عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2012, 11:52 AM   #2
مشرف قسم الفوتوشوب


غسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 85
 تاريخ التسجيل :  Dec 2011
 أخر زيارة : 03-01-2018 (05:44 PM)
 المشاركات : 4,032 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الحلقة الثــــانيــــة

الفن المعماري العربي
الجزئ الثاني :

فن العمارة النورية والأيوبية 1155 - 1250 م

تراجعت دمشق بعد انهيار الدولة الأموية 132هـ/750 م, إلى ولاية من ولايات الدولة العباسية, ولم تشهد المدينة أوقاتاً زاهرة إالى أن تولاها نور الدين محمود حيث نالت الإستقرار بعد ثلاثة قرون من الإضطرابات المتتالية, وصار بالإمكان النهوض بمشاريع معمارية كبيرة بعد أن رسخ حكم الأتابك, فتوسعت المدينة حارج اسوارها ونشأ حي العقيبة شمال باب الفراديس, وحي الشاغور جنوبي الباب الصغير, وحي قصر الحجاج غرب باب الجابية, وتأسست أول مدرسة حنفية وهي المدرسة الصادرية, بالقرب من باب البريد والتي تم ازالتها أثناء التنظيم العمراني لغرب الجامع الأموي 1985م, ومنذ منتصف القرن السادس الهجري بُدئَ
بإعمار منطقة جبل قاسيون والتي دُعيت بالصالحية وأول من سكنها المهاجرون المقادسة الذين نزحو الى دمشق إثر كارثة فلسطين وسقوط القدس بيد الصين عام 492 هـ/1089 م, وبدأو أولاً بإشادة ما يشبه معسكر سمي دير الحنابلة, تم تشييد المدرسة العمرية الى جواره.

وتفاعلت الفنون العمرانية في عهد السلاجقة بالتقاليد الفارسية وأنتجت مبتكرات في العمارة والزخرفة والفنون التطبيقية نسبت اليهم.

وأحدثوا مؤسسة ثقافية هي المدرسة التي شيدت وفق هندسة معمارية خاصة اقتُبست حطوطها الرئيسية من العراق وايران, وهي تعتمد على استعمال الأواوين التي تطل على فناء سماوي وعلى مصلى خاص يحتل الجهة الجنوبية من البناء, على شكل قاعة مستطيلة وعلى غرف صغيرة للسكن موزعة على الطابقين



وظهر كذلك البيمارستان كمشفى ومعهد طبي وهندسته تشبه إلى حد كبير المدرسة ومخططها كما هو الحال في مبنى البيمارستان النوري ..



وكانت العقود هي الطريقة لسقف الغرف والإيوان في عامة المباني. واستعملت المقرنصات كعنصر معماري وزخرفي في زوايا القباب من أجل الإنتقال من الشكل المربع إلى الشكل المستدير الذي يفرضه استخدام القباب.



وقد كانت سابقاً تستعمل المثلثات الكروية والحنايا الركنية ويتجلى ذلك في المدرسة النورية الكبرى والبيمارستان النوري وارتفعت صناعة الحفر على الخشب وهي أقرب إلى الأسلوب الفاطمي.

وارتفعت الحطوط: الخطوط الكوفية المشجرة أو المنقوشة على أرضية من الزخارف الناعمة في الخشب أو الحجر, كالنص الذي يؤرخ أعمال الترميم في الجامع الأموي المنقوش على جدار الرواق الشمالي للصحن. كذلك الكتابة المنقوشة أعلى سدة جامع المصلى. و في منتصف ساكفة باب مسجد الأتابكية .. كما هو واضح في الصورة التالية:



...
((المدرسة الأتابكية
أنشأتها تركان خاتون
زوجة السلطان الملك الأشرف الأيوبي
سنة 640 هـ)) تصوير البروفسور مايكل غرينهلغ المصدر منتديات ياسمين الشام ....

وبأمر من نور الدين أنشئت دار العدل أو دار السعادة إلى الجنوب من القلعة والمدرسة النورية الكبرى التي دفن فيها بالإضافة إلى أول حمام في سوق البزورية (حمام نور الدين ) و11 طاحونة في دمشق اثنتان داخل المدينة واثنتان جنوبي المدينة خارج السور أما البقية فكانت تقع على ضفتي نهر بردى, بالإضافة الى ميادين لتمارين الخيالة واستعراضاتهم وهما الميدان الأخضر ( مكان التكية السليمانية حالياً )
وميدان الحمصي في الميدان, بالإضافة الى عدد من المدارس كالمدرسة المسمارية جنوب شارع الأعمدةفي حي القيمرية, والمدرسة المجاهدية شمالي باب الجنان في العمارة و المدرسة النوريةللمالكية ( المدرسة الصالحية) والمدرسة الأكزية وقبة الطواويس التي أصبحت جزءاً من مجمع معماري ضم خانقاه
(المكان حالياً هو سينما الأهرام )
والتي دفن فيها ابن طفتكين وقد أضافت اليه والدته صفوت االملك تربة خاصة عام 504هـ/1110م
وقد دمر جزء كبير من المجمع بعد حريق عام 626هـ/1229م
وفي نفس الموقع تم انشاء الخانقاه اليونسية 784هـ/1382م
التي أصبحت اليوم جامع الطاووسية..



جامع الطاووسية



الخانقاه الطاووسية في شارع بور سعيد




حي البحصة في نهاية القرن التاسع عشر ويبدو الخانقاه صدر الصورة

وإن من جملة ما تم تشييده في العهد السلجوقي هو بناء القلعة التي قامت فوق أصل روماني وقد بدأ في تنفيذها ( تتش بن أوق )
في نهاية القرن الحادي عشر


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]







الحلقة الثــــانيــــة

الفن المعماري العربي

الجزئ الثالث

حقبة المماليك البحــــــرية 1260- 1390م
و
حقبة المماليك الشراكسة 1400- 1517م

قام الملك الظاهر بيبرس بتدعيم القلعة وأتاحت العمارة العسكرية باتساع مساحتها وضخامة بنيانها وثقل مظهرها للصناع الدمشقيين , ممارسة نحت الحجارة وتصعيد فهمهم لما هو نوعي في البناء.



((نموذج لنحت الحجارة التي تميزت بها حقبة المماليك البحرية بعدسة الأستاذ سليم حجّار ))

كان البناؤون يتباهون في نهاية القرن الثامن الهجري بإخفاء منظر المونة (Fuge).
وكانت الواجهة الحجرية تبدو بيضاء ملساءكأنها منحوتة من قطعة حجرية واحدة..



((واجهة جامع الأفرم بعدسة الأستاذ يامن صندوق ))
....
كما طرأ تغيير على شكل المآذن فالنموذج الأقدم وهو المربع , حل مكانه المثمن والمتنوعة الجذوع كمئذنة القلعي ومئذنة هشام ومئذنتا جامع الصالونية وجامع الفتح.




(( جامع الصابونية ))



(( مأذنة هشام ))



(( مأذنة القلعي ))

كما أنشئ في هذه الحقبة أيضاً القصر الأبلق في المرج الأخضر
بعد ذلك تضائل التشكيل المعماري بشكل ملحوظ في حقبة المماليك الشراكسة ليحل مكانها التنميق الزخرفي وابراز التفاصيل, فحفلت واجهات العمائر بأكبر قدر من مؤثرات التباين اللوني في المداميك وأصبحت الزخارف غنية وأنيقة



((واجهة المكتبة الظاهرية بعدسة الأستاذ سليم حجّار))
....
ورافق ذلك ازدياد أهمية محلة سيدي عامود ( الحريقة ) نتيجة بناء الفلعة من جديد, أما في الشرق فقد استقر في حي العقيبة عدد من الأعيان والعلماء
وكانت تلك الأحياء سبباً لقيام أسواق تابعة لها ( سوق الخيل, دار البطيخ, سوق السروجية ).
وعدد من الترب الهامةعلى طريق الميدان.

كما ظهر في العهد المملوكي, في بلاد الشام لأول مرة نظام المدارس المصلبة, وذلك بانفتاح أواوين على صحن المدرسة الداخلي لتسهيل تدريس الفقه حسب المدارس الأربع..
,,,,,,




أما الحقبة الأيوبية الممتدة بين 1174- 1250م فقد بدأت بعهد صلاح الدين الأيوبي الذي أعطى الأولوية للأبنية الدفاعية وقد أصبحت تلك المباني مدرسة للدماشقة الذين حذقوا في معالجة الحجر
وكان الحرم في المساجد الأيوبية مؤلفاً من بلاطتين أو ثلاث وجرى استخدام الأعمدة لحمل السقف



جامع تنكز


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


جامع الحنابلة

وظهر تكثيف عمراني خارج السور حول المدرسة الشامية البرانية وعلى طريق سويقة صاروجا, وأنشئت الخانقاه الخاتونية والمدرسة العادلية الكبرى 568هـ/1173م التي كملت زمن السلطان الملك المعظم عيسى كي يدفن فيها والده الملك العادل أبو بكر أيوب ..

إذا ً نرى أنه خلال الحقبة الأيوبية قد تطورت الفنون المعمارية المختلفة كونها عاشت في بيئة مترفة ومال الناس إلى البهرجة والإسراف في الزخرفة وابتعدوا عن العمارة الحريصة على القوة والضخامة وتغيرت العناية باستعمال الحجارة المنحوتة وأصبحت قاصرة على الواجهات الرئيسية للأبنية كما طرأ تطور على المآذن والتي تعددت أشكالها وحفلت بالمقرنصات والحشوات الهندسية والأشرطة الكتابيه
,,,,,,



الحلقة الثالثة
الفن المعماري العثماني

الجزء الأول :

اضطررنا عند دراسة نشوء العمارة العربية إلى الإعتماد على المصادر التاريخية بشكل رئيسي و إلى تحديد موقع المباني المشيدة في تلك الفترة تقريباً إلا أنه بإمكاننا الا ستناد إلى المباني في أغلب الأحيان فيما يتعلق بالعهد العثماني لأن أغلب هذه المبانب مؤرخ بالكتابات المنقوشة .

خلال القرون الأربعة التي كانت فيها بلاد الشام جزءاً من الإمبراطورية العثمانية, نستطيع أن نلمس في دمشق عدة مراحل للتطور العمراني وغيره .

كانت الفترة بين 1516م (وهي السنة التي دخل فيها سليمان القانوي دمشق) إلى القرن التاسع عشر فترة تطور في ظل هدوء واستقرار إلا أن القرنين السادس عشر والسابع عشر شهدا توسعا في الأسواق والخانات

تتباين المصادر التاريحية التي يمكن في ضوئها رسم تطور المدينة منذ القرن السادس عشر حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي تبايناً كبيراً من المباني المشيدة في العهد العثماني ما يزال قائماً,
وقد اعتمدنا عليها في بحثنا واعتمدنا أيضاً على سجلات المحكمة الشرعية بدمشق رغم غياب الوثائق مابين 923هـ - 960هـ نتيجة للتلف والحريق الذي الحق بها .

واعتمدنا أيضاً على كتب الرحالة من باحثين و دبلوماسيين, الذين بحثوا في خصائص وتنظيم عمارة دمشق أضف الى ذلك الدليل الذي وضعه (بيديكر) والمزود بمصور لمدينة دمشق, وكذلك الدليل الطبوغرافي الذي وضعه (ولتسينجر)

كانت دمشق بسبب وقوعها على طريق الحج على اتصال مع المراكز التجارية العربية ومنذ القرن السادس عشر الميلادي كان يجتمع الحجيج في دمشق كل عام للإنطلاق إلى مكة ومنذ القرن الثامن عشر الميلادي أصبح الموكب بقيادة الوالي .
لذلك أصبح التأثير الغثماني على العمارة في دمشق ملموساً بعد عام من تنصيب سليم الأول والياً عليها

كان كل صانع أو حرفي بسعى من جانبه للتوفيق بين المدرسة العربية والمدرسة العثمانية في فن العمارة , ففي جامع السلطان سليم في الصالحية الذي بدئ بإنشائه 933 هـ جرت محاولة لتبني الشكل الغثماني للمئذنة, مع ذلك لم تأخذ الشكل العثماني الأسطواني المعروف بل ظلت مضلعة وظل الطابع الدمشقي بادياً في التناوب اللوني والزخارف المسننة



ويتجلى التجديد الجذري في إستخدام القبة الكبرى لتغطية الجامع كالتكية السليمانية و الياغوشية وجامع العدسي والدرويشية والسنانية والقيميرية والنقشبندية وفي كافة الجوامع التي شيدت بعد العام 1550م..



[ اليآغوشية ]



[ جامع الدرويشة ]

أما فيما يتعلق بالعمائر الأخرا كخان أسعد باشا وخان سليمان باشا فأهم المظاهر المميزة لها الرواق الأمامي المغطى بسلسة قباب صغيرة وفي مجال استخدام مئذنتين متناظرتين لم نرى ذلك الا في التكية السليمانية فقط.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وكان أول سلطان عثماني بنى جامعاَ وتكية في دمشق , هو السلطان سليم الأول وذلك بعد وصوله إلى دمشق إثر انتصاره على السلطان المملوكي قانصوه الغوراني في معركة مرج دابق 1516 حيث استقر في القصر الأبلق الذي بناه الظاهر بيبرز في الميدان الأخضر ثم بعد ذلك بنى ابته سليمان القانوني مكان هذا القصر التكية والتي سميت بإسمه وقد استخدم في البناء حجارة القصر نفسه البيضاء والسوداء.




كما أمر السلطان سليم بإنشاء جامع وضريح الشيخ محي الدين ابن عربي رحمه الله المتوفي سنة 1240م في الصالحية, وكان ذلك بمثابة وفاء للشيخ الصوفي ابن عربي ورداُ على الذين خربوا قبرة نتيجة اختلافهم معه في الرأي !



(ضريح الشيخ الصوفي محي الدين اين عربي رحمه الله )

يتبع ..






 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس