عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2012, 10:50 AM   #5
مشرف قسم


أسد العرب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 العمر : 33
 أخر زيارة : 03-01-2018 (05:28 PM)
 المشاركات : 2,206 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



5-جَمِيلة الحَمْدانية
(000 - 371 هـ = 000 - 981 م)

هي امرأة فاضلة، وسيدة عاقلة، عُرفت بالزهد والعبادة والتعفف، وأفعال البِّرِّ والخيرات.
وكانت آية في الكَرَم والجُود والسخاء. حتى ضرب الناس بها الأمثال في ذلك.
ثم جار عليها الزمان فيمن جار، ودارتْ عليها نوائب الأيام بكئوس المَرَار!
اسمها ونسبها
هي جميلة بنت ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان صاحب الموصل: إحدى شهيرات النساء في الكرم والعقل والجمال. لم تتزوج أنَفَة مِنْ أن يتحكم بها الزوج.
كانت من أزهد الناس وأعبدهم وأجراهم دمعة؛ فكانت تقوم نافلة الليل، وتسمع العظات وتكثر الصدقات. كما قال بعض من ترجمها من المؤرخين(1)
و«كانت جميلة من أشرف نساء زمانها، تُكرِّم العلماء وتُعظِّم الفضلاء»(2)
مآثرها في البِرِّ والسخاء
كانت هذه المرأة في الكرم والجود والسخاء منعدمة النظير، حتى كان يُضْرَب بها المثل في أفعال البر.
فـــ «في سنة ثلاثمائة وست وستين حجَّتْ جميلة بنت ناصر الدولة، وكانت معها أربعمائة مَحْمَل على لون واحد، ولما رأت البيت الحرام نثرتْ عليه عشرة آلاف دينار، وكسَتْ المجاورين بالحرميْن.
وأنفقت أموالا عظيمة، والذي أنفقته في حجها ألف ألف وخمسمائة ألف دينار، وزوَّجَتْ كل عَلَوي وعَلَوية بالحرميْن، وسَقتْ أهل عرفة كلهم السُّوَيْق(3) والسُّكَّر حملتْه معها، وحملت معها البُقول مزروعة في مراكن(4) الخشب، وأعدت للفقراء خمسمائة بعير، تحملهم عليها في الطريق، ولم تُوقِد في الحرم مدة إقامتها إلا بشمْع العنْبر وأعتقت بمكة ثلاثمائة عبد ومائتي جارية، وأغْنَتْ جميع الفقراء المجاورين. »(5)
« وكان معها عشرة آلاف جمل وألف عجول، ويقال: إن الذي أنفقته في هذه الحجة ألف ألف دينار ومائة وخمسون ألف دينار»(6)
نهايتها الـمُفْجِعة
قال أبو منصور الثعالبي:
«خَلَعتْ على طبقات الناس خمسين ألف ثوب، ثم ضرب الدهر ضَرَباته(7)، واستولى عَضُدُ الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها، حتى أفضتْ بها الحال إلى كلّ قِلّة وذِلّة، وتكشّفت عن فقر مُدْقِع(8).
وقد كان السلطان البويهي عَضُد الدولة خطبها، فامتنعت ترفُّعًا عليه، فحقد عليها، وما زال يعتسَّف بها حتى عَرَّاها وهتكها(9)، ثم ألزمها أنْ تختلف إلى دار القُحَاب (10)، فتتكسَّب ما تؤدّيه في المصادرة(11)، فلما ضاق بها الأمر غَرَّقَتّ نفسها في دِجْلَة(12) فلا قوة إلا بالله»(13) .
وقال الحافظ الذهبي:
« ولقد خطبها السلطان عضد الدولة، فأبَتْ فحنق لذلك، ثم تمكن منها، فأفقرها وعذبها، ثم ألزمها أن تقعد في الحانة لتحصل من الفاحشة ما تُؤدي، فمرَّتْ مع الأعوان، فقذفت نفسها في دجلة، فغرقت، عفا الله عنها»(14).
قلت: لكن ذكر صاحب: « الروضة الفيحاء في تواريخ النساء» أن عضد الدولة هو الذي ألقاها في نهر دجلة حتى لفظت فيه أنفاسها!
وهذا هو الأقرب إلى حالها إن شاء الله، فيبعد على تلك العابدة أن تقتل نفسها بيديها وهي تعلم ما أعدَّه الله لقاتل نفسه!
وكيف تموت منتحرة وهي التي ذكروا عنها أنها كانت من أزهد الناس وأعبدهم وأجْراهم دمعة؛ فكانت تقوم نافلة الليل، وتسمع العِظات وتُكْثِر الصدقات؟!
وقد تألَّمتُ لخاتمة تلك المرأة الشريفة، وما انتهى إليه حالها بعد العزِّ والمَنَعَة والوقار!
فيا سبحان الله، بعد ما كانت فيه تلك الفاضلة من النعيم وألوان اللذات المباحة ينتكس بها الزمان لتعيش مُشرَّدة رة تتسكَّع الطرقات والأزِّقَّة بحثًا عن لقمة تسد بها جوْعتها، ودرهمٍ تؤديه لسيدها؟
أبعد تدَلُّلِها عن الخُطَّاب وراغبي وِصالها من الأشراف والملوك والأمراء يكون عاقبة أمرها أن تَبِيتَ في الحانات ومواخير الفجور بين جماعة من النسوة ممن يأكلن من بَيْع أجسادهن لمن يرغب ويطلب؟
أبعد تَقَلُّبها على الدِّيباج والحرير يكون مصيرها التقلبَ غَرقًا بين أمواج نهر دجلة!؟
غفر الله لها وجزاها بالإحسان إحسانًا، وبالإساءة عفوًا ومغفرة ورضوانًا.


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس