منتديات حـــبة حــب - عرض مشاركة واحدة

Bamoot Feek · #1 07-08-2014, 09:01 AM

قبل أن ندلف في سيرة قدوتنا لهذا اليوم وودت أن أقول : ـ

مسكين من قاس حياته بالحياة الدنوية المحدودة بل قلِ الزائلة .. الحياة الحقيقة هي وقوفك بين يدي الله تعالى في صلاة .. قيام .. ذكر ، بل حتى وقوفك بين يدي عالم رباني ، أو عالمة ربانية تهذب بها نفسك ، وتصلح بها معتقدك ، فيصلح الله عز وجل أمر دينك ودنياك فتعيش عيش أهل الجنة وأنت على الأرض تسير ...

عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية ، والدة أبي الرجال محمد بن عبد الله الأنصاري ، كانت في حجر السيدة عائشة رضي الله عنها ، وكانت وفاتها في عام 98هـ وقيل 106 هـ .

روى لها الأئمة البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة رحمهم الله أجمعين ، وهي من التابعيات الجليلات .

مكانة التابعية عمرة بنت عبد الرحمن العلمية

كان لمكانة عمرة رحمها الله تعالى ، وقربها من السيدة عائشة رضي الله عنها أثر بعد فضل الله تعالى ، في تكوين ذلك المخزون العلمي الضخم للسنة النبوية الشريفة لدى السيدة عمرة رحمها الله تعالى ، مما جعل كثير من الناس الطالبين للفتيا فضلا عن العلماء والأمراء وثناؤهم لعلمها ومكانتها ، قال الحافظ [2] - كتب عمر بن عبد العزيز إلى ابن حزم أن يكتب له أحاديث عمرة - وذكر صاحب التهذيب [3] : - يقول محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي عن أبيه يقول : سمعت علي ابن المديني [4] وذكر عمرة بنت عبد الرحمن ، ففخم من أمرها ، وقال : عمرة أحد الثقات العلماء بعائشة الأثبات عنها - أ هـ .

ونقل الحافظ عن ابن حبان قال : - كانت من أعلم الناس بحديث عائشة - [5].

إذا كانت الفروع يانعة مخضرة فاعلم أن الله قيض لها أصل عود طيبٍ

يذكر في كتب التراجم أن من تلاميذ هذه العالمة عروة بن الزبير أبو عبد الله المدني ، سليمان بن يسار والذي قيل فيه [6] - هم عندنا أفهم من سعيد بن المسيب - والإمام الثبت ابن شهاب الزهري والإمام عمرو بن دينار وغيرهم من الثقات .

رسالتها للحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم

نقل المزي وابن كثير في كتابيهما [7] ما نصه : - وكتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد أن يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة ، وتخبره أنه إنما يُساق إلى مصرعه ، وتقول : أشهد لحدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يقتل حسين بأرض بابل فلما قرأ كتابها قال فلا بد لي إذا من مصرعي... ؟ )

وبعد أيها الأخوة والأخوات ....

توفيت عمرة بنت عبد الرحمن رحمها الله تعالى ... ولكن تجد إسمها زاد كتب الفقه تألقا وحسنا ... وزيد طيب على طيب ، فكم من ناس أحياء بيننا اليوم ... أموات قطع لهم شهادة الوفاة منذ زمن!!!! ؟

تنقلت بين الأسفار والقراطيس حائرة بين ورد ومسك وريح كادي

أخبارا ومُثٌلاً عليا في صفات وجدتها منهلا رائقاً لكل رائح أو غادي

هة الأمــراء كابن عبد عزيز إذا صار مروي ابنـة عبدٍ له زاد

أسأل العظيم رب العرش العظيم أن ينفعني وأياكم بما كتبت فيصلح لنا سرائرنا وعلانياتنا ، وأن يجعل دنيانا مزرعة لأخرانا ... إنه بالجزاء كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل والسلام عليكم ورحمته وبركاته

وإلى لقاء قادم متجدد من نساؤنا القدوة ، إلى ذلكم الحين أستودعكم الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .