عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2011, 06:12 AM   #15
حبيب نشيط


الصورة الرمزية ممدوح الدوس
ممدوح الدوس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 55
 تاريخ التسجيل :  Nov 2011
 أخر زيارة : 11-05-2011 (11:46 AM)
 المشاركات : 178 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkred
افتراضي





هذا أنا

هو القلب .. مثقلٌ بما فيه و بمن فيه .. إمتلأت جوانبه حتى بات غير قادرٍ على إحتواء المزيد .. و لأنه مكابرٌ دوماً و عنيد.. فهاهو يصدر تأشيراتٌ بالدخول للكثير و للكثيرون .. أيها القلب حنانيك و اتئد .. كفانى و كفاك ما نحمله من عبءٍ طوال السنين ..
لا يلقى القلب بالاً لرجائى .. يفتح أبوابه على مصراعيها لهذا و لهاذى و لهؤلاء .. مثقلٌ أنا و مثقلةٌ روحى .. تعدد العشق فى دمى فصارت أوردتى براحاً مستباحاً .. فجزءٌ من الروح معك يا سيدتى .. و جزءٌ إحتلته بلادى .. و جزءٌ أرى القلب الآن يقسمه بين أرجاء وطنٍ بات غير قادرٍ على أن يحتوينى فى سلامٍ و أنا الذى عشت عمرى أحتويه بما فيه و من فيه .. قال لى صديقى " عشقك داء و غباء .. عشقك سيزيفىٌ سيضنيك العمر كله " قلت لم يبق بقدر ماراح من العمر و أنا لن أبيع أوجاع السنين التى مضت بسلامٍ مزيفٍ مع نفسى أو مع من حولى ..
قالت قسيمة جرحى " أتجرع الحنين علقماً " قالت و قالت .. ألجمت لسانى حروفها .. أيقظت الكامن فى قلبى تحت الرماد و لم ينطفىء يوماً .. خانتنى الحروف التى تملكنى نفسها حيناً و حيناً آخر تكون هى المالكة المستبدة .. يضطرم القلب المثقل فتتشتت بوصلته فيجهل إلى أى الجهات يولى الوجه المرسوم على قسماته خارطة الوجع .. ترتعش الأيدى المنهكة حينما تحاول أن تعانق الحروف فى هذه اللوحة التى استبدلها الزمن بالقلم و على هذه الشاشة التى استبدلها الزمن بصفحة الأوراق .
ترتعش الأيدى باحثة عن الحرف و عن المعنى رغم إختمار الفكرة من سنوات .. فالفكرة كانت بالقلب تحمل عبق الزهرة و ترتدى ثوب الحكمة ..
لحظاتٌ مرت .. كم تمنيت التمرد .. بل و كثيراً ما حاولت التمرد على الكثير و الكثير .. على شيبٍ غزا الرأس قبل الآوان و إحتل القلب بأكمله قبل الآوان .. على وجعٍ كان يسلبنى كل لحظة سعادة و هو بينى و بينه آلاف الأميال .. هناك فى القدس أو فى تونس أو سوريا أو ا التى تحتضر دونما أن يحرك الأهل ساكناً .. أو على وجعٍ لمرأى طفلٌ يبكى أو أرملة أجهدتها السنون .. أو شيخٌ طاعنٌ فى السن يجاهد كى يجد مكاناً فى الحياة من بعدما صار وحيداً بفعل الفراق المرغم عليه أو بفعل العقوق ...
أوقن أحياناً أننى خارج حدود المنطق و المعقول .. أوقن أحياناً أنها حالات جنونٍ تتملكنى .. فمالى أنا و الثورات و الثائرين ؟ و مالى بهاذى الوجوه التى لا أ‘رف أصحابها ؟ مالى إن تبسمت أو عبست ؟ و لم تسعدنى إبتساماتها و يشقينى عبوسها ؟ أنا لم أجد يوماً من لم يهتم لما بى فلم لا أدير وجهى لكل هذا و لكل هؤلاء و أخاصم تاريخ جرحى ..
هكذا أنا .. أعتقد لو إمتلكت فرشاة و علبة ألوان و امتلكت الحرية كى ألون عمرى كما أريد .. فإننى سأكسوه بهذا اللون الذى يحتلنى فى كل شيىءٍ حتى فى ملابسى و لون الحوائط .. رمادىٌ أنا .



 


رد مع اقتباس