#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
بعيدا عن كل افاعي الارض
حينما تختلط السطور لماذا نقف دائماً على الحياد
رغم اننا شاهد اثباتٍ على مايجري هل يكفي ان نؤطر القبح بأطارٍ جميل ام نترك انفسنا تتوهم صورةً لم تُرسم بعد الشمس هي الشمس التي تشرق كل يوم وانا هو انا اما هذا الرجل فأني اجهل من يكون المكتب الصغير عينه كما هي باقي المكاتب الممتده على طول هذا الشارع وبائعة ورق العنب تفترش الارض وكما تفعل في كل يوم فقد شكلت من وريقاتها اشكالا هندسيه تجلب النظر وبائع المناديل مازال يوهم زبائنه بأنها مناديل معطره بعطرٍ اخاذ الصوره ذاتها تتكرر في كل يوم حتى اني حفظتها عن ظهر قلب فجدران المكتب بذات الوانها الزرقاء والطاوله الصغيره في موضعها والمرآة معلقه على ذات الجدار -- ورغم هذا ان توجسي يخبرني بأن يومي هذا ليس كباقي الأيام ربما بسبب هذا الرجل الذي مازال يومئ بقبضته مهددا متوعدا منذرا اياي بالويل والثبور -- ينفجر الغضب وكأنه البركان تتطاير عيناه شررا تتساقط الكلمات من فمه كأنها حممٌ ناريةٌ يُلقى بها من قمة جبلٍ شاهق الى وادٍ سحيق -- جمعتُ شتات افكاري حاولت ان افقه مايريد ولكن دون جدوى اهرع الى تلك الحروف التي تتقاطر من فمه اجمعها فربما وجدت ملاذاً بأحدى كلماتها ولكن لا فائدة تُرجى فهذا الرجل لا اعرف كيف يصوغ تلك المفردات وكيف يجعلني اجهل مايريد حتى ذلك الطريق الذي خبرته جيدا ها هي ذي عاصفة هوجاء تلقي برمالها فتضيع معالمه تحت ذلك الركام -- شجرة على جذعها رسمتُ اسم أمرأة ظننت يوما اني احبها هاهي غدت اغصان متكسره وأوراق متناثره -- وفتى يلتقط الأوراق وحين يجمعها يرميها ثانية بفرح طفولي وكأنه يمازح تلك الرياح -- وأفعى تسعى هنا وهناك لتلتقط طيوراً تكسرت اجنحتها بفعل تلك الرياح المجنونه ليس هنالك سوى الرمال لا بل هناك أمرأة تسير وأحمق يسير خلفها يتمعن بتفاصيل جسد تلك المرأه الذي زادته العاصفه وضوحاً أقترب منها حتى لامس كتفه كتفها وهنا امسك بساعدِها فافلتت المرأه نفسها منه وواصلت السير ولكنه اعاد الكرة مرة اخرى هنا نهرته بصوت مسموع وانطلقت الى حيث تبغي ولكن الرجل مسك بساعدِها ثالثة وهنا صمتت بل واقتربت بجسدها منه فالتصق الجسدان وسقطا قرب جدول للوحل واستحالا الى مادة طينية لزجه تكفلت العاصفه بألقاء مالديها من رمال على جسديهما ورويدا رويدا اختفيا تحت تلك الكثبان فما بين احمقين تدثرا بدثار العاصفه وأفعى شُغلت بوليمتِها وفتىٍ يلهو وشجرة فقدت كل ما لديها من جمال ضاع الطريق ايقظني بصراخه وارعبتني تلك السبابه التي كادت تخترق مقلتي فتفاديتها بأن اشحت وجهي بعيداً فهذا الرجل الذي لم اعرفه يوماً يرعد ويزبد لا ادري ان كان محقا ام انه يلقي بكلماته جزافا كل الذي اذكره اني استجمعت شجاعتي وبصعوبة امتدت يدي الى ماسكة للاوراق كانت قريبة مني وحينما قبضت عليها فغر فمه وارتسمت على عينيه حيرة وذهول وقال وهو غير مصدق ( اتستطيع ان تفعلها حقا ) أومأت برأسي اي نعم افعلها ولما لا وهنا رمقني بنظرة جمع فيها التحدي بالسخريه عندها رميت بذلك الثقل الحديدي نحو المرآة المعلقه على الجدار فتطايرت شظايا الزجاج ليغطي كل ارجاء المكتب لقد ادهشني ما صنعت ولكن الذي ادهشني اكثر هو ذلك الطريق فما زال ماثلا للعيان فليس هناك من عاصفة وليس هناك من فتىٍ يرمي بأوراقه عابثاً بل كان ينحني ليشم عطر الورد الذي يصادفه والشجره ما زالت تنعم بوريقاتها واسم أمرأة مازلت اعشقها مكتوب على جذع تلك الشجره والطيور مازالت تحلق بأجنحتها بعيدا عن كل افاعي الارض -- والمرأه هاهي تحث الخطى وتكاد تتلاشى عن النظر من دون ان يلمسها احد والرجل الذي كان يسير خلفها ممسكا بعصا ولم يكن يتمعن بتفاصيل جسدها ولا بأية تفاصيل اخرى فقد كان هذا الرجل رجلاً ضرير وأمام المكتب الصغير ها هي بائعة ورق العنب توشك على الرحيل بعد ان نفذت جل بضاعتها وبائع المناديل مازال يجوب المكاتب ممسكا بمناديله التي عطرها بعطرٍ رخيص ومثل سائر الأيام ها هو يومي هذا يمضي وسيأتي الغد ولكن حتى هذا الغد لن يكون ألا يوم اخر ليس اكثر
|
08-19-2013, 04:49 PM | #3 | ||
المشرفات
|
شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من الابداع من ا بداعاتك الرائعة تحيتي وتقديري لكي وددي قبل ردي .....!! |
||
|
08-21-2013, 10:14 AM | #4 | |
مشرف قسم
|
آشكركـ على هذا الطرح الراقي المميز
الذي بلغ عنان السماء بعنفوانه ورقيه آبداع متواصل وملحوظ من سموك الكريمـ |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|