إن لله عبادا أخلصواقلوبهم لله فأضاءهابنورالحكمة وأنارهابنورالإيمان

جلس الحسن البصرى فى المسجديوماًيَعِظُ أصحابه ويُذَكِّرُهم بالله حتى وَجِلَتْ منهم القلوب
وذرفت العيون وخشعت النفوس إجلالالعظمة الله،وبينما كان فى مجلسه غذدخلت عليهم إمراة
صالحة من الفاتنات الورعات ،ثم سألتهم هذاالسؤال:ياورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.هل
فيكم من يجيبنى عن سؤالى؟فقالوا لها كيف نعجزعن سؤال وفينا تَقىُّ المؤمنين وإمام الزاهدين؟
يقصدون بذلك الحسن البصرى .فقالت المرأة تسألهم:ماالكرم يرحمكم الله؟فقالوالها:هوبذل
المعروف والإيثارعلى النفس عندالحاجة ،فقالت لهم :ذلك فى الدنيا.فماالكرم فى الدين؟فقالوا
لها طاعة الله وامتثال أمره والوقوف عند حدوده،فقالت المرأة:أَوَتبتغون على ذلك
الأجروالثواب؟قالوالها:نعم نطلب ماوعدنا الله به من الأجرعلى الطاعة وقد وعدنا الله على الحسنة
عَشْرُأمثالها،فقالت:إذاأُعْطيتم واحدةً وأخذتم عشرةً فأين الكرم؟فخجل القوم من قولها وأمسكواعن
جوابهاوشعروابالعجزوالقصور،ثم قالوالها:ذلك مانعلمه فما الكرم عندك يرحمك الله ؟فقالت لهم :
هوبذل المعروف خالصاً من قلوبكم ابتغاءمرضاة الله دون أن تنتظرواعليه جزاءً من أحديصنع
بكم مولاكم مايشاءويفعل بكم ربكم مايريد،ألاتستحيون من الله أن يَطَّلع على قلوبكم فيعلم منها أنكم
تريدون شيئاًبشئ؟
فأُعجبوابقولها وأثنواعلى فقهها وقال لهم الحسن البصرى :إن لله عباداً أخلصواقلوبهم لله
فأضاءها بنورالحكمة وأنارها بنورالإيمان
|