منتديات حـــبة حــب - عرض مشاركة واحدة

مصطفى منصور · #1 01-08-2013, 01:36 PM

جاءفى كُتبِ المناقب أن عابداً من بنى إسرائيل

أَلْزَمَ نفسه بطاعة الله واختار غاراًيتعبد فيه وقد

يَسَّرَالله له من يحمل إليه كل يومٍ ثلاثةَ أَرْغِفَةٍ

ليُقيتَ بها بطنه ،ومكث الحال على ذلك طويلاً.وفى

يومٍ من الأيام أراد الله أن يختبرقوة إيمانه وصِدق

يَقِينِه.فقطع عنه رزقه وانتظرالرجل مايأتيه من

طعام فلم يأت إليه شئ حتى عَضَّهُ الجوع وأضناه

التعب،فتخلى عن عبادته وخرج من غاره ومشى

إلى قريةٍ قريبة منه حتى وقف على باب رجل

نَصْرَانى وجعل يسأله طعاماً فأعطاه النصرانى

ثلاثة أرغفة فأخذها وانصرف راجعاً إلى غاره

فَتَبِعَهُ كلب الرجل النصرانى وجعل ينبح عليه حتى

كاديَفْتِكُ به ولم يجد لذلك سبيلاً إلى الخلاص منه

إلا أن يدفع إليه رغيفاً مِمَّامعه فأكله الكلب وتَبِعَهُ

ومازال به حتى رمى برغيف آخرفأكله،ولم يترك

العابدحتى رمى إليه بالرغيف الثالث،وظن أنه

سيتركه لشأنه ولكن الكلب مازال يتبعه ويحاول

إيذاءه،فقال له العابد:ياقليل الحياء قدأخذت من

بيت صاحبك ثلاثة أرغفة وقدرميتُ بهاكلها إليك

فماالذى تريده منى بعدذلك؟قالوا فأنطق الله الكلب

فاجابه قائلا:ياهذا.منذثلاث سنين

وأناعندهذاالرجل أُلازمُ غَنَمَهُ وأَحْرُسُ دَارَهُ

،يُشبعنى يوماًويُجيعنى أياماً فما فكرتُ ساعةً أن

أترك بابه إلى باب غيره ،أماأنت فقدأجاعك الله

يوماًواحداًليختبرإخلاصك ويقينك فانصرفت عن

بابه إلى باب غيره فأنت أقلُّ حياءً،فصُعق الرجل

من قوله وأدرك أنها محنةٌ من الله لم يَثْبُتْ قلبه لها

ولم يصحبه الإخلاص فيها،فلماأفاق من غشيته

ندم على ماكان منه وجددعهده مع الله ألايترك

بابه وإن هجمت عليه الكوارث أوانتابته الخطوب

والملمات.