عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2012, 10:36 AM   #3
مشرف قسم


أسد العرب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 العمر : 33
 أخر زيارة : 03-01-2018 (05:28 PM)
 المشاركات : 2,206 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



3-أم شَرِيك الدوسية (القرن الهجري الأول)
كانت النساء يَصْبِرْنَ على البلاء ..نعم كُنَّ يصبرِنَ على العذاب الشديد ... والكَيِّ بالحديد وفِراق الزوج والأولاد ...يصْبِرْنَ على ذلك كله حبًا للدين ... وتعظيمًا لرب العالمين ...لا تتنازل إحداهن عن شيء من دينها ... ولا تهتك حجابها ... ولا تُدَنِّس شرفها… ولو كان ثمنُ ذلك حياتها … نساء خالدات ... تعيش إحداهن لقضية واحدة ... كيف تخدم الإسلام ... تبذل للدين مالها ... ووقتها ... بل وروحها ... حمَلْنَ هَمَّ الدين ... وحقَّقْنَ اليقين ...
أسلمتْ مع أول من أسلم في مكة البلد الأمين ... فلما رأتْ تمكُّن الكافرين ... وضعْفَ المؤمنين ...حملتْ همَّ الدعوة إلى الدين ... فَقَوِيَ إيمانُها ... وارتفع شأن ربها عندها ... ثم جعلت تدخل على نساء قريش سِرًا فتدعوهن إلى الإسلام ... وتحذرهن من عبادة الأصنام ...حتى ظهر أمرها لكفار مكة ... فاشتد غضبهم عليها ... ولم تكن قرشية يمنعها قومها.
فأخذها الكفار وقالوا: لولا أن قومك حلفاء لنا لفعلنا بك وفعلنا.. لكنا نُخْرِجُكِ من مكة إلى قومك .. ثم حملوها على بعير .. ولم يجعلوها تحتها رَحْلا ... ولا كساءً ... تعذيبًا لها .
ثم ساروا بها ثلاثة أيام... لا يطعمونها ولا يسقونها.. حتى كادت أن تهلك ظمئًا وجوعًا.
وكانوا من حقدهم عليها... إذا نزلوا منزلا أوثقوها، ثم ألقوها تحت حَرِّ الشمس واستظلوا هم تحت الشجر.
وبينما هم في طريقهم ... نزلوا منزلًا ... وأنزلوها من على البعير ... وأوثقوها في الشمس ...فاسْتَسْقتهم فلم يسقوها.
فبينما هي تتلمَّظ عطشًا ... إذا بشيء بارد على صدرها… فتناولته بيدها فإذا هو دِلْو من ماء.
شربت منه قليلا ... ثم نزع منها فرُفع ... ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رُفع ... ثم عاد فتناولته ثم رُفِعَ مرارًا .
فشربت حتى رويَتْ ... ثم أفاضتْ منه على جسدها وثيابها ... فلما استيقظ الكفار ... وأرادوا الارتحال ... أقبلوا إليها ... فإذا هم بأثر الماء على جسدها وثيابها .
ورأوها في هيئة حسنة ... فعجبوا ... كيف وصلت إلى الماء وهي مُقيَّدة ؟
فقالوا لها : حلَلَتِ قيودَك ... فأخَذْتِ سِقائنا فشَرِبتِ منه ؟
فقالت : لا والله ... ولكنه نزل عليَّ دِلْو من السماء فشربتُ حتى رويتُ ... فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا : لئن كانت صادقة لدِينُها خيرٌ من ديننا ... فتفقدوا قِرَبَهم وأسْقِيَتهم ... فوجدوها كما تركوها ... فأسلموا عند ذلك كلهم ... وأطلقوها من عِقالِها وأحسنوا إليها.
أسلموا كلهم بسبب صبرها وثباتها ... وتأتي أم شريك يوم القيامة وفي صحيفتها رجال ونساء ... أسلموا على يدها» ) (1)
قال الواقدي حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَتْ أُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَإِنَّهَا وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ فَلَمْ يَقْبَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ فَلَمْ تَتَزَوَّجْ حَتَّى مَاتَتْ»(2)
وقال الإمام الشعبي في تفسير قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51] قَالَ: «كُلُّ نِسَاءٍ وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلم- فَدَخَلَ بَعْضَهُنَّ وَأَرْجَأَ بَعْضًا فَلَمْ يَنْكِحْنَ بَعْدَهُ، مِنْهُنَّ أُمُّ شَرِيكٍ»(3)
وقال الإمام عِكْرِمَةَ فِي تفسير قوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50] ، قَالَ: «هِيَ أُمُّ شَرِيكٍ الدَّوْسِيَّةُ»(4)
ورُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: « وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة وهي إحدى نساء قريش ثم إحدى بني عامر بن لؤي، فأسلَمَتْ، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سِرًّا فتدعوهن وتُرَغِّبهن في الإسلام، حتى ظهر أمرها لأهل مكة فأخذوها وقالوا لها: لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا ولكنا سنردك إليهم.
قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء مُوطَّأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثا لا يطعموني ولا يسقوني!
قالت: فما أتت عليَّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، فنزلوا منزلا وكانوا إذا نزلوا أوثقوني في الشمس واستظلوا وحبَسوا عني الطعام والشراب حتى يرتحلوا. فبينما أنا كذلك إذ أنا بأثر شيء على بَرْد منه، ثم رُفِعَ ثم عاد فتناولتْه فإذا هو دِلْو ماء فشربتُ منه قليلا ثم نزَع مني ثم عاد فتناولتُه فشربتُ منه قليلا، ثم رُفِع ثم عاد أيضا ثم رُفِع.
فصنع ذلك مرارا حتى رويتُ، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي، فلما استيقظوا فإذا هم بأثَر الماء، ورأوني حسنة الهيئة فقالوا لي: انْحللَتِ فأخذتِ سِقاءنا فشربتِ منه؟ فقلت: لا والله ما فعلتُ ذلك. كان من الأمر كذا وكذا.
فقالوا: لئن كنتِ صادقة فدِينُك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها، وأسلموا بعد ذلك»(5)


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس