عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-11-2016, 03:52 PM
نائب الاداره
معانى الورد غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~ [ + ]










لوني المفضل Fuchsia
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 فترة الأقامة : 4691 يوم
 أخر زيارة : 12-10-2021 (09:57 PM)
 المشاركات : 38,198 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي بين الطيبة والغباء




قرأت مقولة نصها «كن طيباً يرك الآخرون أهبل» على وزن القائل «كن جميلاً تر الوجود جميلاً». مع الأسف إنَّ بعض الناس يصمون الطيب بالغباء وضعف الشخصية وبأنه سهل الاستغلال، وهناك من يقول إنه طيب لكنه غبي.. من قال إنَّ الطيبة عيب، وإنَّ التعامل الصادق والنظيف مع البشر يعتبر وصمة! ومن وجهة نظري لا أظن أنَّ الغباء صفة لصيقة بالإنسان الطيب، بل أرى عكس ما يظنون، فإنَّ هذه الشخصية أصبحت نادرة في حياتنا، فالإنسان الطيب تعود على العطاء، وهو متسامح دوماً مع المسيء، ويعفو باستمرار عن ناكري الجميل؛ لأنَّ أخلاقه وروحه هما اللذان يوجهانه؛ فيحمل في أعماقه روحاً نقية تتحدث وتتصرف بطريقة توضح مدى سمو سلوكه وتفكيره الإيجابي، ويستطيع امتلاك القلوب بحسن تعامله، ويتمنى الخير للغير.. ومهما أساء إليه البعض يظل بطيبته يعطي ولا ينتظر أن يرد له الجميل. إنها شخصية قوية ‏تطمح دوماً إلى الكمال، وقد تفرض على نفسها ضغوطاً؛ لأنها ترى أنَّ ذلك جزء من واجبها، فتهتم بمصالح من حولها أكثر من اهتمامها بمصالحها، فتضحي بكل رضا من أجل سعادتهم. إنها ‏شخصية تتصرف باتزان، صبورة إلى حد أنها تتجنب إلقاء اللوم أو تصويب خطأ؛ خوفاً من أن تجرح مشاعر الطرف الآخر.
إن الطيب لا يقوى لسانه على الجرح والإهانة وإحراج الآخرين، ورغم أنَّ هذه الشخصية في الغالب تصاب في حياتها بالكثير من الصدمات؛ لأنها تعطي وتضحي وتتعامل بصدق نيتها فتضيع أحياناً حقوقها؛ لأنها تتوقع أن من ‏يتعامل معها يجب أن يكون على نفس مستوى صدقها، لكنها ‏لا تشعر بالاستياء أو بالندم؛ لأنها تمارس ما تؤمن بأنه الأفضل لنيل رضا خالقها، ولن يتمكن من حولها على إجبارها على التصرف بعكس ما ترغب، فهي ترى أنَّ القوي ليس من يكسب الحرب دائماً، وإنما الضعيف هو في النهاية من يخسر السلام، وسيظل الإنسان الطيب يحمل بين جنباته قلباً أبيض؛ يتمنى الخير لغيره، وإن اسودت الدنيا من حوله.
ويكفي الطيبين مسماهم، ومهما قيل عنهم واستغلهم البعض فسيظلون الفئة التي يسعدنا وجودها في حياتنا، فالإنسان الطيب لا يمكن أن يتحول إلى سيئ؛ لأنَّها صفة متأصلة في أخلاقه الراقية؛ هي نفس سعت للتحلي بصفات أصحاب النفس المطمئنة، لجأت إلى الله تعالى فأثابها الكريم سبحانه أجزل عطاء بما تغبط عليه في الدنيا والآخرة.

أنين الطيبة
سأبقى متشبثة بالطيبة ما دمت أتنفس الهواء، أنا أثق بالله، وأثق بكرمه المعطاء، فالطيبة التي تعتقدون أنها ستدمرني، ستكون لي بناء يوماً ما، فالكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعُها في السماء.

 

الموضوع الأصلي : بين الطيبة والغباء     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : معانى الورد



 توقيع :


آخر تعديل ضى القمر يوم 04-12-2016 في 01:58 AM.
رد مع اقتباس