ليتَ الأرواحَ تُهدَى لَـ أهديتُكَ رُوحي المسكُونةُ بكَ

ليتَ الأرواحَ تُهدَى لَـ أهديتُكَ رُوحي المسكُونةُ بكَ
المغمُورةُ بِـ حنانكَ وعطفكِ والمُستمدّة نبضها منْكَ
يا نابضاً بِـ ضلْعيَ الأيسَرْ حدّ زعزعَة النّبضْ
وتحريكَ جريانْ الدّمّ حدّ ارتِفاعْ الضّغطْ
أعتَرفُ لكَ وبِـ ملئ قوايَ العَقليَة والنّفْسيَة
أنّكَ مغمُورٌ بي حدّ الرّشقَة بينَ المَوكبينْ
أنتَ حكايَاتَ المسَاءْ ورويَاتَ الصّباحْ
أنتَ قطراتَ النّدى الهادئَة وقتَ الفجَرْ
أنتَ الصّورة المُركبةُ على بَصريْ
حتّى أصبحتُ أراكَ في كُلّ حالاتي وأشيائي
يَظهرُ رَسمُكَ بِـ فنْجانِ قَهوَتي
فأرتَشفُه بِـ سُرعَة مُعتقدةً أنّك تقعُ أسقلَ الفنْجانْ
وما إنْ أنتَهي منْ شُربِها حتّى تظهرَ أمامي
بِـ كاملِ بنيتكَ وقامتكَ ..!
مجنُونةٌ أنا أليسَ كذلكَ ..!
لكنّي مهوُوسةٌ بِكَ كَمنْ أضاعَتْ عناوينَها
ولمْ يبْقى لها سِوى عنوانٌ واحدْ مرسُومٌ بِـ خارِطتها
إنْ أضاعتْهُ تضيعُ بِها الطّرقاتْ وتتُوه خُطواتَها
مُتعلّقةٌ بِكَ تعلّقَ الطّفلَة بِـ أبيها وأمّها
قريبةٌ منْكَ قُربَ الفتاةِ منْ أختِها وأخيها
مُحتميةً بِكَ كَ جدارٍ ناري منْ هولِ الحياة يَحميها
أنا يا أميري أدمنتُكَ كَ إدمانكَ لِـ سِجارتكَ
التي لا تُفارقُ شَفتيكَ لكنْ الفرقُ بينَنا
أنتَ رُبّما يوماً تُقلِعُ عنها لكنّ إدماني عليكَ
يصْعُبُ الإقلاعُ عنهُ إلاّ إنْ انتَهتْ الحياة
ووَارى جُثمانيَ التّرابْ ..
يُوشوشٌني ضِلْعي الأيسَرْ قائلاً هلُمّي ابحَثي عنْهُ
اسْتَجدي منهُ الحياة دَعيه يتنفسُكِ بِلا توقّفْ
ويُعيدُ عِطرَهُ إلى أنفاسكِ مُجدّداً
حتّى يَستَقرَ النّبضْ ويتوازَى مسيرُ الدّمّ
وتعتَدلَ الأجواءْ داخلَ الشّريانْ
أحبّكَ بينَ كُلّ شَهقةٍ وزفْرَة مائَة مرّة
.
نبضٌ مُباشرْ دائماً
::
|
|