عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2012, 10:33 AM   #2
مشرف قسم


أسد العرب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 العمر : 33
 أخر زيارة : 03-01-2018 (05:28 PM)
 المشاركات : 2,206 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



2
هـيـبـاتـيـــــا

أول عالمة وفيلسوفة مصرية عرفها التاريخ. إنها الفيلسوفة المصرية هيباشيا ابنة ثيون أستاذ الرياضيات فى متحف الإسكندرية، وآخر عظيم من عظمائها سُجِّلَ بلوحة الخالدين.
جاء بدائرة المعارف البريطانية عنها: «فيلسوفة مصرية وعالمة في الرياضيات، ولِدَتْ بالإسكندرية عام (380مـ) وماتت بها في مارس(415مـ) وكانت المرأة الأولى التي لمعت في ميدان الرياضيات والفلسفة، وأول عالمة بها».
حــياتــــــــها:
كانت أظرف شخصية في علوم ذلك العصر، ولمعت كفيلسوفة وعالمة في الرياضيات، وكان والدها ثيون Theon هو آخر من سُجِّلَتْ أسماؤهم في سجل أساتذة متحف الإسكندرية الذي كان إما ملاصقًا لمكتبة الإسكندرية أو بداخلها. وقد كتب شرحا لكتاب Syntaxis لبطليموس أقرّ فيه لما كان لابنته من نصيب في تأليفه.
ويقول سويداس: إن هيباتيا كتبتْ شروحًا لكتاب القوانين الفلكية لبطليموس، وكتاب المخروطات لأپولونيوس البرجي، ولكن مؤلفاتها كلها لم يبق منها شيء.
ثم انتقلت من الرياضيات إلى الفلسفة، وسلكت في بحوثها على هَدْي أفلاطون، وتفوقت على جميع فلاسفة زمانها (على حد قول سقراط الدارس المؤرخ المسيحي).
ولمَّا عُيِّنَتْ أستاذة للفلسفة في متحف الإسكندرية هُرع لسماع محاضراتها عدد كبير من الناس من شتى الأقطار النائية. وهامَ بعض الطلاب بحبها، ولكن يبدو أنها لم تتزوج قط.
وقد بلغ من حبها للفلسفة أنها كانت تقف في الشوارع وتشرح لكل من يسألها النُّقَط الصعبة في كتب أفلاطون أو أرسطو، ويقول سقراط المُؤرخ: «إنه قد بلغ من رباطة جأشها ودماثة أخلاقها الناشِئتين من عقلها المهذَّب المثقَّف: أنها كانت في كثير من الأحيان تقف أمام قُضاة المدينة وحُكَّامها دون أن تفقد - وهي في حضرة الرجال - مسلَكها المتواضع المهيب الذي امتازت به عن غيرها، والذي أكسبها احترام الناس جميعًا وإعجابهم بها.
قتيلة العلم:
لكن هذا الإعجاب لم يكن في واقع الأمر يشمل الناس جميعًا، فما من شك في أن مَسيحييِّ الإسكندرية كانوا يضيقون بها، لأنها لم تكن كافرة فاتنة فحسب، بل كانت إلى ذلك صديقة وَفِيَّة لأرستيز حاكم المدينة الوثني.
وما إنْ حرَّض كيرلس الأول (سيريل) بطريرك الكنيسة القبطية بالإسكندرية - أتباعَه الرهبان على طرد اليهود من الإسكندرية أرسل أرستيز إلى ثيودوسيوس الثاني تقريرًا عن الحادث بعيدًا عن النزاهة بُعْدًا استاء منه كبير الأساقفة ورجاله أشد الاستياء. وقذف بعض الرهبان الحاكم بالحجارة، فأمر بالقبض على زعيم الفتنة وتعذيبه حتى مات (415م).
واتَّهم أنصار كيرلس هيباتيا بأنها صاحبة السلطان الأكبر على أرستيز، وقالوا: إنها هي وحدها التي تحول دون الاتفاق بين الحاكم والبطريق.
مقتلها
وفي ذات يوم من شهر مارس سنة 415م هجم عليها جماعة من المتعصبين يتزعمهم «قارئ» أي كاتب صغير من موظفي سيريل، اسمه پيتر، وأنزلوها من عربتها، وجرُّوها إلى إحدى الكنائس، وجردوها من ملابسها، وأخذوا يرجمونها بقطع القرميد(1) حتى قضوا على حياتها، ثم قطعوا جسمها إِرَبًا، ودفنوا ما بقيَ منها في [مكان] وحشي شنيع. ولم يُعاقَب أحدٌ من المجرمين، واكتفى الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني بأن قيَّد حرية الرهبان في الظهور أمام الجماهير، وبذلك كان انتصار كيرلس انتصارًا كاملا »(2).
وكانت هيباتيا هذه أُولى قِتِيلات الحكمة والفلسفة على مدى العصور والدهور، وصاحبة أبشع موتة لم يَسْبِق لها مثيل ...


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس