#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]() ![]() في حديث عظيم من جوامع الكلم , بيّن النبي ![]() وأمارة من أمارات حسن الإسلام , ليزن العبد بها نفسه , ويعرف مدى قربه أو بعده عن الطريق المستقيم , والحديث رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ![]() فهذا الحديث قد جمع معانٍ عظيمة لا غنى للمسلم عن فهمها وامتثالها، وهو أصل عظيم من أصول الأدب , ولذا عدَّه بعض أهل العلم ثلث الإسلام أو ربعه , وذكر ابن القيم رحمه الله أن النبي ![]() فهو يضع للعبد قاعدة عظيمة فيما يأتي وما يدع، وفيه تنبيه على الركن الأول في تزكية النفس وتربيتها، وهو جانب التخلية بترك ما لا يعني، الذي يلزم منه الركن الثاني وهو التحلية بالانشغال بما يعني. الناس قسمان: فقد بين النبي ![]() فمن قام بالإسلام ظاهراً وباطناً فهو المحسن الذي قال الله فيه: {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا} (النساء 125) , ومن لم يقم به ظاهرا وباطنا فهو المسيء , ومن علامات حسن الإسلام انشغالُ المرء بما يعنيه وتركُه ما لا يعنيه , ومفهوم الحديث: أن انشغال الإنسان بما لا يعنيه من علامات سوء إسلامه. ومما يدل على معنى الحديث , أن الله وصف الله المؤمنين بالإعراض عن اللغو في غير ما آية من كتابه قال سبحانه: {والذين هم عن اللغو معرضون} (المؤمنون 3) . واللغو هو الباطل , ويشمل الشرك والمعاصي وكل ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال والاهتمامات , ومن اللغو الاشتغال بما لا يعني من أمور الناس. وقد جاءت الأحاديث بفضل منزلة حسن الإسلام، ومن ذلك ماجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ![]() فقوله ![]() والضابط في معرفة ما يعني الإنسان مما لا يعنيه هو الشرع , وليس الهوى , فإن كثيرا من الناس قد يحلو له أن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , بدعوى أن ذلك من التدخل في خصوصيات الآخرين. وأن ذلك مما لا يعني الإنسان , وقد يستدل بهذا الحديث على فهمه السيئ , وهذا من الخطأ واختلاط المفاهيم في هذه القضية , روى أبو داود أن أبا بكر رضي الله عنه قام في الناس خطيبا , فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} (المائدة 105) , وإنا سمعنا النبي ![]() وفي رواية: وإني سمعت رسول الله ![]() فهذا الحديث معيار وعلامة يُعرف بها حسن الإسلام من ضده، وأسباب كل منهما , وتزداد الحاجة لفهم هذا الحديث والعمل بمقتضاه في زمن تزاحمت فيه الواجبات، واختلطت فيه الأولويات، فكانت الخطوة الأولى , هي تركيز الاهتمام فيما ينفع، وترك كل ما لا يعني، وهو ملحظ تربوي مهم , ينبغي أن يراعيه العبد في تربية نفسه والآخرين.
الموضوع الأصلي :
من حسن إسلام المرء.. تركه ما لا يعنيه
-||-
المصدر :
منتديات حبة حب
-||-
الكاتب :
معانى الورد
![]()
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|