عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-2012, 07:48 AM   #6
حبيب فضى


سمراء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 631
 تاريخ التسجيل :  Apr 2012
 أخر زيارة : 02-27-2018 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,901 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وجهه صلى الله عليه وسلم



عن كعب بن مالك رضي الله عنه :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر .
رواه البخاري ومسلم .






عن عائشة رضي الله عنها :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليّ مسروراً تَبرقُ أسارير وجهه .
رواه البخاري ومسلم .




عن أم معبد رضي الله عنها قالت :
رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة أبلج الوجه وسيم قسيم .
رواه الطبراني والحاكم



وابن سعد ، الأبلج : أي الحسن المشرق المضيء .
عن أشعث بن أبي الشعثاء قال
سمعت شيخاً من بني كنانة ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كأحسن الرجال وجهاً .
رواه ابن شبة في أخبار المدينة ورجاله ثقات .







عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
كان في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تدوير .
رواه الترمذي وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة .







عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمطهم ولا المكلثم ، وكان في وجهه تدوير .
رواه الترمذي والبغوي في شرح السنة ، والمطهم : هو المنتفخ الوجه ، والمكلثم : هو المدور الوجه .







قالت عائشة رضي الله عنها :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نير الوجه ، يتلألأ تلألؤ القمر ، وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأنورهم لوناً لم يصفه واصف قط إلا شبه وجهه بالقمر ليلة البدر ، ولقد كان يقول من كان يقول منهم : لربما نظرنا إلى القمر ليلة البدر فنقول : هو أحسن في أعيننا من القمر ، يعرف رضاه وغضبه في سروره بوجهه ، كان إذا رضي أو سُرّ فكأن وجهه المرآة تلاحك وجهك ، وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه .


رواه أبو نعيم في دلائل النبوة


الرحمة بالأطفال




عن أنس رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ ولده إبراهيم فقبله وشمه " رواه البخاري.






وهذه الرحمة ليست خاصة لأقاربه فحسب بل عامة لأبناء المسلمين .. قالت أسماء بنت عميس زوجة جعفر رضي الله عنها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر , فرأيته شمهم وذرفت عيناه فقلت : يا رسول الله أبلغك عن جعفر شيئ؟ قال : " نعم , قتل اليوم " فقمنا نبكي , ورجع فقال : " اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد جاء ما يشغلهم " أخرجه ابن سعد والترمذي وابن ماجه.
ولما كانت عيناه صلى الله عليه وسلم تفيض لموتهم سأله سعد بن عباده رضي الله عنه : " يا رسول الله , ماهذا ؟" فيقول صلى الله عليه وسلم : " هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " رواه البخاري.







وعندما ذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم لوفاة ابنه إبراهيم قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : " وأنت يارسول الله ؟ " فقال : " يا ابن عوف , إنها رحمة لمن اتبعها بأخرى " وقال : " إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " رواه البخاري.






وخلق الرسول العظيم مدعاة إلى الأخذ به والسير على خطاه !فنحن في زمن فقدنا فيه الإحساس بمحبة الصغار وإنزالهم منزلتهم ..فهم الآباء إذا" وهم رجال الأمة وفجرها المنتظر ! بلغ بنا الجهل والكبر وقلة الرأي وقصر النظر إلى أن تركنا مفتاح القلوب مغلقا" ومضيعا" مع الأطفال والناشئة !!أما الرسول صلى الله عليه وسلم فإن المفتاح بيده وعلى لسانه ..هاهو يجعل الصبي يحبه ويجله ويقدره وهو صلى الله عليه وسلم وينزل الناشئ منزلة رفيعة!.


كان أنس رضي الله عنه إذا مر على صبيان سلم عليهم وقال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله " متفق عليه.






وكما أن للأطفال مشقتهم وتعبهم وكثرة حركتهم ..إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب ولا ينهر الصغير ولا يعاتبه كان يأخذ صلى الله عليه وسلم بمجامع الرفق وبخطام وزمام السكينة.




عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتي بالصبيان فيدعو لهم فأتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله " رواه البخاري.






أما خطر في بالك أيها القارئ وأن تتشرف بالجلوس في بيت النبوة أن تداعب صغارك وتمازح أبناءك وتسمع ضحكاتهم وجميل عباراتهم !كان نبي هذه الأمة يفعل ذلك كله بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم.




عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدلع لسانه للحسن بن علي فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش له" السلسلة الصحيحة.






وعن أنس رضي الله عنه قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة وهو يقول : يا زينب يا زوينب , مرارا"..




ورحمته تطال الصغار حتى وهو في عبادة عظيمة فقد " كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي العاص بن الربيع فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها " متفق عليه.






وعن محمود بن الربيع رضي الله عنه قال : " عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة" مجها في وجهي من دلو من بئر كانت في دارنا وأن ابن خمس سنين" متفق عليه.






وهو عليه الصلاة والسلام يعلم الكبير والصغير ..
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما" فقال : " يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله " رواه الترمذي.



الحلم والرفق والصبر




عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا" قط بيده ولا امرأة ولا خادما" إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى "رواه أحمد.


وعن أنس رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية , فأدركه اعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال : " يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء " متفق عليه.


ولما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين تبعه الأعراب يسألونه فألجؤوه إلى شجرة فخطفت رداءه وهو على راحلته فقال : " ردوا علي ردائي أتخشون علي البخل ؟ فقال : فوالله لو كان لي عدد هذه العضاة نعما" لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا" ولا جبانا" ولا كذابا" رواه البغوي وصححه الألباني.



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :بال أعربي في المسجد ، فقام الناس إليه ليقعوا فيه ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"دعوه و.أريقوا على بوله سجلاً من ماء ، أو ذنوباً من ماء،فإنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين "رواه البخاري .


وصبر الرسول على أمر الدعوة مدعاة إلى التأسي به والسير على نهجه وعدم الانتصار للنفس ، عن عائشة رضي الله عنها انها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم :هل اتى عليك يوم كان اشد من احد ؟ قال : "لقد لقيت من قومك, وكان اشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذا عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلا ل، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ،فإذا أنا بسحابه قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال : إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ،وقد بعثت إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ثم قال :يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ،وأنا ملك الجبال،وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك،فما شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال النبي : " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا" " متفق عليه.


وبعض النفوس اليوم تتعجل أمر الدعوة وتأمل في حصد النتائج سريعا" , والانتصار للنفس قدحا" في الدعوة وإخلاصها..ولهذا فشلت بعض الدعوات لفشو هذا الأمر بين أفرادها فأين الصبر والتحمل ؟!
وبعد سنوات طويلة وقع ما أمله الرسول صلى الله عليه وسلم بعد معاناة صبر وطول جهاد!


وكيف يسامى خير من وطيء الثرى***وفي كل باع عن علاه قصور.
وكل شريف عنده متواضع ***وكل عظيم القريتين حقير.


عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كأني انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا" من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه, ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " متفق عليه.


وذات يوم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في جنازة مع أصحابه يهودي اسمه زيد بن سعنة يتقاضاه دينا" فأخذ بمجامع قميصه وردائه ونظر إليه بوجه غليظ وقال : يا محمد ألا تقضني حقي ؟ وأغلظ في القول فغضب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونظر إلى زيد وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم قال : يا عدو الله أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع , وتفعل ما أرى ؟! فو الذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر من لومه لضربت بسيفي رأسك . ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة ثم قال : " ياعمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا , أن تأمرني بحسن الأداء , وتأمره بحسن التباعة اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعا" من تمر "

يقول زيد (اليهودي) لما زاد عمر عشرين صاعا" من تمر : ما هذه الزيادة يا عمر ؟ قال عمر : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان نقمتك . قال زيد : أتعرفني يا عمر ؟ قال : لا , من أنت ؟ قال : زيد بن سعنة.
قال الحبر ؟
قلت : الحبر ..قال : فما دعاك أن فعلت برسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت وقلت له ما قلت ؟ قال زيد : ياعمر , لم يكن له من علامات النبوة شيئ إلا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنين , لم اخبرهما منه : هل يسبق حلمه جهله , ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما" فقد اختبرتهما فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا" وبالإسلام دينا" وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا", وأشهدك أن شطر مالي صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله عنه : أو على بعضهم فإنك لا تسعهم قال زيد : أو على بعضهم فرجع زيد (اليهودي) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا" عبده ورسوله وآمن به وصدقه.أخرجه الحاكم في مستدركه وصححه.



عن عائشة رضي الله عنها قالت : " اعتمرت مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة حتى إذا قدمت مكة قلت : بأبي أنت وأمي يارسول الله قصرت وأتممت وأفطرت وصمت قال : "أحسنت يا عائشة " وماعاب علي " رواه النسائي



رحمته صلى الله عليه وسلم وشفقته


عن أنس رضي الله عنه عنه : (( أن النبي صل الله عليه وسلم أخذ ابنه إبراهيم فقبَّله وشمه )) البخاري . وهذه الرحمة ليست لأبنائه فقط بل هي عامة لأبناء المسلمين . قالت أسماء بنت عميس زوجة جعفر رضي الله عنها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول الله أبلغك عن جعفر شئ ؟ قال : " نعم قتل اليوم " فقمنا نبكي ، ورجع فقال : " اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاء ما يشغلهم " الترمذي وابن ماجه.



ولما كانت عيناه صل الله عليه وسلم تفيض لموتهم سأله سعد بن عبادة رضي الله عنه : يا رسول الله ما هذا؟ فيقول صل الله عليه وسلم : " هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " البخاري .



وعندما ذرفت عيناه صل الله عليه وسلم لوفاة ابنه إبراهيم قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال: " يا ابن عوف ، إنها رحمة لمن اتبعها بأخرى " وقال : " إن العين تدمع، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " البخاري .



وقد بلغ من رأفته ورحمته أن يصعد الصبي على ظهره وهو ساجد يصلي بالناس فيطيل السجود مخافة أن يعجل الصبي عن عبد الله بن شداد عن أبيه رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صل الله عليه وسلم في احدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً فتقدم رسول الله صل الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي : فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صل الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله الصلاة قال الناس يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك ؟ قال : " كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته " النسائي

وكان صل الله عليه وسلم يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت النبي صل الله عليه وسلم فإذا سجد وضعها وإذا قام رفعها .


وبلغت رحمته صل الله عليه وسلم بأمته أنه يخفف الصلاة بسبب بكاء طفل مراعاة لحال أمه . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأدخل في الصلاة وإني أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمه ببكائه " ابن ماجه.


المصطفى صلى الله عليه وسلم ملك بأسلوبه الرائع قلوب الأطفال فأصبحت كلماته وتعليماته تنطبع في قلوبهم مباشرة ، إنه صل الله عليه وسلم ملك مفاتيح قلوبهم بيده ولسانه . حتى أصبح الصبي يحبه ويجله ويقدره وهو صل الله عليه وسلم ينزل الناشئة منزلة رفيعة . " يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ... " " يا غلام سم الله "
كان صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم وهم يلعبون سلم عليهم ورب مازحهم ، وإذا مر بهم على بغلته أركبهم معه .


إن للأطفال مشقتهم وتعبهم وكثرة حركتهم إلا أن القدوة عليه السلام لا يغضب ولا ينهر الصغير ولا يعاتبه ، كان يأخذ بمجامع الرفق وزمام السكينة . عن عائشة رضي الله عنه قالت : ( كان النبي صل الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيدعو لهم فأُتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله ) .


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صل الله عليه وسلم ليُدلع لسانه للحسن بن علي ، فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش له )) الصحيحة 70

وعن أنس رضي الله عنه قال : (( كان رسول الله صل الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة وهو يقول : " يا زُوينب ، يازوينب مراراً )) الصحيحة 2141 وعن محمود بن الربيع رضي الله عنه قال : (( عقلت من رسول الله صل الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي من دلو من بئر كانت في دارنا وأنا ابن خمس سنين )) مسلم .





ولقد عاش الخدم في بيت رسول الله عيشة السعداء فهاهو يقرر حقيقة هامة في هذا الجانب لينطلق الناس على ضوئها في التعامل مع الخدم ومن تحت أيديهم من العمالة يقول صلى الله عليه وسلم : " هم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم " مسلم .



ثم نتأمل في خادم يروي عن مخدومه كلاماً عجيباً ويثني ثناء عطراً . عن أنس رضي الله عنه قال : " خدمت رسول الله صل الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لي لشئ صنعته لِمَ صنعته ؟ ولا لشئ تركته " مسلم .



عشر سنوات كاملة ليست أياماً ولا شهوراً إنه عمر طويل فيه تقلبات النفس واضطرابها ومع هذا لم ينهره ولم يزجره بل كان يكافئه ويطيب خاطره ويلبي حاجته وحاجة أهله ويدعو لهم . قال أنس رضي الله عنه قالت أمي : يا رسول الله خادمك ادع الله له فقال : " اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته " البخاري


رسول الله مع شجاعته لم يُهن ولم يضرب إلا في حق ، ولم يتسلط على الضعفاء الذين تحت يده من زوجة وخادم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما ضرب رسول الله صل الله عليه وسلم بيده قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ، ولا ضرب خادماً ولا زوجة )) مسلم .بل كان ينادي بالرفق والأناة والحُلُم :" إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " متفق عليه .



هذا الإمام القائد وسع وقته وصدره جميع الأمة ولم يكن يترفع عن أي فرد في الأمة ، يتواضع لتلك المرأة المسكينة ويمنحها من وقته الملئ بالأعمال . فعن أنس رضي الله عنه قال : (( أن امرأة جاءت إلى النبي صل الله عليه وسلم فقالت له : ( إن لي إليك حاجة فقال : " اجلسي في أي طريق المدينة شئت أجلس إليك " أبو داود . وكان من تواضعه الذي بلغ الغاية أنه كان يقول : " لو دعيت إلى ذراع أو كُراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت " البخاري .



هذا هو نبي الله خير من أقلته الغبراء وأظلته الخضراء ، الذي بلغ السؤدد والمكانة العالية كان دائم الإخبات والإنابة إلى ربه شديد الانكسار بين يديه




طــعـــــامه صلى الله عليه وسلم





يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال : " إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجتمع عنده غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلا على ضفف " رواه الترمذي.



والضفف : قلة المأكول وكثرة الأكل , والمعنى أنه لم يشبع إلا بضيق وشدة وأما ما شبع في زمن من الأزمان إلا إذا نزل به الضيوف فيشبع حينئذ لضرورة الغيناس والمجابرة.


وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " ماشبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم " رواه مسلم.


وفي رواية :" ماشبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعا" حتى قبض" متفق عليه.


بل كان علية الصلاة والسلام لا يجد ما يأكل وينام طاويا" لا يدخل جوفه اللقمة!

عن ابن عباس رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا" هو وأهله لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير" رواه الترمذي.

وليس الأمر من قلة وندرة بل كانت تفيض الأموال من تحت يده النجائب محملة..ولكنه الله عز وجل اختار لنبيه صلى الله عليه وسلم الحال الأكمل والأقوم...

قال عقبة بن الحاث رضي الله عنه : صلى بنا النبي صلى الله علية وسلم العصر فأسرع ثم دخل البيت فلم يلبث أن خرج فقلت أو قيل له فقال: " كنت خلفت في البيت تبرا" (إي ذهبا" ) من الصدقة فكرهت أن أبيته فقسمته "رواه مسلم.


والسخاء العجيب والعطاء المنقطع النظير هو ما يخرج من يد نبي هذه الأمة ..

عن أنس رضي الله عنه قال : ماسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا" إلا اعطاه ولقد جاءه رجل فأعطاه غنما" بين جبلين فرجع إلى قومه فقال : " ياقوم أسلموا فإن محمدا" يعطي عطاء من لا يخشى الفقر..." رواه مسلم.


ومع هذا العطاء والسخاء ..تأمل حال نبي هذه الأمة ..عن أنس رضي الله عنه قال : "لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات وما أكل خبزا" موققا" حتى مات " رواه البخاري.


وذكرت عائشة رضي الله عنها أنه كان يأتيها فيقول : " أعندك غداء؟" فتقول : " لا " فيقول : " إني صائم " رواه مسلم.


وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقيم الشهر والشهري لا يعيشه هو وآل بيته إلا الأسودان : التمر والماء . متفق عليه.


ومع هذه القلة في الطعام والندرة في المأكولات فإن خلقه الرفيع وأدبه الإسلامي يدعوه إلى شكر نعمة الله ثم شكر من أعدها وعدم تعنيفه عن أخطأ.. فقد اجتهد ولم يصب! ولهذا كان عليه الصلاة والسلام لا يعيب طعاما "ولا يلوم طابخا" ولا يرد موجودا "ولا يطلب مفقودا" ! إنه نبي الأمة لم يكن همه بطنه ومأكله !

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " ماعاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما" قط إن اشتهاه أكله وإن كره تركه" متفق عليه.


فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وكان خلقه في الأكل أن يأكل ما تيسر إذا اشتهاه ولا يرد موجودا" ولا يتكلف مفقودا" فكان إذا حضر خبز ولحم أكله وإن حضر فاكهة وخبز ولحم أكله، وإن حضر تمر وحده أو خبز وحده أكله، ولم يكن إذا حضر لونان من الطعام يقول: لا آكل لونين ولا يمتنع من طعام لما فيه من اللذة والحلاوة وفي الحديث صلى الله عليه وسلم: "لكني أصوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني"

وأمر الله عز وجل بأكل الطيبات والشكر لله , فمن حرم الطيبات كان معتدياومن لم يشكر كان مفرطا "مضيعا" لحق الله، وطريق رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أعدل الطرق وأقومها والإنحراف عنها إلى وجهين :
_

قوم يسرفون فيتناولون الشهوات مع إعراضهم عن القيام بالواجبات.
_

وقوم يحرمون الطيبات ويبتدعون رهبانية لم يشرعها الله تعالى ولا رهبانية في الإسلام.




الذب عن أعراض الآخرين




كان من صفاء مجلسه ونقاء سريرته عليه الصلاة والسلام
أن يرد المخطي ويعلم الجاهل وينبه الغافل ولا يقبل
في مجلسه إلا كل خير .. وإن كان صلى الله عليه وسلم
مستمعا "منصتا" لمحدثه إلا أنه لا يقبل غيبة ولا يرضى بنميمة ولا بهتان !




عن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال : قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقال: "أين مالك الدخشم ؟"
فقال رجل : ذلك منافق لا يحب الله ولا رسوله،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تفعل ذلك , ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله ! وإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله "
متفق عليه.





وكان صلى الله عليه وسلم يحذر من شهادة الزور واقتطاع الحقوق .
عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟" قلنا: بلى يا رسول الله، قال : "الإشراك بالله وعقوق الوالدين " وكان متكئا" فجلس فقال : "ألا وقول الزور" فمازال يكررها حتى قلنا: "ليته سكت"
متفق عليه.







عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من ضفية كذا وكذا، قال بعض الرواة تعنى قصير، فقال : "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته !"
رواه ابو داود.





وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم من يذب عن أعراض إخوانه فقال صلى الله عليه وسلم : "من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار"
رواه أحمد.



كـــثـرة ذكـر الله تــعــا لى



عن عائشة رضي الله عنها قالت :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه "
رواه مسلم.






وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
" كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة :
" رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم "
رواه أبو داود.







قال أبو هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة "
رواه البخاري.






وتقول ام المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها عن أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندها :" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "
رواه الترمذي




الجــــــــار

أكرم به من جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد كان الجار له منزلة عظيمة في نفس الرسول عليه الصلاة والسلام ..
فقد قال عليه الصلاة والسلام
: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "
متفق عليه.

وأوصى صلى الله عليه وسلم أبا ذر رضي الله عنه بقوله :

" يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك "
رواه مسلم.

وحذر من أذية الجار فقال عليه الصلاة والسلام :
"لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه "
رواه مسلم.

البوائق : النوائل والشرور.

وهنيئا لجار قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :

" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره "
رواه مسلم .




شجاعته وصبره صلى الله عليه وسلم



عن عائشة رضي الله عنها تقول : " ماضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا" قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ولا ضرب خادما" ولا امرأة "


رواه مسلم.








يحدثنا سهل بن سعد رضي الله عنه عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : " أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان يسكب الماء وبما دووي , قال : كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله تغسله وعلي بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعا" من حصير وأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم وكسرت رباعيته وجرح وجهه وكسرت البيضة على رأسه "


رواه مسلم.




والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركة حنين : لما التقى المسلمون مدبرين طفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار وأنا آخذ بلجامها أكفها أرادة ألا تسرع وكان يقول حينئذ : " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب "


رواه مسلم.


أما الفارس الشجاع صاحب المواقف المشهورة والوقائع المعروفة على بن ابي طالب رضي الله عنه فهو يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه "
رواه البغوي في شرح السنة .







قال صلى الله عليه وسلم : "لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أذيت في الله وما يؤذي أحد ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليل ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيئ يواري إبط بلال "


رواه الترمذي وأحمد.







عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ماترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا" ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا" ولا أوصى بشيء"


رواه مسلم








 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس