تتذكرالأمة الإسلامية هذه الأيام بذكرى الهجرة المحمــدية
التى هى مبدأالإسلام ومالاقاه الرسول فى سبيل رفع الدين
** *
فقدكان صلى الله عليه وســـلم يدعــوإلى سبيل ربه خفيــة
ومكث على هذاالحـــال عدةأعــــوام تقدربثــــلاثة ســـــنين
***
لكن الله سبحــــانه أمره بالجهــــربالدعـــــوة فــأوذى هـــو
ومن أسلــم معه بأنـــواع الإيذاءمن الكفـــرة والمشـــــركين
***
فــأمــرالنبى محمــدًا أصحــــابه بالهجــــرة إلى الحبــــــشة
وأخبرهــــــــم بأن الله سيجمعهـــــم لأنه هــو الحــق المبين
***
وخــرج من مكة باكيــــاًومشى إلى الطــائف يدعـــوثقيفــــاً
ومعه زيد بن حارثة يدعوهـــم إلى الله ولكنهــم كانواظالمين
***
فلمــاأحست قريشاً أن المسلمين صــارواإلى المدينــة بعدمـا
أمرهم الرســول وخافواوأجمعـــواعلى رأى أبوجهــل اللعين
***
وكان ذلك الرأى هوقتــــل النبى بســـيوف فتيــــان قبائلهــم
الصــــارمة ويضربوه ضربة رجــل واحد وهونائـم مستكين
***
لكن الله لم يحقق لهم مكرهم الذى كانت تهفوإليه نفوسهـــم
الأمــارة بالسوءليقتلوه لكنه سبحانه وتعــالى خــير الماكرين
***
فآتــاه جــبريل الأمين وقــال له لاتبت على فراشك فى ليلتك
يامحمــد واحــذرهــؤلاء لأنهـــم ســـوف يكونوا عليك واثبين
***
فأمــرعلى بن أبى طالبٍ أن ينــام فى هذه الليلة على فــراشه
ويتغطى ببردته وخـــرج النبى من بين يدى هـــؤلاءالغاشمين
***
خــرج من بين أيديهــم بعــد أن ألقى الله عليهــم النوم وهــــو
يحثــوعليهم التراب ويتــلوالآية التاسعة من ســــــورة ياسين
***
أخذطريقــه إلى غــارثورٍ بأسفل مكة ومعه أبى بكرالصـــديق
الذى كان يستكشف الطريق للنبى لأنه كان يحبه كحب العــين
***
ولمــاوصـــلاالإثنــــان الغارولج أبوبكرالغـارليستبرئه فكنسه
ووجــدفيه ثقباً سده بإزاره وثقبان آخـــران سدهمــا بالقدمين
***
ونام الرســـول على حجــرأبى بكر فَلُدِغَ أبى بكر من عقــــربٍ
فتحمل اللدغة ولم يرد أن يزعج النبى وسال دمعه على الخدين
***
فرق قلب الرســـول وتفــل من ريقــه الشريف على موضع الألـم
وقال له أبوبكرإن قتلت أنافأنارجل واحد ولكنك أنت سيدالمرسلين
***
فقدت قريش الرســول وبحثواعنه بجميع أنحــاءمكة فافتقـــدواأثره
ووصلوا إلى الغاربعدأن شق عليهم خروجه رغم أنهم كانواحـذرين
***
هنـــالك أنبت الله بقدرته شجـــرة على باب الغـــار وقامت العنكبوت
بنســج خيوطهــــا بإتقـــان وعششت وباضتا على بابه الحمــامتين
***
فلمـــاأحــس أبوبكـــربأقـــدام المشــركين فــــوق رأسيهمــابالغــار
خـــاف أن ينكشف أمرهمــافطمأنه النبى "الله ثالثنـــانحن الإثنين"
***
وبعدثلاثة ليـــالى ولمــاسكن الطـلب جاءهمــا عبــدالله بن أُريقــط
واتخذاه دليلاوأخذبهماإلى طـريق الســاحل بعدأن استأجراراحلتين
***
ولحق بهماسراقة بن مالك بفرسه لكى يفـوزويغنم بجائزة المائـة
ناقة خصصتها قريش ولكنه رأى من الآيات ماردَّه من المسلمين
***
ووصــل النبى الأمــين وصاحبه إلى المدينـــة المنورة فاستقبلهما
أهلها بالفراح والأناشيد فكم كانوا فى انتظاره فى شـــــوق وحنين
***
ونزل بقباء وأسس بها أول مسجد فى الإسلام أسس على التقــوى
والكل تسابق فى ضيـــافته وتنافس الأنصارفى إيواء المهاجــرين
***
انقضى عــام هجرى وإننا لنـودعة بحـزن وأسفٍ لأننا تعــودنا ألا
نلتفت لمــرور الأيام وهى تتفلت مناوقدبعدنا عن سنة النبى الأمين
***
ولست أدرى والله ياإخـــوانى متى تكـون صحـــوتنــا من هــــــــــذه
الغفلة فربما فاجئتنا المنية دون أن ندرك مامضى ونحن من الغافلين
***
يارب هذا عـــام جديد هلَّ علينـــا فأسألك أن تجعــله عامـــاً مباركاً
ووفـق ولاة أمورنا لما فيــه خيرالعبــادوالبلادفأنت الهادى والمعين
****
كل عام وأنتم بخير