عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-27-2012, 10:32 AM
مشرف قسم
أسد العرب غير متواجد حالياً
Egypt     Male
لوني المفضل Darkblue
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 فترة الأقامة : 4673 يوم
 أخر زيارة : 03-01-2018 (05:28 PM)
 العمر : 33
 المشاركات : 2,206 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مشاهير النساء العُزَّاب



مريم بنت عمران.

هي العذراء البتول، أم المسيح عليه السلام، الزاهدة العابدة. خادمة عِبَاد الله في بيت المقدس، لُقِّبَتْ بذلك لأن أمها نذرت ما في بطنها لله. وقد اختلف العلماء في نبوتها على قولين...
«هي المحفوظة من الشيطان منذ البدء: «وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم». [سورة آل عمران : 36]
وهي المكرّمة بكرامة الله: «كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب». [سورة آل عمران : 37] .
- وهي الطاهرة المصطفاة على نساء العالمين: «وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين» . [سورة آل عمران : 42].
وهي القانتة الساجدة الراكعة: «يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين». [سورة آل عمران : 43]
- وهي الصديقة: «ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة». [سورة آل عمران : 75].
- وهي المُبشَّرَة بالمولود العظيم الوجيه: «وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين». [سورة آل عمران : ].
- وهي آية للعالمين:«وجعلناها وابنها آية للعالمين». [سورة الأنبياء : 91] «وجعلنا ابن مريم وأمه آية» [سورة المؤمنون: 50]
- وهي الصديقة: «وأمه صديقة» .[سورة آل عمران : 75].
- وهي العذراء الطاهرة التي لم تتزوج -قط- ولم يمسسها بشر أبدًا: «.. قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيًا ». [سورة مريم : 20]
- وهي المرفوع ذكرها في القرآن: «واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا». [سورة مريم : 16] .
ولما كان القرآن يُصدِّق بعضه بعضًا، فإن مريم قد ذكرت في القرآن: ذِكرًا حَسنًا.
مرة: طاهرة مطهّرة، بريئة مُبرّأة، مصونة معصومة في حمْلها وولادتها، لم يمسسها بشر. وإنما جعل الله حملها وولادتها معجزة من عنده، وهو الغالب على أمره جل ثناؤه. ولقد رفع الله قدر المرأة -كنوع- برفْع قدر مريم بنت عمران».(1)
نشأتها:
«كان نبي الله زكريا وعمران بن ساهم متزوجين بأختين:
إحداهما: عند زكريا وهي «الْيصابات بنت فاقود أم يحيى.
والأخرى: عند عمران وهي حنة بنت فاقود أم مريم.
وكان قد أمسك عن حنة الولد حتى [يَئِسَتْ] وعجزتْ, وكانوا أهل بيت بمكان، فبينما هي في ظل شجرة إذ نظرت طائرًا يُطْعِمُ فَرْخًا(2) فتحركت عند ذلك شهوتها للولد, ودعت الله تعالى أن يهب لها ولدًا وقد نذرت على نفسها إنْ رزقها الله بولد تتصدق به على البيت المقدس, فيكون من خَدَمَته, ورُهبانه, فتقبل الله دعاءها وحملت بمريم، فحرَّرتْ ما في بطنها.
ولكن لم تعلم ما هو؟ فقالت: رب إني نذرت لك ما في بطني محررا عن الدنيا وأشغالها خالصًا لك وخادمًا لبيتك المقدس.
فقال لها زوجها: ويحك, ماذا صنعت إنْ كان في بطنك أنثى لا تصلح لذلك، فلما أتمت مدة حملها وضعت جارية فقالت: ربي إني وضعتها أنثى ـ والله أعلم بما وضعت ـ وليس الذكر كالأنثى في خدمة بيتك المقدس، وإني سميتها مريم.
صفاتـــها
وكانت مريم أجمل النساء وأفضلهن وأحسنهن, وأنبتها الله نباتًا حسنًا. وكانت أخذتها أمها ولفَّتْها في خِرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتْها عند الأحبار، كما نذرتْ على نفسها وقالت لهم: دونكم هذه النذيرة. فتنافس فيها الأحبار وكُلٌّ منهم أراد أخْذَها وقال لهم زكريا - وكان أكبرهم -: أنا أحق بها منكم؛ لأن عندي خالتها.
فقالت له الأحبار: لا نفعل ذلك ولا نسلمها إليك، ولكن نقْترع(3) عليها ومن خرج سهمه أخذها، فاقترعوا فطلعت من سهم زكريا, فأخذها وكفَلها وضمها إلى خالتها أم يحيى، واسترضعتْ منها حتى بلغت مبالغ النساء، وبنى لها محرابًا في المسجد، وجعل بابه مرتفعًا لا يُرْتَقَى إليها إلا بسُلَّم فلا يصعد إليها غيره, وكان يأتيها بطعامها وشرابها في كل يوم، وكان إذا خرج من عندها أغلق بابها فإذا دخل عليها وجد عندها رزقًا -أي فاكهة- فيقول لها: من أين أتى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله.
فلما ضعف زكريا عن حِمْلِها خرج إلى قومه وقال لهم: إني كبرت وضعفت عن حِمْل ابنة عمران فأيكم يكفلها بعدي ويقوم بأداء خدمتها كما كنت أفعل بها؟
فقالوا: لقد جهدنا وأصابنا من الجهد ما ترى فلم نجد من يحملها، فتقارعوا عليها بالسهام فخرجت سهم رجل صالح نَجَّار يقال له: يوسف بن يعقوب بن ناثان، وكان ابن عمها، فتكفل بها وحملها، فقالت له مريم: يا يوسف, أحسن الظن بالله سيرزقنا من حيث لا نحتسب، فجعل يوسف يرزقه الله برزق حسن ويأتي كل يوم لها بما بصلحها من كسْبِه فيدخل إليها زكريا فيرى عندها فضْلا من الرزق، فتقول له: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
بـِشارَتُها بعيسى عليه السلام
فلما بلغتْ من العمر خمس عشرة سنة وهي إذ ذاك في خدمة البيت المقدس, وكان اعتراهم يوم شديد الحر نفد فيه ماؤها، فأخذت قلتها وانطلقت إلى العيْن التي فيها الماء لتملأها منها.
فلما أنْ أتتْ إلى العين وجدتْ عندها جبريل قد مثَّله الله بشرًا سويًا، فقال لها: يا مريم, إن الله بعثني إليك لأهب لك غلامًا زكيًا. قالت: أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيًا. قال لها: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلامًا زكيًا. قالت: أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيًا؟ قال: كذلك قال ربك هو على هَيِّنٌ.
فلما قال لها ذلك استسلمت لقضاء الله فنفخ جبريل في جَيْبْ دِرْعِها وكانت وضعتْه إليه.
فلما انصرف عنها لبستْ درعها فحملتْ بعيسى بإذن الله, ثم ملأتْ قُلَّتَها وانصرفت إلى مسجدها, فلما ظهر عليها حمْلها كان أول من أنكر عليها ذلك ابنُ عمها يوسف النجار، واستعظم ذلك الأمر، ولم يدْرِ ماذا يصنع, وكلما أراد أن يتهمها ذكر صلاحها وعبادتها وبراءتها وأنها لم تغب عنه ساعة واحدة، فلما اشتد ذلك عليه وأعياه الأمر كلَّمها وقال لها: إنه قد وقع في نفسي مِنْ أمْرِك شيء، وقد حرصتُ على أن أكتمه فغلبني ذلك ورأيت أن الكلام فيه أشفى لصدري. فقالت له: قل قولًا جميلًا.
قال لها: أخبريني يا مريم هل نبَت زرْع من غير بِذْر؟ قالت: نعم. قال: هل نبتت شجرة من غير غَيْث؟ قالت: نعم. قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟
قالت: نعم, ألم تعلم أن الله عز وجل أنبت الزرع يوم خلقه من غير بذر, والبذر يكون من الزرع الذي أنبته من غير بذر، ألم تعلم أن الله عز وجل أنبت الشجر من غير غيث وبالقدرة جعل الغيث حياة الشجر بعدما خلق كل واحد منهما على حِدَته. أوَ تقول: إن الله لا يقدر أن ينبت شجرًا حتى استعان بالماء, ولولا ذلك لم يقدر على إنباته؟ فقال لها يوسف: نعم, إن الله قادر على كل شيء، وقادر على أن يقول للشيء: كن فيكون. فقالت له مريم: ألم تعلم أن الله خلق آدم وامرأته من غير ذكر ولا أنثى؟ قال: بلى.
فلما قالت له ذلك وقع في نفسه أن الذي بها من أمر الله، وأنه لا يسعه أن يسألها عنه وذلك لِمَا رأى من كتمانها لذلك, ثم تولى خدمة المسجد وكفاها كل عمل كانت تعمل فيه لِمَا رأى من رِقة جسمها واصفرار لونها وضعف قوتها.
فلمَّا ثقل حمْلُها ودنتْ ولادتها خرجت من المسجد على بيت خالتها لتلد فيه.
ولما أقامت في بيت خالتها أوحى الله إليها: إنك إنْ ولدتِ بجهة قومك قتلوك أنت وولدك فاخرجي من عندهم. فأخذها يوسف النجار ابنُ عمها وخرج بها هاربًا وقد حملها على حمار حتى أتى قريبًا من أرض مصر أدركها النِّفاس فألجأها إلى أصْل نخلة، وهي في موضع يقال له بيت لحم. قال: فلما اشتد الأمر بمريم تضرعتْ على ربها وقالت: يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًا، فنُودِيَتْ أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سَريَّا، وهُزِّي إليك بجذع النخلة تسقط عليك رُطَبًا جنيًا.
فلما ولدت ونزل الغلام من بطنها ناداها وكلمها من تحتها بإذن الله تعالى. وقد أجرى الله لها نهرًا من ماء عذب بارد، ولَمَّا يسر الله لها أسباب ولادتها رجعتْ به إلى قومها وكانت قد غابت عنهم أربعين يومًا، فكلمها عيسى في الطريق فقال: يا أماه أبشري فإني عبد الله, فلما دخلتْ على أهلها ومعها الصبي بكوا وحزنوا وقالوا: يا مريم لقد جئت شيئًا فَرِيًّا، يا أخت هارون ما كان أبوك امْرَأ سُوءٍ وما كانت أمك بَغِيًّا. فمن أين لك هذا الولد؟
فأشارت لهم مريم إلى الصبي أنْ كلِّموه. فغضبوا وقالوا: كيف نكلم من كان في المهد صبيًّا؟ فقال عند ذلك الصبي وهو ابن أربعين يومًا: إني عبد الله آتاني الكتب وجعلني نبيًا، وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمتُ حيًا، وبَرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا، والسلام عليَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا.
لجوئها لـمصر:
فلما شاع خبره بين قومه أراد "هيردوس" ملكهم أن يهِمَّ بقتله، فأخذهما يوسف النجار وهرب إلى مصر, فأقامت مريم بمصر اثنتي عشرة سنة تغزل الكتان وتلتقط السنبل في أثَر الحاصدين إلى أن بلغها أن «هيردوس» الملك قد مات، فرجعت هي وابن عمها يوسف النجار إلى أن أتوا إلى جبل يقال له: الناصرة، فسكنوا فيه إلى أن بلغ ولدها من العمر ثلاثين سنة, ثم خرجوا إلى قومهم. وقيل: إن وفاتها قبل رَفْعِ ولدها عيسى -عليه السلام- بست سنين»(4).

 

الموضوع الأصلي : مشاهير النساء العُزَّاب     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : أسد العرب



 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس