[] ضَجيج الموت []

على جسر مُهشّم مُحترق ونهاية محتومة
يقف البعض مُستنداً .. ويحبو الآخر مُتشبثاً ..
ويتعلق البعض بحباله مُشدّداً قبضته سقط نصفه الآخر
تتراقص قدماه المُنزلقة عبثاً في الهواء لا يريد الهبوط..!

نوراً خبا.. ونوراً سطع.. ونوراً تحوّل لعتمه..

البحر متشوّق لاحتضان أجسادهم الهزيلة ..
تقفز أمواجه فرحاً لالتقاطهم ..
وتصبّر أسماكه جوع صغارها بوجبة دسمة ستأتيهم قريباً...

يسقط واحداً تلو الآخر فالآخر.. وهناك سقوط بالجملة ..متفرق ومضموم ..
نادمٌ ومحروم.. واعٍ ومجنون.. عالمٌ وجاهل..لا فرق لا فرق..
فالبحر واسع .. والأسماك جائعة .. والجسر أوشك على السقوط عموماً ..
وأولئك المتشبثون .. سيسقطون معه .. مُرغمين .. لا شيء يدوم .. ولا أحد سيبقى

وسط الذهول .. ومن بين تلك الدموع نختلس ابتسامات أم إستفهامات ..
من أولئك الجمع ما أغباهم !.. يُحمّلون أنفسهم بأطنانٍ من الأوهام .. يُثقلون أنفسهم
وتزداد أوزانهم .. سَيَسقطُون حتماً وسيُسقِطون الجسر بأثقالهم .. ألا يعقلون!!


الأخف وزناً هو السعيد .. سيعبُر.. سيجري ويركض .. سيُحلق بعيداً عنهم .. تتلقفه الريح ..
وتحتضنه الغيوم تغسل أحزانه وتُسقيه من صفائها ماءً عذباً زلال ..
وترفعه السماء إليها تُقلّده نجوماً.. ليُشرق في فتنة الظلام مُنيراً كالقمر..