اﻷمراض اﻷربعة

اﻷمراض اﻷربعة

وبالمعين أستعين وبإسميه العليم والحكيم أسأله
أن يؤتيني علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما .
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني .
رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق
واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا

اليوم بإذن الله سنتحدث عن اﻷمراض اﻷربعة
وهذه اﻷمراض تتحدث عن طريقة رؤيتنا أو تفسيرنا
للذنوب التي نرتكبها

قال تعالى :
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِ
هِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
[سورة النور : 15]

معصية واحدة فقط

كذبة واحدة فقط ..
وأنا أتكلم أكذب في كلامي كذبة واحدة فقط
اسمع أغنية واحدة فقط ..
اذهب للصالون وانمص حاجبي و أرتكب المعاصي
ﻷنها ليلة واحدة فقط! ليلة زفافي فقط ...

(وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
[سورة النور : 15]

لنتذكر قصة أبونا آدم
كم عدد اﻷشجار التي أكل منها ؟!
شجرة واحدة فقط.

ولكن ماذا كانت النتيجة ؟!
هل حرم من الشجرة فقط أم حرم من الجنة كلها ؟!
هل أتت العقوبة بقدر المعصية أم أكبر بكثير ؟!

اذا نتعلم من ( واحدة فقط )
أن العقوبة قد تأتي كبيرة، أكبر بكثير من المعصية....
فلا نتهاون في (واحدة فقط)

قليل فقط ،،
سوء الظن باﻵخرين بنسبة قليلة فقط!
زيادة او نقص في الكيل والميزان بنسبة قليلة
اشتريت لشخص أغراض وبقى له 100أو 200 بيسة .
أقول مبلغ قليل فقط ولا أهتم بإرجاعه .

لكن السؤال :
الكمية الي أكلها آدم من الشجرة كانت كثيرة أم قليله؟!

(فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا
وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا
أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ)
[سورة اﻷعراف : 22]

ذاقا يعني لم يأكلا منها. مجرد تذوق فقط ،،،
مثل تذوقك للطعام أثناء الطبخ وقت الصيام ،
كم نسبة الذي يدخل في الجوف؟

لا يدخل شئ للجوف ،،هو مجرد تذوق فقط

ولكن كيف كانت العقوبة لما تذوق آدم وحواء من الشجرة ؟!
طردا من الجنة ونعيمها.

هل كانت العقوبا ة بقدر (قليل فقط) أم كانت أكبر بكثير ؟!
(قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى
فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة البقرة : 38]

لا تحقرن صغيرة
إن الجبال من الحصى

بسيطة فقط
التساهل في تخليل اﻷصابع في الوضوء ، بحجة أن
هذا شيء بسيط ولن يؤثر على الوضوء

مشاهدة المسلسلا واﻷفلام ،، بسيطة أنا لم أتعرى
مثلهم أنا أتابع القصة فقط ¡

الغمز واللمز والنظرات التي نقصد بها اﻹستهزاء
باﻵخرين . استهزاء بلبس أحدهم أو مشيته أو ما شابه!
و تقول : بسيطة أنا لم أتكلم عنهم بشيء !
أنا لم أقع في الغيبة

وضع النساء لطلاء اﻷظافر (المناكير) م
ع علمها بأنه يمنع وصول الماء وبالتالي
لا تصح صلاتها ورغم ذلك تراه شيئا بسيطا،،،

استخدام الهاتف أو آلة النسخ في مكان العمل
ﻷغراض شخصية بحجة أن هذه أشياء
ومبالغ بسيطة وهي للحكومة التي تملك الكثير !

شراء ملابس و شنط أو مجوهرات واستعمالها
ثم نرجعها وندعي أننا م نستخدمها !

هل كانت معصية آدم بسيطة أم عظيمة
أمام العقوبة التي أصابته؟!

كانت بسيطة جدا ولكن العقاب لم يكن بسيطا.

نية خبيثة فقط ¡
رجل ينوي السفر مع اصدقائه لبلد معين بنية الزنا
وارتكاب المنكرات ولكن الظروف لم تسمح
له بذلك وينتظر أي فرصة للذهاب.

شخص ينوي السرقة من المحل الذي يعمل
به أو من أي مكان آخر وينتظر الفرصة المناسبة .

أريد اﻹيقاع بين شخصين والتفريق بينهما
و في داخلي أنتظر أي موقف حتى أستغله
لتحقيق هذا الشيء ¡

أنوي إذا أخطات عاملة المنزل أو العامل
الذي يعمل معي أن أخصم من رواتبهم ¡
كل هذه نوايا خبيثة .
(يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِمَنِ الْمُلْكُ
الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)
[سورة غافر : 16]

دعونا نتذكر قصة أصحاب الجنة
(إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ) [سورة القلم : 17]

أصحاب الجنة قرروا أن يستيقظوا باكر ويحصدوا
كل الثمار حتى يحرموا الفقراء منها ¡
وناموا و نيتهم خبيثة

ولكن ماذا حدث أثناء نومهم ؟!
" فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيم"

هل حرموا من قدر بسيط من الثمار والذي
كان المقدر للفقراء أم حرموا من البستان بأكمله ؟!
هل انتظرهم الله حتى يستيقظوا صباحا
أم عاجلهم بالعقوبة ؟!

اذا فلننتبه امام هذه اﻷمراض اﻷربعة
ونحذر منها أشد الحذر. فالكثير يتساهل فيها
ويظن أنها هينة وهي عند الله عظيمة.
وكل هذا من فعل الشيطان والنفس اﻷمارة بالسوء.
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ
بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
[سورة النور : 15]

لا تنظر لنوع وحجم المعصية ولكن انظر لعظمة من عصيت

(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
[سورة الزمر : 67]

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

 

بَارَك الْلَّه فِيْك وَنَفَع بِك
وَجَعِله فِي مَوَازِيّن حَسَنَاتِك
طُرِح رَائِع وَمُمَيَّز
رُدِّي وَوَرْدِي

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

توبيك رائع
تسلم ايدك ياقمر

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .