#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
متحد معك في روح قصائدي
![]() ![]() حبيبتي سأظل أكتب إليك وعنك كما كتبت فيك آلاف القصائد , سأكتب إليك وعنك آلاف الرسائل .. لأني أحب أن أتحد معك في جسد خطاباتي مثلما أنا متحد معك في روح قصائدي .. ولأني أحب أن أراك في شعري ونثري معا , فلا تغيبين عن ناظري أينما قلبت صفحات قلبي وأوراق جوانحي .. ولأني مشتاق إلى سماع صدى قلبك وقراءة ما تخطه أناملك الرقيقة ردًا على أحرفي الملتهبة . وكما خلدتك في قصائدي وشعري , سأخلدك في رسائلي ونثري , ليطلع الكون على أروع ملهمة في الحب لشاعر وناثر , ويلقاك العالم في أول سطر من كتاب الحب وديوان الهوى , فلولاك ما كانت الفنون , ولولا فنونك ما كان الجنون , ولولا خداك ما توردت الغصون , ولولا عيناك ما سالت العيون , ولولا حبك العظيم ما كانت حياتي . ولا تؤاخذيني حين سميت بعض رسائلي إليك نثرا , جريا مع المألوف الذي يعرفونه . ولا تؤاخذيهم فهم يجهلون واديك العبقري الساحر يجهلون أن كل سطر أكتبه فيك نثرا , إنما هو عندي أبيات لا تحصى من الشعر الجميل الخالص الباهر , أستلهمها من واديك العبقري الشاعر كلما ضاعت مني الكلمات .. أستخلصها من محيطك الزاخر باللآلئ والجواهر بعدما أغوص فيه حتى الأعماق . حسنا , لقد كتبت لك رسائل كثيرة يا حياتي , وسأظل أكتب إليك وعنك طوال حياتي , ولي أمنيات تعصف بي فوق ساحات هواك . أتمنى لو كنت موسيقيا موهوبا لأخلدك في أروع سيمفونياتي , وأتمنى لو كنت رساما ماهرا لأرسمك في أجمل لوحاتي , ويا ليتني كنت نحاتا خلاقا لأنحت لك تمثالا من صخر الحب الراسخ العتيد . أحببتك من قبل أن تولدي ومن قبل أن أولد أنا .. إنه حب تخلق في رحم الزمان قبل آلاف السنين , كنت أبحث فيه عنك , وأسأل النسمات عنك , وأسأل السماء حين تمطر والعصافير حين تغرد , كنت أسأل عنك الليل والفجر واللؤلؤ في أعماق البحار . ولو أردت الحقيقة أيتها الموجة الرقيقة فاسألي عنها جفون القمر وأهداب النجوم , حيث تجدينني مختبئا فيها فاتحًا ذراعيَّ لكي أحتضن أطيافك حين تأتيني مع حلول المساء . لو تعلمين مقدار شوقي إليك لما تأخرتِ عني طوال تلك السنين وتركت قلبي حائرًا ينتظرك في لهفة العاشق الحالم وبراءة الطفل الوديع الذي ينتظر حنانا من صدر أمه . إنني في انتظارك أرتد معكِ في اليوم آلاف المرات إلى زمن الطفولة البريئة , ألعب معك وألهو بين يديك وأنطلق معك في رحلة عشبية اللون , وردية الأحلام , نحلم سويا بمستقبل حنون وديع , ونعيش واقعا آخر ليس فيه وحوش وذئاب وخفافيش , بل نعيش ـ أنت وأنا ـ واقع البراءة والطفولة والحب الصافي حتى الثمالة . إننا ـ يا صغيرتي ـ لا نعرف التملق والرياء , ولا نستطيع أن نلبس أقنعة مزيفة كما تفعل بعض الذئاب البشرية , لأننا ولدنا ـ أنت وأنا ـ من رحم الحب الطاهر , وما زلنا نتوالد كما تتوالد النجوم في السماء كل مساء . إن أي مكان تحلين فيه تعطرينه بعبيرك الطبيعي الفواح , ويغدو جنة خضراء شديدة الخضرة والنماء , لأنه يستقي من رضاب ثغرك الفياض بالحب ومن ينبوعك المتدفق بالحنان والأمل والحياة الساحرة . بكِ يختلف الواقع مهما كان مؤلمًا ويصير بالنسـبة لي مصدر سعادة وراحة ورضا واطمئنان . بكِ أرى الحاضر مستقبلا وينسلخ الزمان من جلده ويفقد هويته ويصير رهن إشارة من طرف قلبي المعلق بأشجار قلبك . يا أيتها الغالية الحبيبة .. كل المساحات في القرى والمدن تنسى أشكالها الهندسية حين تراك بالقرب منها , فكيف إذا حللت فيها وبسطت عليها فستانك الحريري ومسحت على خدودها بمنديلك الرقيق العاطر ؟! إنها إذن تحس بوقع الحنان وخطواته وتعرف نشوة الحلول , بل تذوق الشهد وتسكر من مذاقه , وتشتاق لتكرار الزيارة والاقتراب .. زيارة الملكة الفاتنة لأي جزء من أجزائها . فحيثما تحلين ـ أيتها الملكة ـ يحل الربيع وتجري الأنهار , ويهرب الأعداء ويخذل الحساد , ويصمت الواشون , وتنقطع ألسنة الكذب والسوء والنميمة , وتتكشف الأقنعة المزيفة , فلا يبقى ذو وجهين في بلاطك العامر بالحب والإخلاص والكلمة الطيبة التي تصعد إلى السماء وتتصل بالملأ الأعلى ويرضى عنها فاطر الكون العجيب . تحياتي
![]()
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|