفه وكثرة متاعه . والدور الثانى في حياة عمر .. هو ما بعد الخلافة حيث تطورت شخصيته تطورا كبيرا ابسط مظاهره قوله يصف نفسه بأنه لما وصل الي الخلافة ولم يكن شئ في الدنيا فوقها يتمناه .. فلما نالها تاقت نفسه الي ما عند الله في الآخرة وذلك مار ينال الا بترك الدنيا . ولقد سارت سيرة عمر بن عبد العزيز وهو في النسب ينتسب إلي عمر بن الخطاب .. بين الناس كما سارت سيرة جده من قبل . قوة في الحق وثورة علي الباطل وحرية في الرأي وجسارة في العمل فهو لفرط مسئوليته وثقل حمل أمانة الأمة يبكي في مصلاه فتسأله زوجته فيقول : " إني تقلدت من أمر امة محمد " ![]() ولقد ضرب عمر أروع المثل في العدل الاجتماعي والمساواة ورفض الرق والقهر يوجه المال لحاجة الناس ولا يصرفه في ظواهر دينية مثال ذلك انم تبت الحجية إليه أن يأمر للبيت بكسوة كما يفعل من قبله فيكتب إليهم قائلا : " إني رأيت أن اجعل ذلك في أكباد جائعة فانه أولي من ذلك البيت " . الشافعى المجدد الثانى كان الشافعى عالما متحرراً سباقاً.. سبق عصره بمعنى الكلمة امن بالعلم والاجتهاد والمثابرة والفتح كسبيل إلي تدعيم الدين وتفسيره للناس بما يزيدهم إيمانا وعملا به .. فهو يجل العلم وينادي به ويقدمه علي العبادة كصلاة النافلة كما يقول وهو يحب الحقيقة ويؤثرها علي كل ما عداها من غنم أو غرم .. وهو يؤمن بالحوار المفتوح والجدل العقلي الذي يؤدي إلي المعرفة الحق .. دون حجر علي رأي أو استبداد لفكرة وفي هذا المعني يقول " ما ناظرت أحداً قط علي الغلبة " ومن قوله أيضا: " من أراد الدنيا فعليه بالعلم " ومن معالم منهج التجديد عند الشافعي حرصه الشديد علي احترام العقل والتجربة وحرية التفكير .. يقول لتلميذه : " إذا ذكرت لكم ما لم تقبله عقولكم فلا تقبله عقولكم فلا تقبلوه فان العقل مضطر إلي قبول الحق " ومن ألمع و أسطع مناهج التجديد والتفكير المستنير عند الشافعى إيمانه بالتطور الفكرى وإعادة النظر فيما يكتب ويؤلف من أعمال دون قبولها علي علتها. وقد كتب رسالته الشهيرة التي يعد بها واضع أصول الفقه الإسلامى حتى ليعبره المؤرخون والنقاد القدامى نظير " أرسطو " واضع المنطق اليوناني . كتب هذه الرسالة ببغداد مرة ثم أعاد كتابتها بعد سنوات في مصر مرة أخرى . ولقد تعددت جوانب الشافعي الشخصية فهو عالم جليل فى اللغة والفقه والتاريخ والتراجم وفن الشعر . وهو رياضى بارع يعشق الرماية . وهو فنان وسيم الصوت إذا قرأ ورتل وأنشد وهو شاعر يجيد قول الشعر ويطرق فيه أبواب الحكمة والمحبة وهو يعقد فى كتابه الشهير " الأم " في الجزء السادس منه فصلا عن " شهادة الشعراء " تنم عن فهم عميق وحب أثير للشعر ما دام نابعا عن صديق وأصالة . ومن مأثور شعره قوله متشوقا لمصر في أواخر حياته وكأنما يتنبأ بالنهاية: أخي أري نفسى تشوقُ إلي مصر ومن دونها أرض المفاوزٍِ والفقيرٍِ فوا لله ما أدرى أللفوز والغني أساق إليها.. أم أساق إلى قبرى ؟ ابن سريج .. البازى الأشهب أما المجدد الثالث فهو " العباس أحمد بن سريج " أكبروا من شأنه حتى لقبوه بالشافعى الصغير له من المؤلفات المئات وهو يقف بذلك على رأس المائة الثالثة من المجددين . ولقد تتلمذ ابن سريج علي الشافعى ونهل من منهله وأجاد الأصول والفروع والحساب وبزغ فى الكلام والجدل وعلوم اللغة حتى تولي القضاء في صدر شبابه ويفاعته لمتانة علمه وخلقه ولقد امتاز ابن سريج عدا ذلك بقوة في الخلق وترفع عن المناصب ونصرة للحق حتى ليدين الوزير في مجلس وعيد . ويظل ابن سريج علي ما هو عليه من تفرغ للدرس والعمل والدين وزهد في الدنيا ونزوع إلي التصوف في شيخوخته وبدعوة الوزير له لولاية القضاء فيرفض . ويلحف عليه ويهدده بأن يسمره علي بابه ويرفض أيضا الا يرهبه الوعيد ولا يقوي الوزير لعظم مكانة ابن السريج بين الناس أن ينفذ وعيده أو يمسه بسوء. أبو سهل الصعلوكي ويأتي علي رأس المائة الرابعة المجدد الرابع : أبو سهل الصعلوكى طاف واغترب ودرس وعكف وكان فقيها عالماً متكلماً صوفيا وكان فوق ذلك أديباً شاعراً كاتباً زاهدا عظيما بمثله قوله: (( ما عقدت علي شئ قط وما كان لي قفل مفتاح ما .. ولا حررت علي فضة ولا ذهب )). وكان أبو سهل جواداً كريم النفس يؤثر غيره علي خصاصته حتي لقد وهب جبته لفقير مقرور يرتعد من برد الشتاء وهو لا يملك غيرها .. ثم يضطر حين يخرج للقاء وفد الفقهاء والوجهاء وكبراء القوم أن يلبس جبة النساء غير عابئ وهو إمام البلد وشيخ علمائها . أبو الحسن الأشعرى إمام المتكلمين ويأتي علي رأس المائة الخامسة أبو الحسن الأشعرى المجدد المتقدم الذي ينتهي نسبه إلى الصحابى الجليل أبي موسى الأشعرى وهو من وصفوه بقولهم : (( شيخ طريقة أهل السنة وإمام المتكلمين والساعي في حفظ عقائد المسلمين )) ولقد شغل الأشعرى في الميدان الاعتقادى الإسلامى - كما يقول المؤلف – حيزاً ضخما .. ذلك بما امتاز به من جرأة في القول وجسارة في الرأي وتطور في التفكير ومناقشة حرة للقضايا الإسلامية التي احتدم حولها الجدل في الفترة الساخنة من القرن الرابع الهجرى . تلك الفترة التي كثرت فيها الفرق الا سلاميه وتشعبت وذاع صيتها كالمعتزلة والجهمية وغيرهما ولقد تميز الأشعرى عن كل هذه الفرق بأنه توسط بين كل الأطراف المتضادة دون تعصب أو غلبة لأحد علي الآخر .منتهيا إلى قوله الشهير : (( أشهد علي أني لا أكفر أحداً من أهل هذه القبلة لان الكل يشيرون إلي معبود واحد وإنما هذا كله اختلاف في العبارات )) الباقلانى .. لسان الأمة وسفيرها وينتهي الكتاب إلي المجدد السادس الذي جاء علي رأس المائة السادسة وهو الشيخ العلامة الجليل الباقلانى إمام وقته وشيخ السنة ولسان الأمة واليه انتهت رياسة المالكية في زمنه وساهم في الحياة الملية حوله فكان يوفد سفارات سياسية إلى الرومان والقسطنطينية غير مرة وعلمه ولباقته . ولقد كان اختيار الباقلاني لهذه المهمات السياسية والبعثات الدبلوماسية دليلا قويا على مال رجل الدين إذا اكتملت شخصيته علما وعملا ودنيا ودينا .. وفطنة وكياسة وقوة ملاحظة وحسن سلوك من اثر قوي في تدعيم سياسية الدولة وتأكيد دور العلم والعلماء في بناء الحياة وتطويرها . " وبعد .. لقد طال القول لما انزل في القرن الرابع الهجري وبقيت قرون عشرة .. لم تعرض بعد .. فيها من المجددين وأولي العزم والسبق من يحسن أن نطيل الوقوف عنده بعد أن رأينا ما قدمه المجددون من تطور وتسامح وحرية وسلامة فهم تؤكد أن الدين أصلاح للحياة لا طقوس وأشكال .. والتحام بالدولة لا انفصال عنها .. واحترام للمنهج العلمي وإجلال للعلم والمعرفة " . بهذه العبارة ينهي شيخ الأمناء أمين الخولي الجزء الأول من كتابه " المجددون في الإسلام " مؤكدا مرة أخري أن الهدف الأكبر من كتابه أن يشيع في الشباب نواحي الحيوية النابضة من أعمال أولئك المجددين مما يصلحون به ان يكونوا مثلا صالحا وقدوة حسنة إلي أزمنة متطاولة . وذلك هو أوضح ما اتجهت إليه الرغبة في تأليف هذا الكتاب .
![]()
|
![]() |
#2 | |
الاداره
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاكى الله خيرا
ربى يجعله بميزان حسناتك |
|
![]() |
![]() |
#3 | |
نائب الاداره
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
طرح راآئع..
انتقاآء مميزز.. ج ـزاآك الله خ ـير.. ماننح ـرم من رووع ـة طرح ـك .. باآنتظاآر ج ـديدك .. |
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|