عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2012, 11:54 AM   #3
مشرف قسم الفوتوشوب


غسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 85
 تاريخ التسجيل :  Dec 2011
 أخر زيارة : 03-01-2018 (05:44 PM)
 المشاركات : 4,032 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الحلقة الثالثة
الفن المعماري العثماني

الجزء الثاني :

اكمل مع قارئي العزيز هذه السلسلة التي بدأت بها قبل شهر رمضان المبارك وأعتذر عن انقطاعي لمدة شهرين كاملين

كما أسلفت في الجزء الأول من الحلقة الثالثة بأن السلطان سليم أمر بإنشاء جامع وضريح الشيخ محي الدين ابن عربي ..
كما كرّم الضريح بإنشاء قبة فوقه, من خلال مسجد وتكية خلال عامي
923 __ 924 هـ
وقد قام ببناء المسجد والضريح والتكية معماريون محليون بإشراف المهندس المعماري الدمشقي شهاب الدين أحمد العطار الذي كان في خدمة المماليك سابقا.



((مسجد الشيخ محي الدين ابن عربي الصوفي ))

ثم بنيت التكية بعد أن غادر السلطان سليم دمشق عام 1518 وقد أطلق عليها التكية السليمية التي كانت عثمانية الشكل غير أن الجغرافي
محمد أشك 1590م قال عنها أنها ذات لمسة مملوكية , وبالطبع فإن ذلك يعود لتأثير المعماريين الدمشقيين.
كانت التكية تحتوي فرناً ومطبخاً وما يحتاجه المقيمون في منطقة الصالحية.
وفد صممت المئذنة كالمآذن العربية طبقا لتصميم المعماريين المحليين لأن تأثير العمارة العثمانية لم يكن قد وصل بعد ومن المحتمل أن المعمار العثماني وصل لاحقاً.

وهناك سبباً آخر لإستمرار التأثير المملوكي غلى التكية السليمية وجود الحاكم المملوكي جان برد الغزالي _ حاكم حلب _ الدي خلف الحاكم المملوكي خير بك في ولاية دمشق والذي أوقف الأعمال في التكية عقب ثورته بعد وفاة السلطان سليمان القانوني .

ثم أنشئت التكية السليمانية بعد ثلاثة عقود وكانت أولى العمائر العثمانية في دمشق وقد تابع عمارتها ولاة عثمانيون ويبدو أنه بديء في بنائها أثناء حملة سليمان القانوني على فارس أثناء وجوده في حلب وذلك بعد الإنتهاء من بناء التكية السليمانية في اسطنبول بتاريخ 14/5/1557م أما المدرسة فقد بوشر بنائها مع بداية حكم سليم الثاني974هـ (1566م_1567م)
بإشراف المفتي الحنفي بدمشق .




وحسب العلموي , فإن المدرسة كانت بإشراف مولى آغا العجمي الفارسي الأصل و أول مفتي حنفي يتكلم العربيه, قدم من اسطنبول قبيل الانتهاء من بناء المدرسة الأمر الذي دفع بعض الباحثين لأن ينسبوا بناء المدرسة إلى المعماري الفارسي آغا العجمي الذي ابدل بمعمار اخر يدعى مصطفى والذي غير مخطط البناء الأساسي وعدّله

وقد أرسل أمر سلطاني إلى حاكم ولاية دمشق عام 1567م بعد الإنتهاءمن بناء المدرسة في نفس العام , يطلب إضافة بناء زاوية للدراويش (خانقاه) وكان الهدف من ذلك طلب البركة للإنكشاريه في الميدان الأحضر.

اسم المهندس الإمبراطوري الذي أرسل إلى دمشق مسجل في دفتر حسابات التكية السليمانية وهو يشير إلى مصلح الدين خليفة الذي وصل دمشق وهو أحد مساعدي سنان باشا. وببدو أن انشغال سنان باشا لمتابعة الأوامر السلطانية في العاصمة شغلته عن أن بأتي إلى دمشق للإشراف على النسخة الثانية من التكية السليمانية والتي تختلف عن مسجد شهرزاد محمد (التكية السليمانية في اسطنبول)
وعندما عسكر سنان باشا برفقة السلطان سليم في الميدان الأخضر (مكان التكية السليمانبة اليوم) قرر بناء التكية .

أما المعمار الذي كان مسؤولاً عن العمل هو المعمار (تودروس) والدليل على ذلك رسالة كان قد أرسلها حاكم دمشق إلى العاصمة تبين ذلك وانه عين بموجب أمر سلطاني.
وهناك مجموعة من معماريي دمشق كانو قد عينوا كمعماريي السلطان وكفاءة هؤلاء ذُكرت في يوميات سنان باشا عن المنشأة المعمارية يدمشق أثناء فترة ولاية شمسي أحمد باشا ولالا مصطفى باشا بين عامي 1550م __ 1560م
,,

الحلقة الأخيرة
خصائص الفن المعماري العثماني وانعكاسها على مدينة

يبدو أن تطبيق فن العمارة العثمانية في مدينة دمشق ,كان يتم بطابع منهجي يختلف كلياً عن المألوف منها , من حيث تصميم مساقطه و واجهاته ومقاطعه ولقد اقتدى الولاة في دمشق بالأبنية السلطانيه الكبيرة وهذا ما يفسر السوق المغلقة بالقباب واسمها (اليزستان) وحالياً (خان الجمرك) التي أمر ببنائها الوالي مراد باشا وفي نفس الوقت نشأ الخان التجاري الكبير والمغطى بالقباب كنموذج معماري جديد.
..
بعض الصور من خان الجمرك









(قباب خان الجمرك الستة ذات الرمح عام 1890)

أما في الفترات اللاحقة فقد انتشرت في دمشق نماذج متعددة من هذا النمط المبتكر وذروتها خان أسعد باشا العظم, المشيد في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي, ويمثل هذا الخان التطور العمراني للسوق التي ما تزال تجمع إلى اليوم بين الدكاكين والورشات الحرفية والأبنية المتخصصة لبيع الجملة.








وتتبع البنية الفراغية للسوق نظاماً معيناً, فهو يتألف من الخانات المطوقة من كافة جوانبها بالدكاكين والطرقات.

أما بنية الأحياء فتعود أصولها إلى القرون الوسطى غير أن أقدم الدور السكنية تعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي فالبيت الذي يشكل بتكراره كتلة عمرانية مترابطة هو جزئ من الحارات الأخرى, وثمة بوابات ضخمة تحدد حدود الأزقة فيما بينها وكل حارة مكتفية ذاتياً ففيها منشآت عامة يرتبط عددها باتساع الحارة كالسبيل والسوق والفرن والحمّام والمسجد.
أما الحارة النموذجية فقد كان عرضها يساوي عرض جملين متعاكسين بحمولتهما.

تأثر الوجهاء المحليون وفي مقدمتهم ولاة السلاطين, بتعلق السلاطين وحبهم للعمارة فبدأوا يفيقمون بأنفسهم مباني مماثلة منها:

1- مسجد الصمادي وزاوينه وتكيته في الباب الصغير والتي أوقفها محمد الصمادي.






2- تربة الوالي لطفي باشا غرب المدينة قرب جامع تنكز..




3- خان الحرير وحمام القيشاني وخان الزيت بالإضافة إلى جامع لدرويش باشا..



[ خان الحرير ]



[ حمام القيشآني ]



[ خان الزيت ]


4-جامع الأحمدية وسوق السباهية وخان الجوخية للوالي شمسي أحمد باشا..





[ جىمع الأحمدية ]



(خان الجوخية/الخياطين)


5-جامع مصطفى لالا باشا (جامع سامي).



6- وقف جامع المرادية لمراد باشا في السويقة.




7- جامع الياغوسية في الشاغور الجواني قرب سور دمشق
ل سياغوش باشا. وهذه صورته.




أخيراً:
لقد تم في هذا البحث دراسة التطور التاريخي لمدينة دمشق حيث تطورت وتوسعت المدينه القديمة ولعل الحاجة إلى مساحات واسعة لإقامة مجمعات عمرانية كانت السبب في اختيار أماكن ذات كثافة عمرانية
ضئيلة ويذلك حدث التوسع العمراني خارج أسوار المدينة باتجاه الغرب فبدأ بإنشاء محطة الحجاز في أوائل القرن التاسع عشر لتدشين سكة حديد دمشق_عمان 1903م . والفيجة عام 1906م , كما امتد السكن في الشارع المؤدي إلى حي الصالحية بعد الحرب العالمية الأولى.
كما بدأ السكن يظهر في حي المهاجرين المجاور للصالحية حيث أنشئ مخططها وفق النماذج الأوربية وقف عليها القبصر غليوم الثاني عام 1898م , وكل هذه المنشآت حملت الطابع العثماني للعمارة حاملة معها خصائصة, لكنها تأثرت أيضاً يما حملته رياح الغرب من تغيير في حياتنا, وانعكاس ذلك على فن ىالعمارة لمدينة دمشق.

أتمنى أن تكونو قضيتم أمتع الأوقات مع دمشق ام الحضارات


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس