01-14-2013, 07:27 AM
|
|
|
|
لوني المفضل
Coral
|
رقم العضوية : 2859 |
تاريخ التسجيل : Nov 2012 |
فترة الأقامة : 4585 يوم |
أخر زيارة : 03-01-2018 (05:41 PM) |
الإقامة : قلب حبيبى |
المشاركات :
2,277 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
وَتَبْقَى جَمَادًا لَا يَشْتَكِي .
لَيْسَ مِنْ السَّهْلِ أَنَّ تَشْعُرَ بِأَنَّكَ السَّبَبَ فِي أَلَمْ شَخْصَ مَا..
وسيزداد الْأَمْرَ سُوءًا لَوْ كَانَ هَذَا الشَّخْصُ عَزِيزَا عَلَيكَ ..
شَخْصُ لَمْ يُمْنَحْكَ سِوَى الْحُبِّ وَجَعَلَ لِحَيَاتِكَ لَوْنَاوَطَعْمَا..
شَخْصُ تُرى فِيه كُلُّ الْأخْلاقِ الرَّفيعَةُ وَالسِّمَاتُ الْعَالِيَةُ ..
وَلَكِنَّكَ دُونَ أَنَّ تَقْصِدَ تَسَبُّبَ لَهُ ألَمًا فَضِيَعًا ..
وَالْأَدْهَى أَنَّكَ تَشْعُرُ بِحُزْنِهِ وَتُتَأَلَّمُ لِأُلَمْهُ ..
وَلَكِنَّكَ مَعَ ذَلِكَ لَا تَسْتَطِيعَ التَّخْفِيفَ عَنْه ..
فَتَكُونُ أُمْنِيَّتَكَ الْوَحِيدَةِ فِي تِلْكَ اللَّحْظَاتِ
أَنَّه لَوْ كَانَ بِاِسْتِطاعَتِكَ كُسَّرِ الْحَواجِزِ
وَتُخُطِّيَ الْحُدودُ لِتَصِلُ إِلَيه
وَتُضَمُّهُ لَكَ لِتُخَفِّفُ عَنْه ألَمَهُ الَّذِي أَلَمَّ بِهِ ..
وَتُمْسَحُ بِيدَكَ دُموعِهِ الَّتِي ذَرَفَهَا بِسَبَبِكَ ..
وَلَكِنَّكَ تَشْعُرُ بِضِعْفِكَ حِيَالِ هَذَا الْأَمْرِ ..
فَتَبْقَى مَكَانُكَ تُقَاسِي الْألَمَ وَالْحِرْمَانَ مِنْ فَرْحَةِ التَّخْفِيفِ عَنْه ..
وَيُؤَنَّبُكَ ضَمِيرَكَ ..
وَتَشْعُرُ بِغُصَّةِ لِمُجَرَّدِ مَعْرِفَتِكَ بِأَنَّكَ جَرَحَتْ شَخْصَا
أَقَلُّ مَا يُقَالُ عَنْه أَنَّه رَقيقُ الْمَشَاعِرِ وَلَا يَسْتَحِقَّ مِنْكَ هَذَا الْأُسْلوبَ ..
وَالَّذِي يَزِيدُ مِنْ عَذَابِكَ أَنَّكَ لَمْ تُكَنْ تَقَصُّدَ أَنَّ تُسَبِّبَ لَهُ تِلْكَ الْآلاَمَ ..
فَهُوَ يَعْنِيَ لَكَ الْكَثِيرُ الْكَثِيرُ ..
وَلَكِنَّكَ تُعْجِزُ عَنْ إفهامه ..
فَتَخُونُكَ الْكَلِمَاتِ وَتُهْرَبُ مِنْكَ الْجُمَلَ ..
فَلَا تَسْتَطِيعَ التَّعْبِيرَ ..
وَلَا تَجِدُ سِوَى الصَّمْتِ الْمُطْبِقِ فِي هَذَا الْمَوْقِفُ ..
وَفِي قِمَّةِ هَذَا كُلُّه تَشْعُرُ بِالْأُسَى لِإِحْسَاسِكَ
أَنَّكَ رُبَّما تُفْقَدُ هَذَا الشَّخْصُ ..
فَتَبْحَثُ عَنْ أَيُّ وَسِيلَةِ لِمَنْعِ ذَلِكَ مِنْ الْحُصُولِ ..
فَتَتَمَنَّى لوَ أَنْ مَا حَدَثُ لَيْسَ سِوَى كَابُوسِ مُزْعِجِ
لَا تَلْبَثُ أَنَّ تَصْحُوَ مِنْه ..
وَلَكِنَّكَ تَصْدِمُ بِأَنَّ الَّذِي حَدَثَ مَا هُوَ إلّا وَاقِعُ مرُّ لَا مَفَرُّ مِنْه ..جَنَّتُهُ يَدَاكَ ..
فَتَقِفُ وَحِيدَا تُبْحَثُ عَنْ شَخْصِ يُضَمُّكَ لِيُخَفِّفُ عَنْكَ تِلْكَ الْمَرَارَةَ ..
وَلَكِنَّكَ لَا تَجِدُهُ ..
إِمَّا لِأَنَّه لَا يُوجَدُ الشَّخْصُ الْمُنَاسِبُ ..
أَوْ لِأَنَّكَ لَا تَرْغَبُ بِأَنَّ يَتَأَلَّمَ مَعَكَ ..
فَتُتَجَرَّعُ مَرَارَةَ الْألَمِ لِوَحْدِكَ ..
وَيُعْتَصَرُكَ الْألَمَ ..فَيُقْطَعُ أحْشَاءَكَ ..
وَتَشْعُرُ بِأَنَّ هُنَاكَ صَرْخَةَ مَكْبُوتَةٍ فِي أَعْمَاقِكَ تُرِيدَ الْخُرُوجَ..
وَلَكِنَّهَا لَا تَجِدُ طَرِيقَهَا وَسَطِ أحشائك الْمُتَنَاثِرَةَ ..
فَتَبْقَى الآهُ حائِرَةَ بِدَاخِلِكَ تَزِيدُ مِنْ نَزْفِكَ ..
وَتُرَاوَدُكَ رَغْبَةَ عَارِمَةٍ فِي الْبُكاءِ لِتُخَفِّفُ عَنْ نَفْسُكَ عَذَابَهَا..
ولتغسل الدُّموعَ مَرَارَةُ ذَنْبُكَ ..
وَلَكِنَّ تَعَانُدَكَ الدُّموعِ فَلَا تَخْرُجُ ..
وَكَأَنَّهَا سَاخِطَةُ عَلَيكَ تُرِيدَ لَكَ الْعَذَابَ ..
لِتَحَسَّسَكَ بِعِظَمِ فَعِلَّتِكَ ..
وَفِي النِّهَايَةِ تَقِفُ عَاجِزًا ..
فَكُلُّ الطُّرُقِ مَسْدُودَةَ فِي وَجْهِكَ ..
وَتُحِسُّ بِالْكَبْتِ لِتُجَمِّدُ الشُّعُورَ بِدَاخِلِكَ ..
وَأَنَّكَ فِي أَيُّ لَحْظَةِ ستنفجر ..
فَتَبْحَثُ عَنْ سَبِيلِ لِلْتَخْفِيفِ عَنْ نَفْسُكَ ..
دُونَ أَنَّ تُجْلِبَ الْعَنَاءَ للآخرين ..
فَلَا تَجِدُ إلّا الْكِتَابَةَ سَبِيلًا لِمُرَادِكَ ..
وَلِرُبَّما تَضِيقُ السُّطُورَ بِمَا تَكْتُبُهُ ..
أَوْ يَتَجَمَّدَ الْقَلَمُ عَنْ إتْمَامِ مَا بَدَأْتِهِ ..
وَلَكِنَّهَا فِي النِّهَايَةِ تُبْقَى جَمَادًا لَا يَشْتَكِي .
|
|
|